فيكتور بوت، "تاجر الموت"، يعود لتجارة الأسلحة بصفقة مع الحوثيين، مما يثير قلق الولايات المتحدة بشأن الأمن الإقليمي.
بعد إطلاق سراحه من السجون الأمريكية عام 2022 في صفقة تبادل مع موسكو، عاد ت جر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، المعروف بـ”تاجر الموت”، إلى عالم تجارة الأسلحة، وهو ما أثار قلق واشنطن بشأن الأمن الإقليمي.
في تطور مثير للقلق، يسعى بوت لتأمين صفقة لبيع أسلحة صغيرة لمقاتلي الحوثيين في اليمن، هذه العودة تثير الكثير من الأسئلة حول تأثيرها المحتمل على الأمن الدولي والصراع في الشرق الأوسط.
من هو فيكتور بوت؟
فيكتور بوت، البالغ من العمر 57 عامًا، هو تاجر أسلحة روسي سابق تم القبض عليه في عام 2008 خلال عملية مشتركة لمكتب مكافحة المخدرات الأمريكي. يُعتقد أن حياته ألهمت الفيلم “Lord of War”، حيث يلعب “نيكولاس كيج” دور تاجر أسلحة يقوم بتسليح مختلف الأطراف في النزاعات.
وبعد إدانته بجرائم تتعلق بتجارة الأسلحة، قضى بوت 12 عامًا في السجون الأمريكية، قبل أن يتم الإفراج عنه كجزء من صفقة تبادل. بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أمس 7 أكتوبر 2024.
النشاطات الحالية لفيكتور بوت
بعد الإفراج عنه، انضم بوت إلى حزب يميني متطرف موال للكرملين، وفاز بمقعد في جمعية محلية في عام 2023، مما يشير إلى تحول في مسيرته السياسية.
لكن التقارير الأخيرة تكشف عن عودته إلى تجارة الأسلحة، حيث التقى بممثلين عن الحوثيين في موسكو في أغسطس 2024. تم التفاوض على صفقة بقيمة 10 ملايين دولار لبيع أسلحة أوتوماتيكية.
تفاصيل الصفقة المحتملة
تتضمن الصفقة المقترحة تصدير أسلحة صغيرة، مثل بنادق AK-74، وهو نوع محدث من بندقية AK-47 وقد بحثت الوفود الحوثية أيضًا عن أسلحة أخرى محتملة، بما في ذلك صواريخ Kornet المضادة للدبابات والأسلحة المضادة للطائرات. التقارير تشير إلى أن هذه الصفقة لم تُنفذ بعد، ولكنها تثير قلقًا كبيرًا في واشنطن.
تعبّر إدارة بايدن عن مخاوفها من احتمال تقديم روسيا أسلحة متقدمة للحوثيين كوسيلة للرد على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تعتبر الولايات المتحدة الحوثيين جماعة إرهابية، مما يعني أن أي شحنات أسلحة إليهم ستكون مرفوضة تمامًا.
العواقب المحتملة
إذا تمت الصفقة، فإنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في الصراع القائم في الشرق الأوسط. حيث يمكن أن تُصعّد روسيا دعمها للحوثيين، وهو ما قد يؤثر سلبًا على جهود السلام في المنطقة.
كما يُحتمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الانخراط الروسي في النزاعات المباشرة، على الرغم من أن روسيا قد حافظت عمومًا على موقف الحياد بين إسرائيل وأعدائها المدعومين من إيران.
ردود الفعل على أنشطة لفيكتور بوت
يرفض محامي بوت، ستيف زيسو، التعليق على ما إذا كان موكله قد التقى مع الحوثيين، لكنّه يشير إلى أن بوت لم يعد في تجارة النقل منذ أكثر من 20 عامًا.
في المقابل، وصف بوت المزاعم بأنه يبيع أسلحة للحوثيين بأنها “اتهامات غير مثبتة”، مما يثير تساؤلات حول مدى استمراره في هذا المجال.
فيكتور بوت وتجارة الأسلحة
تاريخ بوت في تجارة الأسلحة يمتد لعقود، حيث كان معروفًا بتجارة الأسلحة السوفيتية في مناطق مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. بدأ يبرز في الساحة العالمية بعد أن فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب تداوله للأسلحة مقابل الألماس مع تشارلز تايلور، الرئيس السابق ليبيريا. بعد انهيار الكتلة السوفيتية، استخدم بوت طائرات عسكرية لنقل قوات الأمم المتحدة في أفريقيا.
في عام 2008، تم القبض عليه في تايلاند خلال عملية محكمة نفذتها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، حيث أدين بالتآمر لقتل الأمريكيين وبيع الأسلحة للمتمردين الكولومبيين. وحكم عليه بالسجن 25 عامًا.
الحوثيون والتهديدات للأمن الدولي
تعتبر جماعة الحوثيين واحدة من أكثر الجماعات المتمردة نشاطًا في المنطقة، حيث قامت بالعديد من الهجمات على الشحن الدولي وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. ردت الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ غارات جوية ضد أهداف حوثية، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
تسعى الولايات المتحدة لمواجهة أي تهديدات محتملة قد تأتي نتيجة لهذه الصفقة المحتملة بين بوت والحوثيين، حيث يثير ذلك مخاوف بشأن إمكانية تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية أو حلفائها في المنطقة.
بالتالي فإن عودة الأنشطة الجديدة لفيكتور بوت إلى الواجهة، يثير تساؤلات حول تأثيرها على التوازنات الأمنية في الشرق الأوسط. وإذا تمت الصفقة مع الحوثيين، ستكون هذه خطوة أخرى في مسيرته الطويلة من تجارة الأسلحة، مما قد يؤثر بشكل كبير على الأوضاع الأمنية في المنطقة والعالم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2005936