ضغوط غربية وتعقيدات داخلية.. هل تستطيع نيجيريا تجاوز أزماتها؟

محمد النحاس

في ظل جملة من التحديات الإقليمية والداخلية.. هل تتمكن نيجريا من استعادة دروها كـ "قوة إقليمية" ؟"


مع توليه رئاسة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس)، شدد الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، على ضرورة دعم ركائز الديمقراطية، وسيادة القانون بالمنطقة.

وفي يوم 26 يوليو، وقع انقلاب النيجر وأطيخ بالرئيس محمد بازوم، وفي غضون ساعات ندد تينوبو بالتحرك، ومن ثم جرى إرسال باتريس تالون، رئيس بنين، وسيطًا رسميًّا موفدًا من إيكواس.

موقف تينوبو

مع مرور ساعات التحرك العسكري الأولى، واتضاح المشهد تدريجيًّا، بدا أن الأمر في النيجر قد استتب لمدبري الإطاحة بالرئيس المعزول محمد بازوم، وجرى تنصيب الجنرال عبدالرحمن تشياني على رأس السلطة، وفقًا لما ذكر مقال منشور في مجلة فورين بوليسي الأمريكية في 2 أغسطس 2023.

وإثر هذا، سرعان ما دعا بولا تينوبو، الرئيس النيجيري، إلى عقد قمة لقادة مجموعة إيكواس لمناقشة كيفية التعامل مع الموقف، حسب مقال فورين بوليسي.

إشادات غربية

سرعان ما أشادت الدولة الغربية بإجراءات تينوبو، الذي تحدث بدوره مع مجموعة من المسؤولين الغربيين والأمميين، ليوفر فرصة للرئيس صاحب أقصر مدة في حكم في نيجيريا منذ عودة الديمقراطية إلى البلاد عام 1999، لتعزيز سمعته سياسيًّا.

وبحسب مقال فورين بوليسي، يقود تينوبو بلاده متبنيًّا سياسة خارجية نشطة، وبالنظر إلى الدور الدبلوماسي في التأثير في قضايا التجارة والأمن الإقليمي من شأن الخطوات التي يتخذها أن تسهم في نجاح فترته الرئاسية.

تعقيدات داخلية

وبصرف النظر عن مجمل الخيارات السياسية، فالصراع المتصاعد في المنطقة يعني أن الحكام يتفاعلون مع نظرائهم في البلدان المجاورة لمعالجة التأثير في دولهم، حسب مقال فورين بوليسي.

وأشار المقال إلى أن السؤال الرئيس الآخر يتمثل في موقف تينوبو بشأن النيجر في أعقاب التحرك الأخيرة، وسياسته الخارجية على نحو أعم، في ظل خلافات تجمعه بالدول الغربية، إثر انتهاكات مزعومة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعد إصدار بعثة مراقبين تابعة للاتحاد الأوروبي انتقادات بشأن العملية الانتخابية الأخيرة.

وهو الأمر الذي استغلته أحزاب المعارضة لمساعدتها في الطعن في النتيجة أمام المحكمة الدستورية العليا في البلاد. ومن الجلي أن الولايات المتحدة من جانبها لم تتسرع في الترحيب بإدارته على المنوال ذاته مع سلفه عام 2015، حسب المقال.

العلاقة مع النيجر

تحتاج نيجريا في تعاملها مع النيجر لإدارة رشيدة للعلاقات، حتى لا تبدو كأنها وكيل للمصالح الغربية، أو الفرنسية على نحو خاص، حسب المقال المنشور في مجلة فورين بوليسي.

ويطرح هذا إشكالات في ظل شراكاتها مع الصين التي تستثمر بثقلها في نيجريا، وفي ما يتعلق بالعلاقة مع روسيا التي تنامى نفوذها سريعًا في المنقطة عن طريق قوات فاجنر العسكرية.

ترسيخ أقدام تينوبو

وفقًا للمقال، العمل مع هؤلاء الشركاء الإقليميين والدوليين سوف يسهم في تعزيز الركيزة الرئيسة لسياسة تينوبو الخارجية المتمثلة في تحسين التجارة.

وختامًا، يشير المقال “في ظل عدم وضوح الفروق تمامًا بين الشؤون الداخلية والخارجية، يمكن أن يساعد المظهر المتماسك أمام المجتمع الدولي في ترسيخ أقدام تينوبو في منصبه في وقت تموج فيه المنطقة بالاضطرابات، فضلًا عن مشكلاته القانونية في الداخل المتعلقة بالانتخابات”.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر.. واشنطن تتربص لاغتنام الفرصة

اقرأ أيضًا| صندوق النقد: نراقب التطورات في النيجر.. ولم نصرف قرضا لها

ربما يعجبك أيضا