صفقة غزة على المحك.. هل عودة السلطة الفلسطينية تنقذ الموقف؟

مفتاح الحل.. عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة

يوسف بنده

تشكل نقاط التفتيش أوضح المظاهر للحكم العسكري الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة.


بعد جولتها في الدوحة، تنتقل الجولة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار إلى القاهرة، وسط عراقيل ومساعي من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لنسف تلك المفاوضات.

فإن كانت حركة حماس الفلسطينية تصر على وقف دائم لإطلاق النار، تشدد القاهرة أيضًا على مغادرة القوات الإسرائيلية لقطاع غزة وممراته الحدودية، بينما نتنياهو لا يتراجع عن السيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم، ما يهدد بنسف صفقة غزة مقابل التهدئة في المنطقة.

محور فيلادلفيا

محور فيلادلفيا

محوري فيلادلفيا ونتساريم

ممر فيلادلفيا (صلاح الدين) هو شريط ضيق يبلغ عرضه حوالي 100 متر في بعض المناطق ويمتد لمسافة 14 كيلومترًا على طول الحدود بين غزة ومصر، من البحر الأبيض المتوسط ​​شمالاً إلى ممر كرم أبو سالم جنوباً. ويشمل هذا الممر أيضًا معبر رفح، الذي كان حتى شهر مايو من هذا العام هو وسيلة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.

وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الأربعاء 21 أغسطس، يبلغ طول ممر نتساريم حوالي 6 كيلومترات، ويمتد من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل الجنوبي لمدينة غزة. ويقطع هذا الممر عمليا أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة وجزءه الشمالي عن جنوبه.

واسم ممر نتساريم مشتق من مستوطنة إسرائيلية كانت تقع على هذا الطريق الساحلي. وكان “ممر نتساريم” بمثابة “الإصبع” الثاني في استراتيجية “الأصابع الخمسة” لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، والتي كانت تهدف إلى تقسيم غزة إلى أجزاء تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية. وتم تنفيذ هذه الخطة جزئياً، إلى أن أمر شارون ـ الذي كان ذات يوم بطلاً للمستوطنين ـ بالانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005.

محور فيلادلفيا

محور فيلادلفيا

احتلال عسكري

تتطلب سيطرة إسرائيل على كل من هذه الممرات إغلاق الطرق، وإقامة السياج، وأبراج الحراسة، وغير ذلك من المنشآت العسكرية.  وتشكل نقاط التفتيش أحد أوضح المظاهر للحكم العسكري الإسرائيلي الذي لا نهاية له على الضفة الغربية وقطاع غزة حتى انسحاب إسرائيل في عام 2005.

ويرى الفلسطينيون أن إنشاء نقاط التفتيش هذه مقدمة لاحتلال عسكري طويل الأمد وعودة المستوطنات اليهودية، وهو السيناريو الذي أيده شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف علناً.

محور فيلادلفيا

محور فيلادلفيا

هيمنة جيوسياسية

تقول مصر أيضًا إن العمليات الإسرائيلية على طول حدودها تعرض للخطر معاهدة السلام التاريخية لعام 1979 بين البلدين. ورفضت مصر فتح حدودها عند معبر رفح حتى تتخلى إسرائيل عن سيطرتها على غزة وتعيدها إلى السلطة الفلسطينية.

ويشير الخبير في الشئون الدولية، علی رضا توانا، في صحيفة آرمان امروز الإيرانية، إلى أهمية هذا المحور من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لإسرائيل، لأنه مع السيطرة على هذا المحور، لن يتم رسم حدود بين غزة ومصر.

ومع وصول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى طريق مسدود، في المرحلة الثالثة من الحرب، من المتوقع أن تحاول إسرائيل السيطرة الكاملة على هذا المحور إلى الأبد، وستتجاهل عملياً اتفاقية كامب ديفيد.

ومع الادعاء المستمر بأن حماس ستحاول بالتأكيد إعادة بناء نفسها من خلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا، فإن إسرائيل لن تسحب قواتها من هذه المنطقة وستقطع وصول فلسطين من خلال السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي من ميناء إيلات. ومن الواضح أنها ستعزز هيمنتها الجيوسياسية في المستقبل القريب من خلال مذكرة تفاهم.

نتنياهو وعباس

نتنياهو وعباس

عودة السلطة الفلسطينية

ربما يتمثل الحل في عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة قطاع غزة بدلًا من حماس في مقابل خروج القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع، فحسب تقرير صحيفة القدس الفلسطينية، أمس الخميس 30 أغسطس، فقد عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اجتماعا برئاسة الرئيس محمود عباس.

‏وجرى خلال الاجتماع، استعراض لمبادرة الرئيس التي أعلنها أمام مجلس الأمة التركي الكبير والتي تضمنت قراره بالتوجه إلى قطاع غزة ومعه أعضاء القيادة الفلسطينية، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بتأمين الوصول إلى قطاع غزة ومن ثم التوجه بعدها إلى القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية.

لكن يحتاج هذا الحل إلى ضغط المؤسسات الدولية، خاصة أن إسرائيل ترفض منح السلطة الفلسطينية سيادتها، وقد كشف موقع أكسيوس الأمريكي، الاثنين 19 أغسطس، أن السلطة الفلسطينية أرسلت خطابا، الأحد 18 أغسطس، إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تطلب فيه تسهيل زيارة محمود عباس إلى غزة.

ربما يعجبك أيضا