ضربة قوية لـ«اليوان».. هروب 75 مليار دولار من الصين

الصين شهد أسوأ تدفقات خارجية للنقد الأجنبي

إسلام أمين
هبوط اليوان الصيني - أرشيفية

سجلت الصين تدفقات مالية حادة إلى الخارج بقيمة 75 مليار دولار في سبتمبر الماضي، وهو أكبر رقم شهري منذ عام 2016، بحسب مقياس غولدمان ساكس المفضل لتدفقات النقد الأجنبي، مما يُسلط الضوء على ضغوط مكثفة على اليوان.

وتعرضت العملة المحلية، في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، لضربة قوية من جميع الجهات، مع خروج الأموال من الأسواق الصينية وبحث الشركات الدولية عن بدائل للصين، فقد ساهم تعافي السفر إلى الخارج في ضرب قطاع الخدمات.

ضربة قوية لـ«اليوان»

جرى تسجيل التدهور في أحدث البيانات الرسمية، التي تظهر تدفقًا خارجيًا بلغ 42 مليار دولار في حساب رأس المال في شهر أغسطس، وهو الأكبر منذ ديسمبر 2015، وساعدت الهجرة الكبيرة لرؤوس الأموال.

ونجم ذلك عن تباطؤ النمو في الصين وازدياد الفجوة في أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة، في دفع اليوان إلى أدنى مستوى له منذ 16 عامًا، يكمن الخطر في أن ضعف العملة يزيد من ضعف جاذبية السوق ويؤدي إلى تسارع التدفقات الخارجية، مما قد يهدد استقرار الأسواق المالية.

الصين شهدت أسوأ تدفقات خارجية للنقد الأجنبي

حسب مؤشر جولدمان ساكس لتدفقات صرف العملات الأجنبية، يؤكد التحديات المتزايدة التي تواجه اليوان نتيجة الضغط المتزايد على قيمته، ظهر هذا الاتجاه أيضًا في البيانات الرسمية الصينية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث سجلت تدفقات كبيرة خروجاً من عمليات بيع وتسوية العملات الأجنبية للبنوك ومن خلال الدفع عبر الحدود.

ويرجع سبب تحفيز التدفقات الخارجية من الصين الى تدفقات الحساب الجاري الناتجة عن بطء بيع الأوراق المالية والسندات من قبل المستثمرين الأجانب. وأوضح البنك أن هناك 35 مليار دولار من التدفقات الصافية عبر عمليات البيع بسعر الصرف الفوري على الأراضي الصينية في الشهر الماضي، بالإضافة إلى 45 مليار دولار من صافي الدفعات اليوانية من الأراضي الصينية إلى الخارج.

أسوأ أداء لليوان في أسيا

يعد اليوان واحدًا من أسوأ العملات الأداء في آسيا هذا العام، إذ انخفض بأكثر من 12% مقابل الدولار، وعلى الرغم من زيادة الضغط على قيمة اليوان، اذا بلغ قيمة الدولار الواحد 6.364 اليوان في نوفمبر 2023، ليصل 7.31 في أكتوبر 2023، وعلى الرغم من ذلك أكد جولدمان ساكس أنه ما زال يتمسك بتوقعاته لنهاية العام بأن يكون عند 7.30 يوان لكل دولار، مشيرة إلى جهود بكين في الحد من تراجع العملة الصينية.

في المقابل، تكثّف السلطات الصينية جهودها خلال الأيام الأخيرة لدعم أسواق المال، حيث تشير هذه الجهود إلى قلق بكين المتزايد من تراجع أسعار الأسهم والعملة الصينية، وأعلنت هيئة الأوراق المالية الصينية من قبل أنها ستخفض تكاليف التداول وستدعم عمليات إعادة شراء الأسهم، كما ستقدم رأس مال طويل الأجل.

كما كشفت عن حزمة إجراءات تهدف إلى إنعاش سوق الأسهم وتعزيز ثقة المستثمرين، وتشمل الإجراءات الأخرى التي وضعتها اللجنة تعزيز تنمية صناديق الأسهم، ودراسة خطط لتمديد ساعات التداول، وتحسين جاذبية الشركات المدرجة. ويجب أن نلاحظ أن أداء سوق الأسهم الصينية هو الأقل من نظرائها حول العالم هذا العام.

ربما يعجبك أيضا