صراع نفوذ دولي في الجنوب السوري.. واستنفار جيش «مغاوير الثورة»

محمود سعيد

التحالف الدولي يتجه نحو دعم فصائل مسلحة معارضة للنظام بهدف مواجهة خطر الوجود الإيراني الآخذ بالتمدد


زادت حدة التوتر بين “جيش مغاوير الثورة” المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والحرس الثوري الإيراني وميليشياته اللبنانية والعراقية والسورية.

وزادت احتمالات وقوع اشتباكات مباشرة بين الجانبين، مع انسحاب روسيا جزئيًّا من مناطق سورية وخصوصًا في الجنوب للتركيز على الحرب في أوكرانيا، في وقت يسعى التحالف الدولي إلى تحجيم النفوذ الإيراني في الجنوب السوري.

كيف تأسس مغاوير الثورة ؟

دعم التحالف الدولي “جيش مغاوير الثورة” التابع للجيش الحر لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وكبح التمدد الإيراني، خصوصًا في الجنوب السوري، وتشكّل الجيش في نهاية العام 2016 وانبثق عن “جيش سوريا الجديد” الذي كان يضم في معظمه مقاتلين من أبناء العشائر العربية السنية.

ونشأ “جيش مغاوير الثورة” على أنقاض جيش العشائر الذي تشكل عام 2015 في منطقة القلمون بريف دمشق، وضم كلُا من فصيل أسود الشرقية، وكتائب أحمد العبدو، ولواء شهداء القريتين، وشهداء مغاوير الثورة، وهو يتركز اليوم على نحو رئيس في منطقة التنف، وخط الـ 55 في البادية السورية.

أهمية قاعدة التنف الاستراتيجية

بدوره رأى العقيد السوري المنشق، عبدالباسط الطويل، أنه على الرغم من أن قاعدة التنف تحتل مساحة صغيرة الحجم، مقارنة بحجم قواعد عسكرية أمريكية أخرى، فإن نطاق السيطرة والتحكم والرصد لها كبير جدًا، ويمكنها التمدد بسرعة كبيرة إلى معظم البادية السورية، الممتدة من غرب وجنوب غرب نهر الفرات، وصولًا لحدود محافظات الرقة وحلب وحمص ودمشق.

وأضاف أن ما يساعد القاعدة في تحقيق التمدد هو الدعم الناري الكبير الذي تستطيع تلقيه من القواعد والأساطيل الأمريكية المنتشرة بالمنطقة، إضافة للقواعد الأمريكية شرقي الفرات، مشيرًا إلى عدم وجود قواعد عسكرية كبيرة للقوات النظامية في تلك المنطقة باستثناء مطاري السين وتي فور، وأن معظم النقاط المنتشرة هي بقايا ميليشيات غير منتظمة وغير مدربة استقدمتها إيران من دول أخرى”.

محاولة إيرانية لمهاجمة القاعدة

ركز التحالف الدولي معاركه والقوات التي يدعمها على قتال تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الميليشيات الإيرانية والقوات الموالية لها حاولت التقدم في العام 2018 نحو مناطق قوات مغاوير، وهاجمتها بالقرب من معبر التنف الحدودي، الأمر الذي اضطر التحالف الدولي للرد وقصف الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والقوات التابعة للأسد، التي سرعان ما تراجعت، وفق أورينت نت.

وكذلك هاجمت طائرات مسيرة إيرانية “جيش مغاوير الثورة”، واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” حينها أن الهجوم قد يكون ردًا من وكلاء إيران في المنطقة على هجمات أخرى استهدف الميليشيات المدعومة إيرانيًّا في سوريا والمنطقة.

تضارب في الأنباء

أشارت مصادر عسكرية في فصيل “مغاوير الثورة” إلى أن قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي تتجه نحو دعم فصائل مسلحة معارضة للنظام بهدف مواجهة خطر الوجود الإيراني الآخذ بالتمدد على الحدود الشمالية للأردن، ويسعى التحالف الدولي إلى تحجيم محاولات تهريب المخدرات إلى الداخل الأردني، ومواجهة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية-السورية.

 

ولكن المتحدث الإعلامي لفصيل جيش مغاوير الثورة، عبدالرزاق خضر، نفى في تصريحات صحفية عقد اجتماعات بين الجانبين الأردني والأمربكي في قاعدة “التنف” العسكرية، بهدف تشكيل مجموعات لمواجهة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية-السورية، لافتاً إلى أنه “إذا جرت أي اجتماعات بين الأردن وأمريكا، فمن الممكن أن تكون داخل الأراضي الأردنية”.

الموقف الأردني على الحدود السورية

لم يستبعد العاهل الأردني، عبدالله الثاني، قبل أيام “تصعيدًا محتملًا” على الحدود الشمالية، وقال في مقابلة أجراها معه الجنرال الأمريكي المتقاعد، هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية: “نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءًا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية”.

وأشار حينها إلى أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكّل مصدرًا للتهدئة، مبينًا أن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا، وحذر الملك عبدالله قبل سنوات في حوار مع “واشنطن بوست” موسكو من “أن مجيء لاعبين آخرين، من تنظيمات وغيرها، إلى حدودنا لن يتهاون معه”.

تدريبات مشتركة مع التحالف الدولي

أجرت قوات “مغاوير الثورة” تدريبات مشتركة مع “التحالف الدولي” قرب قاعدة التنف عند الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، للمرة الثانية خلال أيام، وسمع دوي انفجارت وأصوات إطلاق رصاص في منطقة الـ 55 قرب قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي، ناجمة عن التدريبات المشتركة.

وفي 30 مايو الماضي، نفذت قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات مغاوير الثورة التابع للجيش الحر في المنطقة، وأطلقت قنابل مضيئة قرب قاعدة التنف التي تتمركز فيها قوات التحالف ضمن منطقة 55 كيلو مترًا على الحدود السورية العراقية الأردنية، أما آخر مناورات للنظام وروسيا في محيط التنف فكانت في 27 ديسمبر 2021 حسب ما أوردت “شبكة السويداء 24” حينها.

ربما يعجبك أيضا