صندوق النقد الدولي يحذر من مخاطر «التحول الأخضر»

لمياء أمين
صندوق النقد الدولي

تبنت الولايات المتحدة خطة توفر مليارات الدولارات كإعانات لمصنعين بطاريات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية على الأرض الأمريكية، ردًّا على سياسة مماثلة تنتهجها الصين.. فما موقف الدول النامية؟


حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، من أن السباق نحو تشجيع الصناعات الخضراء بالدول المتقدمة، قد”يضر بالأسواق الناشئة والعالم النامي”.

وقالت غورغييفا، خلال مشاركتها بإحدى ندوات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، يوم الجمعة 20 يناير 2023: “إذا كنا نسعى جاهدين لـ(تعزيز) خطورة (الدول) الصناعية، ولا نفكر في الأسواق الناشئة، سنكون كلنا عرضة للاحترار”.

أمريكا تحارب الصين بإعانات المصنعين

تبنت الولايات المتحدة خطة توفر مليارات الدولارات كإعانات للمصنعين، الذين ينتجون بطاريات للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية على الأرض الأمريكية، ردًّا على سياسة الإعانات الصارمة، التي تنتهجها الصين.

ومن جهته، يحاول الاتحاد الأوروبي تنظيم نفسه، لمساعدة صناعته في وجه أزمة الطاقة، ومواجهة الإعانات الأمريكية والصينية، التي قد تؤدي إلى مغادرة بعض المصانع الأراضي الأوروبية.

مخاوف تأثير السياسات الغربية في الأسواق الناشئة

أبدت غورغييفا تحفظها، قائلة إن خوفها الأكبر هو أن شيئًا ما رائعًا، من حيث المبدأ، لتسريع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر باستخدام المال العام، لتعزيز الاستثمار الخاص، قد يلحق ضررًا بالأسواق الناشئة والعالم، في إشارة إلى السياسات الأمريكية والأوروبية.

وأضافت أنه “إذا كان نقل التكنولوجيا جزءًا من خطتكم، فنحن نعم سننجح” في أهداف التحول المناخي الدولي. بدوره، قال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو مير، إن “المسألة الأساسية ليست الصين في المرتبة الأولى، أو أمريكا أو أوروبا. بل المناخ في المرتبة الأولى”.

احتجاج أوروبي وتنديد بالممارسات غير العادلة

في هذه الأثناء، شارك نشطاء شباب، بينهم السويدية، جريتا ثونبرج، التي تعمل على وقف الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، في احتجاج صغير في دافوس، متهمين النخبة العالمية، المتجمعة بالمدينة السويسرية، بـ”عدم بذل ما يكفي لإنقاذ كوكب الأرض”.

ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بـ”المحاولات الشرسة” و”الممارسات غير العادلة”، الهادفة إلى جذب القدرات الصناعية في أوروبا، خصوصًا الخضراء “إلى الصين وأماكن أخرى”، محذرة من أن الاتحاد الأوروبي لن يتردد في “فتح تحقيقات”، إذا رأى دعمًا خارجيًّا يغير طبيعة السوق.

الصين تشجع شركات الطاقة الأوروبية للانتقال لأراضيها

ذكرت فون دير لايين أن المخاوف، التي أثيرت في أوروبا، بسبب خطة الاستثمار الرئيسة للمناخ، التي قدمها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي تسمى قانون خفض التضخم، وتقدم بموجبها مبالغ كبيرة كمساعدات للشركات في قطاع السيارات الكهربائية، أو قطاع الطاقة المتجددة، التي تتخذ في الولايات المتحدة مقرًا.

وفي ما يتعلق ببكين تحديدًا، تشجع الصين علنًا الشركات، التي تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة، والمستقرة في أوروبا وأماكن أخرى، على نقل إنتاجها كليًّا أو جزئيًّا إلى أراضيها، بوعود سوق رخيصة ومنخفضة تكاليف من اليد العاملة، وبيئة تنظيمية أكثر مرونة. وفي الوقت نفسه، تدعم الصين صناعتها بقدر كبير، وتقيّد وصول الشركات الأوروبية إلى أسواقها.

محاولات أوروبية للاستفادة من قانون «خفض التضخم»

من جهة أخرى، تتعاون أوروبا مع الولايات المتحدة، لإيجاد حلول تضمن استفادة الشركات الأوروبية، أو السيارات الكهربائية المصنعة في الاتحاد الأوروبي، من قانون خفض التضخم. وقالت فون ديرلايين: “يجب أن يكون هدفنا تجنب حصول اضطرابات في التجارة، والاستثمار عبر الأطلسي”.

ومن جهته، دعا نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني، ليو هي، الذي تحدث مباشرة بعد فون دير لايين، إلى “التخلي عن عقلية الحرب الباردة”، وطالب بمزيد من التعاون الدولي، في حين تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين بشأن السياسات الاقتصادية والتجارية، وأيضًا بشأن مسألة تايوان.

ربما يعجبك أيضا