طبول الحرب تُقرع.. ما هي أبرز الصراعات التي تهدد الأمن العالمي خلال 2024؟

في جميع أرجاء العالم.. الصراعات والحروب تغلي تحت السطح

محمد النحاس

العالم على صفيح ساخن.. ما أبرز نقاط الاشتعال المحتملة؟


في الوقت الحالي، تركز الولايات المتحدة الأمريكية على حربي غزة وأوكرانيا، لكن التوترات العالمية لا تقف عند هذا الحد، إذ هناك عديد من الصراعات العالمية “تختمر تحت السطح”.

وشهدت الأيام القليلة الماضية، دوريات بحرية صينية بالقرب من تايوان، وتبادلًا لإطلاق النار بين إيران وباكستان، ومزيدًا من التصعيد بين الولايات والحوثيين، ناهيك، عن كوريا الشمالية وتهديداتها المُتزايدة، وفي حين انشغل الأمريكيون بالصراعات النشطة على العالم تبرز بيونج يانج كتهديد لا يمكن الاستهانة به.

كوريا الشمالية‌

تتزايد مخاوف الخبراء من تحركات كوريا الشمالية، ففي حين تخلت بيونج يانج الأسبوع الماضي رسميًا عن هدف “إعادة التوحيد السلمي” مع الجنوب، إلا أنها سبقت ذلك بإطلاق أكثر من 200 قذيفة مدفعية بالقرب من الجزر الحدودية لكوريا، فيما يصفه تقرير نشرته أكسيوس بـ”استفزاز آخر، لكنه قد يُنذِر بهجوم حقيقي”. 

ويُعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك العشرات من الرؤوس الحربية النووية، وقد زادت بشكل كبير تجاربها الصاروخية منذ انهيار المحادثات مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2019، وفق تقرير “أكسيوس” المنشور، الجمعة 19 يناير 2024، وكتب روبرت كارلين وسيجفريد هيكر في 38 نورث، التحليلي المعني بكوريا الشمالية: “نعتقد أن كيم جونج أون، مثل جده في عام 1950، اتخذ قرارًا استراتيجيًا بخوض الحرب”.

في المقابل، يعتقد خبراء آخرون أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يوجه كيم ضربة، سواء لدولة على مقربة من كوريا الشمالية، أو لمصالح أمريكية قريبة، أو حتى ضد الولايات المتحدة، بسبب أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي لنهاية نظامه.

والجمعة 19 يناير، أعلنت كوريا الشمالية، اختبار “نظام أسلحة نووية تحت الماء”، ردًا على مناورات بحرية مشتركة أجرتها واشنطن وسيول وطوكيو. وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية في بيان، إن التدريبات “هددت بشكل خطير” أمن كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن بيونج يانج أجرت “اختبارًا مهمًا على نظامها للأسلحة النووية تحت الماء (هايل-5-23) قيد التطوير في بحر كوريا الشرقي”، كرد على ذلك، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

الصين وتايوان

غير بعيد عن التوترات في المنطقة، سيرت الصين دوريات جوية وبحرية مشتركة حول تايوان يوم الأربعاء في أول نشاط عسكري كبير في مضيق تايوان منذ أن انتخب الناخبون التايوانيون المرشح الرئاسي لحزب التقدم الديمقراطي وليام لاي – الذي انتقده بكين ووصفته بأنه “انفصالي”.

وكرر الرئيس شي جين بينغ وعده بتحقيق “الوحدة” مع تايوان في خطابه بمناسبة العام الجديد، ويتوقع بعض الخبراء والمسؤولين الأميركيين تحركًا صينيًا بشأن تايوان – والذي قد يؤدي إلى صراع القوى العظمى مع الولايات المتحدة – في السنوات القليلة المقبلة، في حين لا يزال آخرون متشككين في حدوث هذا السيناريو.

تمدد حرب غزة

في القارة الآسيوية أيضًا، شنت باكستان ضربات جوية داخل إيران يوم الخميس ردًا على هجمات شنتها إيران داخل باكستان، وقال الجانبان إن الهجمات تستهدف جماعات مسلحة انفصالية أو متمردة، تعليقًا على ذلك حذر خبير الشؤون الجيوسياسية، بهاء محمد، أن الحرب في غزة قد تكون “أشبه بقطعة الدومينو” التي يتلو سقوطها قطعة تلو الأخرى، حيث أن الوضع مُهدد بالاشتعال، مستدعيًا من التاريخ سبب نشوب الحرب العالمية الأولى، والذي تمثل في حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب.

وفي امتداد فعلي لحرب إسرائيل على غزة، نفذت الولايات المتحدة ضربات على أسلحة وأصول أخرى تابعة للحوثيين في اليمن يوم الخميس، في المقابل لم يصدر من الحوثيين أي مؤشرات على خفض تصعيد مُحتمل، بل العكس، إذ أعلنوا أن السفن الأمريكية باتت أهدافًا مشروعة، وقالوا إنهم هاجموا بعضها بالفعل. وشمالًا، تتزايد المخاوف من أن الحرب في غزة سوف قد تمتد إلى لبنان حيث  يتمتع مقاتلو حزب الله هناك بقدرات أكبر بكثير من حماس.

الحرب في أوكرانيا ومخاطر تورط الناتو

ترتفع احتمالات امتداد الحرب في أوكرانيا إلى أراضي حلف شمال الأطلسي، وهو ما نوقش كثيرًا، كما أن خفض المساعدات العسكرية الأمريكية يزيد من خطر أن تكون لروسيا اليد العليا في الحرب، ما يهدد جناح الحلف الشرقي. 

أضف إلى ذلك الكوارث الإنسانية المستمرة في هايتي والسودان ومنطقة الساحل وغيرها، وخطر العنف المحيط بالانتخابات التي ستجري في مناطق متعددة من جميع أرجاء العالم هذا العام، كل هذه المشاهد المُتفرقة تكون صورة مُقلقة للأمن العالمي خلال العام الحالي. 

ربما يعجبك أيضا