«صفر كورونا» الصين و«سقف أسعار» روسيا يكبد النفط أكبر خسائره

خسرت  أسعار النفط  5%، بنهاية تعاملات الأسبوع المنتهي في 25 فبراير 2022، لتستمر فى خسائرها للأسبوع الثالث على التوالي.

وتراجعت أسعار النفط الخام 17.5% منذ بداية شهر نوفمبر الحالي، في أكبر تراجع منذ مارس الماضي، على خلفية استمرار قيود “صفر كورونا” في الصين، أكبر الدول المستهلكة للطاقة ما عزز تخوفات الركود الاقتصادي.

فيروس كورونا في الصين – أرشيفية

قيود الاقتصاد الصيني تدفع أسعار النفط للهبوط

مع تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الصين، خلال الفترة الماضية، فرضت السلطات العديد من القيود لاحتواء تفشي الفيروس، واستمرت في عمليات الإغلاق والحجر الصحي والفحوص الصارمة، التي تهدف إلى إنهاء وجود الفيروس تمامًا داخل البلاد، وشجلت إصابات كورونا 18 ألفًا و183 حالة في أخر إحصائية معلنة، يوم الثلاثاء الماضي.

ورغم التظاهرات العمالية، المطالبة بإنهاء السياسات الصارمة المتعلقة بجائحة كورونا، فرضت السلطات في تشنجتشو، المدينة الواقعة في وسط الصين، وتضم مصنعًا ضخمًا لهواتف آيفون، إغلاقًا عامًا، يوم الخميس الماضي، على 6 ملايين شخص بالعديد من أحياء وسط المدينة.

 الصين أكبر مستهلكي الطاقة بالعالم  

تعد الصين ثاتي أكبر مستهلك للنفط، بعد الولايات المتحدة، وبلغ استهلاك بكين، خلال العام الماضي، 341.48 مليون طن، بزيادة 3.2% على أساس سنوي، وزاد استهلاك كل من البنزين ووقود الطائرات 5.7%، في حين ارتفع استهلاك الديزل 0.5% خلال 2021.

وتعد بكين أكبر مستورد للنفط عالميًّا، والمحرك العالمي للطلب، وشكلت 44% من النمو العالمي في واردات الخام منذ عام 2015، لكن في العام الماضي، ارتفعت احتياطيات النفط المؤكدة لدى الصين إلى 26.49 مليار برميل، مقارنة مع 26.02 مليارًا عام 2020، وفقًا لمنصة “الطاقة”.

 أسعار النفط فى عام 2023

ارتفعت العقود الأجلة لخام برنت، خلال تعاملات الجمعة الماضية، 0.45%، ليصل إلى 85.72 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي 0.73% إلى 78.51 دولار للبرميل. وتشير التوقعات إلى وصول أسعار خام برنت إلى 95.33 دولار للبرميل في العام المقبل، بزيادة 0.8%،

وتري إدارة معلومات منصة الطاقة أن النمو في إنتاج أوبك وخارجها، خاصة في الولايات المتحدة، يحافظ على توقعات أسعار منخفضة في 2023 مقارنة بعام الحالي. في حين تشير توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن متوسط إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيحقق 12.31 مليون برميل يوميًّا في 2023، بانخفاض قدره 0.3% عن التوقعات السابقة.

 أزمة تحديد سقف لسعر النفط الروسي

تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها للاتفاق على سقف سعري للنفط الروسي، بحد أقصى يصل إلى 60 دولارًا للبرميل، في حين تقترح المفوضية الأوروبية فرض قيود طارئة على أسعار الغاز الطبيعي، لمنع مزيد من الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الأوروبي.

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الخميس الماضي، إن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي في طور التنفيذ، وإذا وافق الاتحاد الأوروبي على حد أقصى، فإن السوق قد تشهد مخاطر هبوط على توقعات أسعار النفط، وفق توقعات وكالة “بلومبرج”.

سقف سعر النفط الروسي يخدم الولايات المتحدة

فى حال نجاح الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في فرض سيطرتها على سعر النفط الروسي، سيسعد ذلك الرئيس الأمريكي، الذي فشل فى إقناع أعضاء منظمة “أوبك+”، وعلى رأسهم السعودية، بإرجاء خطط لخفض الإنتاج، الأمر الذي دفع أسعار النفط للارتفاع، خلال الأشهر الماضية.

في المقابل، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن مثل هذه الإجراءات (تحديد سقف سعري للنفط) تتعارض مع مبادئ العلاقات التجارية، وستؤدي على الأرجح إلى تداعيات خطيرة على سوق الطاقة العالمية، بحسب ما أورده بيان “الكرملين”.

تحديد سعر لخام الروسي ليست العقوبة الوحيدة المنتظرة، ويعتزم الغرب إقرار حزمة من العقوبات الجديدة على روسيا، منها منع شركات التأمين وإعادة التأمين من تغطية النقل البحري للنفط الروسي، وإعفاء المشغلين الأوروبيين، في حال وجود اتفاق، إذا جرى بيع النفط بسعر أدنى أو مساوٍ للسقف المحدّد مسبقًا.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان

 خفض أخر منتظر من «أوبك بلس»

وشدد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونظيره العراقي، حيان عبدالغني، على أهمية العمل في إطار تجمع “أوبك+”، وعلى “إمكان اتخاذ إجراءات أخرى تضمن تحقيق التوازن والاستقرار في الأسواق العالمية، إذا دعت الحاجة إلى ذلك”، بحسب موقع :انفستنج”.

وأضاف وزير الطاقة السعودي أن “أوبك+” مستعدة لمزيد من خفض الإنتاج إذا لزم الأمر، ووافق التحالف، في أكتوبر الماضي، على خفض الإنتاج المستهدف بمقدار مليوني برميل يوميًّا حتى نهاية 2023.