صفقات الغاز بين روسيا والصين.. ما علاقتها بحرب أوكرانيا؟

محمد النحاس
تراجع شحنات الغاز القطري إلى أوروبا.. ما السبب؟

"قد يكون لدى بكين علم مسبق بالنوايا الروسية".. ما حقيقة ذلك؟


يبدي الرئيس الصيني، شي جين بينج، انفتاحًا على أوكرانيا، ويحاول تقديم بكين كـ”لاعب محايد ووسيط” من أجل إنهاء الحرب.

ونفت الصين علمها المسبق بالخطط الروسية قبل بدء الحرب مع أوكرانيا في 24 فبراير 2022، ووفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تحوم الشكوك بمعرفة بكين المسبقة بموعد الحرب.

تواطؤ محتمل

راجعت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية أكثر من 600 صفقة غاز طبيعي مسال بين روسيا والصين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. ويثير هذا الأمر جملة من التساؤلات عن تواطؤ صيني مع روسيا، وتحاول المجلة الغربية الإجابة عنه من خلال تفنيد المعطيات المختلفة.

وقبل الحرب بـ6 أشهر -أي في سبتمبر 2021 حتى فبراير 2022- برز مشترو الغاز الطبيعي الصينيون على نحوٍ لافت، وبعد اندلاع الحرب اشترى نحو 12 كيانًا صينينًّا أكثر من 91 % من الغاز المسال العالمي، وفق التقرير المنشور 12 يونيو 2023.

تغير سلوك المشتريين

مع بدء الحرب، واصل المشترون الصينيون توقيع صفقات الغاز الطبيعي العالمية، وقد بلغت حتى شهر أبريل 57%، في وقتٍ تدافع فيه مشترون آخرون لتأمين إمدادات الغاز المسال بما يلبي احتياجات بلدانهم.

وخلال الأشهر السبعة من سبتمبر 2021 إلى أبريل 2022، تعاقدت الشركات الصينية على أكثر من 23 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًّا، وهو أكثر من ضعف ما اشترته في أي سنة تقويمية كاملة سابقة.

تفسير محتمل

منذ عام 2006 حتى عام 2020 تعاقدت الصين على شراء 5 ملايين طن متري سنويًّا من الغاز الطبيعي المسال، بما يعادل 15% فقط من إجمالي مشتريات الغاز المسال عالميًّا.

بعد عام 2021 بلغت 9.1 مليون طن سنويًّا، يقدر بـ45.7% من إجمالي الإمدادات المتعاقد عليها، في إشارة واضحة إلى حيازة أكبر قدر ممكن من إمدادات الغاز الطبيعي، فيما تدق الحرب في أوكرانيا طبولها.

قد يكون لدى بكين علم مسبق بنية روسيا، ما دفعها لأن تخطو تجاه هذا المنحى، ربما يكون التفسير المحتمل الآخر هو أن المشتريين من الصين اتخذوا هذا المسار بموجب توجيه للحصول على إمدادات طاقة إضافية قبل رفع القيود في الصين.

لكن هذا الاحتمال غير مرجح لأن رفع الإغلاق جاء بين نوفمبر وديسمبر 2022 بعد احتجاجات نادرة، في خطوة بدت استجابة للاحتجاجات، فليس من المرجح أن يكون رفع قيود كورونا مخططًا له في هذا التوقيت، ما يُضعف احتمالية هذا السيناريو.

بكين ترفع مشتريات الغاز المسال

يشير تقرير المجلة الغربية إلى نقطة أخرى، وهي أن هذه العقود غالبًا ما يجري إبرامها باعتبارها طويلة الأجل، لكن قبل الحرب اختلف الأمر، حيث سعت لتسلم شحنات الغاز الطبيعي المسال بأسرع ما يمكن.

وفي الوقت الذي كانت بكين ترفع مشترياتها من الغاز، كانت شركة غازبروم الروسية تقلل إمداداتها لأوروبا إبان الحرب بذرائع مختلفة.

عندما بدأت الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022 هددت غازبروم بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن القارة العجوز، وكانت هذه الإمدادات تشكل نحو 40% من إجمالي الغاز الطبيعي المصدر إلى أوروبا.

محاولة المواكبة

من جانبه اتخذ الاتحاد جملة من الإجراءات لمواكبة الأزمة، ونجح في ذلك بالفعل، لكن أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء بلغت مستويات قياسية، لتدفع أوروبا في نهاية المطاف ثمنًا باهظًا.

أما الصين، فقد سارعت لشراء كل الكميات المتاحة في السوق من الغاز الطبيعي المسال، عندما توقعت ارتفاع أسعاره، وهو ما جعل الأمر محققًا بطبيعة الحال، بفعل قاعدة العرض والطلب، ليصبح ارتفاع سعر الغاز الطبيعي المسال حتميًّا بالنسبة لأوروبا.

اقرأ أيضًا| تراجع شحنات الغاز القطري إلى أوروبا.. ما السبب؟

اقرأ أيضًا| انخفاض مذهل.. هل فقد سلاح الغاز الروسي تأثيره في أوروبا؟

ربما يعجبك أيضا