صواريخ سام وستينجر تحد من السيطرة الجوية الروسية فوق أوكرانيا

ضياء غنيم

أسهمت صواريخ الدفاع الجوي قصيرة المدى في تحدي فرض السيادة الجوية الكاملة لروسيا في أجواء العاصمة الأوكرانية بصفة خاصة، ونجحت في إسقاط بعض المقاتلات والمروحيات بحسب الجيش الأوكراني.

إذ تخدم استراتيجية فرض السيادة الجوية تنفيذ ضربات مركزة على دفاعات وتمركزات القوات الأوكرانية وتسهيل مهمة القوات البرية الروسية، وفيما يلي أبرز الصواريخ التي جرى الحديث عنها في ترسانة الجيش الأوكراني والمرتبطة بالحقبة السوفييتة، وتلك القادمة من الحلفاء الغربيين قبل وأثناء الغزو الروسي:

صاروخ ستينجر

هو نظام دفاع جوي محمول يبلغ مداه 5 كم، ودخل الخدمة بالجيش الأمريكي عام 1981، ويمكن نشره مع القوات البرية، كما يمكن تحميله على طائرات الأباتشي كنسخة جو-جو، ويسهل إدماجه كذلك على القطع الحرية كالزوارق.

ويمتاز ستينجر بسرعته التي تفوق سرعة الصوت، ولديه نظام توجيه وتحكم عالي الدقة، ويستخدم في 19 دولة بحسب موقع شركة رايثون ميسيلز آند ديفينس المصنعة. وفي 2017 أجرى الجيش الأمريكي اختبارين ناجحين لاستهداف طائرتين بدون طيار، وعلى أساسهما أضيفت “صمامات تقارُب” للصاروخ في 2019.

وفي عام 1986 مثَّل القرار الأمريكي بتزويد “المجاهدين الأفغان” بصواريخ ستينجر عاملًا مهمًّا لاستنزاف الجيش الأحمر في أفغانستان وإسقاط نحو 270 طائرة سوفييتة، وكانت أبرز نتائج القرار كما ينظر إليه المحافظون في واشنطن هو تسريع الانسحاب السوفييتي وانهيار الشيوعية.

واصل الحلفاء الغربيون تسليم أوكرانيا حزم أسلحة ومعدات دفاعية، وعلى الرغم من أن تزويد كييف بصواريخ ستينجر لن يكفي في صد المقاتلات الروسية، فإن تقييم البعثة الدفاعية الأمريكية التي زارت أوكرانيا في ديسمبر الماضي للوقوف على احتياجات ومتطلبات الدفاع، بالتوازي مع التقارير الاستخباراتية حول استكمال روسيا استعداداتها للغزو، أشار إلى أنه ليس بالإمكان تدريب الأوكرانيين على منظومات دفاعية متطورة مثل باتريوت خلال تلك المدة القصيرة.

ومن ثم لجأت لتزويدهم بصواريخ ستينجر بنسخته المحمولة على الكتف إلى جانب نسخة محملة على الزوارق البحرية. وحصلت أوكرانيا على أولى الدفعات من لاتفيا وليتوانيا خلال فبراير الجاري، ومؤخرًا أعلنت الحكومة الهولندية يوم السبت 26 فبراير اعتزامها إرسال 200 صاروخ، كما أعلنت برلين إرسال 500 صاروخ إلى كييف عبر أمستردام كذلك في أسرع وقت.

صواريخ سام-3

صواريخ سام-3 نيفا أو إس-125 بيتشورا أو “SA-3 Goa إس إيه-3 جوا”، وفق تصنيف الناتو، وهو نظام دفاع جوي سوفييتي متوسط المدى (40 كم) يعمل بالوقود الصلب ويستخدم لحماية المنشآت ضد التهديدات الجوية منخفضة ومتوسطة المدى، ويتكون من محطة إنذار مبكر بعيدة المدى لتتبع ورصد الأهداف وأربع قاذفات أرضية.

تسلمت دول حلف وارسو تلك المنظومة عام 1969، وفي العام التالي انتشر إس-125 في دول عدة على رأسها مصر، حيث كانت جزءًا من حائط الصواريخ خلال حرب أكتوبر 1973، كما تعمل المنظومة في دول مثل سوريا والجزائر وأنجولا وإثيوبيا وبيرو وموزمبيق وفيتنام والهند وكوبا وكوريا الشمالية.

طورته أوكرانيا في الفترة من 2015-2017، وتصنعه شركة أوكرسبيت إكسبورت بالتعاون مع شركة إيروتكنيكا الأوكرانيتين، إلا أنها تعمل بالتكامل مع شبكة الدفاع الجوي البعيدة والمتوسطة المدى في الدفاع عن البنية التحتية الاستراتيجية في أوكرانيا من صواريخ إس-300 وبوك إم 1، ولم ينجح قصف الجيش الروسي لمنظومات إس-300 في تحييد التهديدات كاملًا خلال اليومين الماضيين.

وفي 2020 اتفقت أوكرانيا وتركيا على توريد منظومات إس-125 نيفا أو بيتشورا لأنقرة، نظرًا لاهتمام الأخيرة بالتحديثات الأوكرانية على المنظومة واهتمامها بتعزيز دفاعها الجوي.

ربما يعجبك أيضا