«طائرات حزب الله المسيرة».. كابوس إسرائيل الجديد

«الصراع الجوي».. إسرائيل تترنح أمام الطائرات المسيرة لحزب الله

شروق صبري

تعاني إسرائيل من صعوبة في التعامل مع الطائرات المسيرة التي يستخدمها تنظيم حزب الله، مما يضغط على دفاعاتها الجوية. فماذا ستفعل؟


تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في الدفاع الجوي بسبب الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله اللبناني بشكل متزايد، ما يضغط على أنظمة الدفاع التقليدية ويثير الحاجة لتطوير حلول جديدة.

وفي الجمعة 19 يوليو 2024، رصدت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة 65 صاروخًا أُطلقت عبر الحدود الشمالية من حزب الله، وتمكنت من اعتراض بعضها وسمحت للآخرين بالسقوط في مناطق مفتوحة، وفي نفس اليوم، أخفقت إسرائيل في اعتراض طائرة مسيرة يُعتقد أنها أُطلقت من اليمن، والتي انفجرت في تل أبيب.

مشاكل الدفاع

تواجه إسرائيل مشكلة كبيرة مع الطائرات المسيرة. فهذه الطائرات قد تكون صغيرة وصعبة الكشف، ولا تتحرك على مسارات متوقعة أو تصدر حرارة شديدة مثل الصواريخ، مما يجعلها أصعب في التتبع والتدمير.

كما أن هذه الطائرات رخيصة ومتوافرة بكثرة، وتستخدمها الأطراف المعادية لإسرائيل بشكل متزايد وبمستويات من التعقيد.

التعامل مع الطائرات المسيرة

لقد أظهر تنظيم حزب الله قدرته على ضرب إسرائيل بالطائرات المسيرة خلال تبادل إطلاق النار شبه اليومي منذ الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023. حسب ما نشرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم 22 يوليو 2024.

ويستخدم التنظيم الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع وتفجير الأهداف، وقد نجحت في ضرب مدن حدودية وقواعد عسكرية، مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين في تل أبيب.

ضعف منظومة القبة الحديدية

تواجه منظومة “القبة الحديدية” في إسرائيل صعوبة في التعامل مع هذا التهديد. مما يضطرها لإرسال الطائرات المقاتلة، وهي طريقة مكلفة وتنطوي على مخاطر، حيث يتعين على الطيارين الطيران على ارتفاع منخفض في المناطق الجبلية، مما يعرضهم لأنظمة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله.

عند فشل كل الحلول الأخرى، يُطلب من الجنود الإسرائيليين استخدام بنادقهم، التي تم تجهيز بعضها بتقنيات لزيادة دقتها. ومع ذلك، فإن القدرة على التعامل مع الطائرات المسيرة تشكل تحدياً، حيث تتطلب هذه الطائرات كشفاً دقيقاً وتمييزها عن الطائرات الأخرى والطائرات المدنية.

الطائرات المسيرة لحزب الله

الطائرات المسيرة لحزب الله

تخصيص موارد ضخمة

قال الباحث في مركز الأمن الوطني الإسرائيلي، يهوشوا كالينسكي، إن الطائرات المسيرة تلزم الأطراف الأقوى بتخصيص موارد نادرة ومكلفة للدفاع ضدها.

بينما تكلف الطائرة المسيرة من نوع “أبابيل” التي يستخدمها حزب الله حوالي 5000 دولار، فإن ساعة الطيران لطائرة F-16 وإطلاق صاروخين تكلف حوالي 45,000 دولار، في حين قد يتجاوز تكلفة اعتراض الطائرة المسيرة باستخدام نظام “القبة الحديدية” 100,000 دولار.

طرح نظام “البرج الحديدي”

تسعى إسرائيل إلى تطوير حلول أكثر فعالية لمواجهة هذه التهديدات. من المتوقع أن يتم طرح نظام “البرج الحديدي” قريباً، وهو نظام ليزري مخصص لتدمير التهديدات الجوية بتكلفة منخفضة مقارنة بالصواريخ.

ومع ذلك، فإن هذا النظام يواجه تحديات في الظروف الجوية السيئة ولا يمكنه التعامل مع الهجمات الجماعية بشكل فعال. تعمل إسرائيل أيضاً على تعزيز قدراتها من خلال تطوير منصات جديدة للكشف والتصنيف التهديدات، بما في ذلك الطائرات المسيرة، مع سعيها لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.

صراع مستمر

تواجه إسرائيل تحديات متزايدة في مجال الدفاع الجوي، حيث أصبحت الطائرات المسيرة تشكل تهديداً متنامياً يهدد التفوق التكنولوجي للدولة.

ورغم الجهود المبذولة لتطوير حلول فعالة، فإن التهديد يتطلب تطوراً سريعاً لمواكبة الابتكارات في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، مما يشير إلى صراع مستمر في مجال الدفاع الجوي.

ربما يعجبك أيضا