“ضغوط العمل” أسوأ من التدخين وتسبب الوفاة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

كشفت دراسة علمية مطولة استمرت نحو 14 عاما تابعت أكثر من 100 ألف شخص في فنلندا وفرنسا والسويد وبريطانيا، أن الرجال المصابين بمرض السكري وأمراض القلب أو الذين عانوا من السكتة الدماغية أكثر عرضة للوفاة من النساء إذا كانوا يشغلون وظائف تتسب لهم بالضغط العصبي بنسبة 68 %.

ونشرت صحيفة “الجارديان”، مقالاً للكاتب إيان سامبل، يقول فيه إن هناك اختلافا في كمية إفراز هرمون الضغط العصبي “الكورتيزول” بين الرجال والنساء أو الأعراض التي يصابون بها جراء هذه الضغوط، وأشار إلى أن الضغط العصبي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الإصابة بالسكتة القلبية و الدماغية فضلاً عن تصلب الشرايين.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف عن تأثير الضغط العصبي في العمل على الأشخاص الذين تم تشخيصهم مسبقا بأمراض القلب، بحسب ما أكده طبيب القلب أندرو ستيبتو.

وقال أندرو ستيبتو، أستاذ علم النفس في معهد لندن للقلب في جامعة لندن وكبير مؤلفي الدراسة: “هناك أشخاص معرضون للخطر بشكل خاص، وتحتاج الشركات إلى التفكير في الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص بسبب مرضهم الموجود مسبقًا وكيف يمكن التعامل معهم”.

قيم الباحثون إجهاد عمل الناس بطريقتين مختلفتين، وعُرِّف الأول المعروف باسم “الإجهاد الوظيفي” على أنه ذو وظيفة شاقة ولكنه لا يتحكم في هذه المطالب، والثاني “عدم التوازن بين الجهد والمكافأة” يعني أن الناس يبذلون الكثير من الجهد في وظائفهم مقابل مكافأة ضئيلة.

وبعد الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات في عوامل الصحة ونمط الحياة، مثل ما إذا كان الناس يعانون من السمنة المفرطة، أو ارتفاع ضغط الدم أو التدخين أو عدم ممارسة الرياضة، وجد الأطباء أنه بين الرجال المصابين بمرض القلب، لديهم خطر الوفاة المبكرة من الرجال، ويظل الخطر قائما حتى عندما يسيطرون على وزنهم وضغط الدم ويمتنعون عن التدخين.

وتشير النتائج إلى أنه بالنسبة إلى الرجال المصابين بمرض القلب، فإن الضغط الناتج عن الشعور بالإرهاق في العمل يكون ضارًا مثل التدخين وأخطر من التعرض للسمنة أو ارتفاع نسبة الكولسترول، أو شرب الكحول.

“نحن حريصون على أن يأخذ الناس هذا الأمر على محمل الجد بدلاً من أن يقولوا للناس الذين يعانون من ضغوط فظيعة:” ما عليك القيام به هو ممارسة المزيد من الرياضة وعدم التدخين لأن ذلك لن يحل المشكلة، فهناك المزيد يجب القيام به”، حسبما قال ستيبتو.

ويصف فريق البحث الدولي في دورية لانسيت للسكري والغدد الصماء، كيف أن النوع الثاني من التوتر الذي يسمى عدم التوازن بين الجهد المبذول في العمل والمكافأة، لا يؤدي إلى الوفاة المبكرة لدى الرجال المصابين بمرض القلب، لكنه يزيد من المخاطر بشكل طفيف بالنسبة للرجال، ويفسر التناقض الظاهر من قبل المجموعة السابقة التي تعمل على  تقصير ساعات العمل وتقبل أقل الأجور والمكافآت الأخرى.

والنتيجة الأكثر لفتا للنظر هي التأثير غير المتناسب على صحة الرجل، حيث وجد الأطباء أن أي توتر في الوظيفة أو عدم التوازن بين الجهد المبذول والمكافأة، لا يؤثر بشكل كبيرعلى معدلات وفيات النساء في الدراسة.

وقال ستيبتو: “نعتقد أن الاختلاف هو على الأغلب تأثير مباشر على تأثيرات الإجهاد البيولوجي، فعلى سبيل المثال يختلف الرجال والنساء في مقدار هرمون الإجهاد أو الكورتيزول، ويقول الأطباء إن الإجهاد يزيد أيضا من ارتفاع ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتة دماغية لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل تصلب الشرايين.

وقالت ميكا كيفيماكي، أستاذة علم الأوبئة الاجتماعية في جامعة كاليفورنيا: “وجدنا أن العلاقة بين الإجهاد والوفيات لدى الرجال أكثر من النساء، والتي تتسق مع حقيقة أن تصلب الشرايين أكثر شيوعًا بين الرجال في سن العمل من النساء.

وقال المقال إن اتباع أسلوب حياة صحي سيقلل دائمًا من خطر وفاة الشخص قبل الأوان، ولكن التدخلات الأخرى مثل كيفية التعامل والسيطرة على الإجهاد، وطبيعة الوظائف وتقليل ساعات العمل يمكن أن يساعد الأشخاص الأكثر عرضه للأمراض.

وختم بالقول إن الأطباء المشرفين على هذه الدراسة أوصوا الشركات بضرورة مساعدة الرجال الذين هم أكثر عرضة للضغط العصبي بالعمل وذلك بتقليل ساعات العمل الذي يتم تكليفهم به أوالعرض عليهم التقاعد المبكر.

ربما يعجبك أيضا