تشن القوات الأمريكية المتواجدة في شمال سوريا وشرقها بشكل متكرر ضربات ضد أهداف إيرانية، لكن التصعيد الأخير بدا أنه إيرانيًّا وليس أمريكيًّا، ما يعني أن إيران تعمل على إزعاج القوات الأمريكية.
تتعرض مواقع المجموعات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا لقصف من طائرات إسرائيلية وأمريكية بشكل متكرر.
لكن المبادرة هذه المرة كانت من طرف مليشيات إيران، تزامنًا مع تجهيز الجيش السوري قوات نظامية لإرسالها إلى الشمال السوري، في ظل بوادر الحوار بين أنقرة ودمشق، واتهمت واشنطن إيران بالوقوف وراء هجوم استهدف قواعدها العسكرية في سوريا.
ضربات متبادلة في سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أول من أمس الجمعة 24 مارس 2023، أن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية في سوريا استهدفت جماعات متحالفة مع إيران تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل متعاقد وإصابة 5 جنود أمريكيين.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، يوم الجمعة الماضي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، وإنه لا ينبغي لطهران أن تشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأمريكية. وبعدها قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن: “لا تخطئن الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها”.
إيران تدافع عن شرعيتها
من طهران، وحسب تقرير وكالة تسنيم، أمس السبت 25 مارس 2023، رد المتحدث باسم الأمن القومي الايراني، كيوان خسروي، بأن أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية للتعامل مع الإرهاب وعملاء “داعش” في هذا البلد، ستقابل على الفور برد فعل مماثل.
واتهمت واشنطن طهران بامتلاكها قواعد عسكرية غير شرعية في سوريا، لكن خسروي رد قائلاً: إن أمريكا تحاول تجنب تداعيات الاحتلال غير المشروع لجزء من الأراضي السورية للقوات العسكرية لهذا البلد من خلال الإسقاط والهروب إلى الأمام عبر توجيه اتهامات غير صحيحة ضد إيران.
إشغال القوات الأمريكية
أشار تقرير لصحيفة الراي الكويتية، أمس السبت، إلى أن إرسال إيران عدة مسيَّرات انتحارية ضد المواقع الأمريكية هو نابع عن قرار أعلى المستويات برفْع التصعيد في وجه الولايات المتحدة في ساحات مختلفة. ونقلت الصحيفة تحذيرًا عن أحد المستشارين الإيرانيين في سوريا بقوله: “إن إيران تملك اليد الطولى ولديها القدرة على الرد حال استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية وإن الانتقام لن يكون سهلًا أو بعيدًا”.
وهذا تلميح واضح إلى أن مسرح العمليات ضد القوات الأمريكية لن يكون سوريا فقط، بل سيتوسع أيضًا إلى العراق ومناطق أخرى لأن إيران تجيد “الحرب بالوكالة” ولديها مسارح عمليات مختلفة تستطيع استخدامها والانطلاق منها. ومن هنا فإن توسيع الهجوم في سوريا ضد القوات الأمريكية لم يأت من فراغ، ويبدو الأمر كأنه خطة لإشغال الولايات المتحدة عن حربها في أوكرانيا.
إسناد روسيا
حسب تقرير الصحيفة الكويتية، بدت هذه الهجمات كخطة إسناد من جانب إيران وسوريا لصالح روسيا في أوكرانيا، فإن روسيا تريد من القوات السورية التحضّر لإزعاج القوات الأمريكية وفتْح عدة جبهات عليها، مثلما تفعل واشنطن في أوكرانيا. ونفذت الطائرات الروسية أكثر من 25 طلعة فوق القاعدة الأمريكية في التنف دون الاكتراث بقواعد التنسيق مع أمريكا في سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القرار الأمريكي بسحب الطائرات المتطوّرة من الشرق الأوسط واستبدالها بالطائرة A-10 البطيئة يدلّ على نية أمريكا – بالنسبة لإيران وروسيا – بالتحضير لتدخُّل أكبر في أوكرانيا والتقهقر أكثر من الشرق الأوسط.
وما تريد إيران وروسيا إبلاغه لأمريكا بطريقة غير مباشرة هو أن قرار تبديل أسراب الطائرات في منطقةٍ اعتبرتْها واشنطن غير ساخنة خاطئٌ لأن المنطقة ينتظرها إرباك وتصعيد. وهذا يدلّ على مقاربة جديدة على صعيد التعاون الإيراني – الروسي على مستوى أوسع وأشمل، وخصوصاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إنه لا يريد الحرب ولكنه سيضرب بقوة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1470252