طبخت التراب لأطفالها وأخرى أطعمتهم ورق الشجر.. المجاعة تحاصر السودان

تزايدت المخاوف الإنسانية في السودان بعد أكثر من عام من النزاع الدامي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، جاستن برادي، الأربعاء 19 يونيو 2024، إن الأوضاع المأساوية التي ترد من بعض المناطق تعد “الأسوأ في أي مجاعة شهدها أي مكان حول العالم”. مشيرًا إلى ارتفاع حالات النزوح والتهديدات بالمجاعة وسوء التغذية بين الأطفال.

يطبخون التراب وأوراق الشجر

حسب موقع الأمم المتحدة، أعطى برادي شهادة مروعة عن الوضع في بعض البلدات السودانية، إذ أدى الجوع إلى إجبار الناس في بعض المناطق على أكل أوراق الأشجار، مشيرًا إلى حالة إحدى الأمهات التي اضطرت لطهي التراب لتسد جوع أطفالها.

وفيما يتعلق بمدينة الفاشر، شدد برادي على أن “الوضع يتدهور بشكل متزايد”. محذرًا من تأثيرات الأمطار الموسمية المتوقعة التي من شأنها أن تجعل التحركات صعبة في العديد من مناطق السودان، مشيرًا إلى أن الوقت ينفد لتخزين الإمدادات واتخاذ إجراءات عاجلة.

شبح المجاعة يخيم

أشار برادي إلى استمرار تقارير عن حوادث العنف القائمة على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي، معتبرًا أن هذه التقارير تظهر العبء الثقيل على الناجيات في المجتمع السوداني. وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من شح المساعدات الغذائية في السودان، مشيرة إلى أن مئات الآلاف يعانون من نقص حاد في الغذاء، وأن شبح المجاعة يخيم على بعض المناطق، إضافة إلى انتشار الأمراض.

وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص في السودان، أي أكثر من ثلث سكان البلاد، مستويات عالية من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، مع تقديرات تشير إلى أن 5 ملايين شخص على وشك دخول مرحلة المجاعة.

وتعتبر هذه الأزمة تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي والسلطات السودانية، مع الدعوات المتكررة لتوفير مساعدات عاجلة وتسهيل وصولها إلى مناطق الحاجة في البلاد.

أسوأ أزمات السودان

من جهة أخرى، قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية، اليوم الخميس 20 يونيو 2024، إن السودان يشهد “إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود”. ونشر حساب المنظمة على موقع “إكس” نقلًا عن رئيسها كريستوس كريستو أن السودان يشهد “إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود، إلا أن الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق”.

ووفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، أدى القتال في السودان الذي اندلع في أبريل 2023 إلى نزوح أكثر من 4.6 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من 3.6 مليون نازح داخليا، وأكثر من مليون آخرين فروا إلى البلدان المجاورة. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 14 ألف شخص، قتلوا وأصيب 33 ألفًا.