يشعر بالندم.. طبيب إسرائيلي يروي قصة إنقاذه السنوار من الموت

عبدالمقصود علي
طبيب الأسنان الإسرائيلي ويحي السنوار

روى الدكتور يوفال بيتون، طبيب أسنان السجن الإسرائيلي، كيف أنقذ حياة العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر وزعيم حماس يحي السنوار من ورم يهدد حياته.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نُشرت، اليوم الأحد 26 مايو 2024، قال الدكتور بيتون إنه صباح يوم 7 أكتوبر الماضي. استيقظ بعد شروق الشمس مباشرة على رنين هاتفه المستمر والذي كان عبارة عن مكالمة هاتفية من ابنته المسافرة إلى الخارج تسأله: أبي، ماذا حدث في إسرائيل؟ شغل التلفاز”.

مدبر الهجوم

عندها كان مذيعو الأخبار ما زالوا يجمعون التقارير: مسلحون فلسطينيون اخترقوا دفاعات إسرائيل وتسللوا إلى أكثر من 20 بلدة وقاعدة عسكرية، وقتلوا حوالي 1200 شخص ويأسرون أكثر من 240 رجلًا وامرأة وطفلًا.

جمع السجون في بئر السبع

في تلك اللحظة الأولى، يقول الدكتور بيتون، كان يعرف على وجه اليقين من الذي دبر الهجوم، يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة والسجين رقم 7333335 منذ عام 1989 حتى إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 2011.

ويقول الطبيب الإسرائيلي للصحيفة إنه “بينما كان يشاهد صور الرعب والموت عبر شاشته، كان يتعذب بسبب القرار الذي اتخذه قبل ما يقرب من عقدين من الزمن وهي: كيف أنه، أثناء عمله في مستوصف السجن، هرع لمساعدة السنوار من مرض غامض وميؤوس منه، وكيف أخبره زعيم حماس بعد ذلك أنه مدين لي بحياته”.

بعد ذلك، كوّن الرجلان علاقة من نوع ما، حيث رغم أنهما كانا عدوين لدودين لكنهما مع ذلك أظهرا احترامًا متبادلًا حذرًا.

كطبيب أسنان وبعد ذلك كضابط استخبارات كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية، أمضى الدكتور بيتون مئات الساعات في التحدث مع السنوار، الذي استطاع خلال الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي الإفلات من القوات الإسرائيلية، تقول الصحيفة.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون الآن أن السنوار هو من يتولى قيادة حماس في المفاوضات حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح بعض السرى الإسرائيليين.

يحي السنوار

تشخيص صعب

ورأى الدكتور بيتون أن كل ما جرى بينه وبين السنوار، إلى حد ما، كان بمثابة هاجس للأحداث التي ستحدث الآن، لقد فهم الطريقة التي يفكر بها إنه أفضل من أي مسؤول إسرائيلي.

في اليوم الذي أنقذ فيه حياة يحيى السنوار، كان يوفال بيتون يبلغ من العمر 37 عاماً، وكان يدير عيادة الأسنان في مجمع سجون بئر السبع، في صحراء النقب بجنوب إسرائيل. وكان قد تولى الوظيفة قبل ثماني سنوات، في عام 1996، بعد تخرجه حديثاً من كلية الطب، على افتراض أنه سيعالج الحراس والموظفين الآخرين.

وبدلا من ذلك، انتهى به الأمر إلى مكان يضم بعض السجناء الأكثر تشددا في إسرائيل، مثل نشطاء حماس فضلا عن الإسرائيلي القومي المتطرف الذي اغتال رئيس الوزراء إسحق رابين لجهوده في صنع السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال: “خلال النهار كنت أعالجهم، وفي الليل أعود إلى المنزل وأبكي. لقد حدث ذلك في العديد من الليالي. ذات مرة وقع هجوم بالقرب من المكان الذي يعيش فيه والداي. قُتل ستة عشر يهوديًا. من منا لا يبكي في الليل؟ عندما ترى طفلاً صغيراً يقتل، من منا لا يبكي؟”.

وبصفته طبيب أسنان في إسرائيل، تلقى الدكتور بيتون أيضًا تدريبًا في الطب العام، وكثيرًا ما كان يتم استدعاؤه لمساعدة أطباء السجن الثلاثة الآخرين، أو خياطة الجروح أو المساعدة في التشخيص الصعب. لذا، عندما خرج من مقابلة مرضاه في طب الأسنان أوائل عام 2004 وجد العديد من زملاءه مرتبكين بشكل واضح ويحيطون بالسنوار فعل الدكتور بيتون ما يفعله اي الطبيب انضم إليهم.

ألم في مؤخرة الرقبة

وأشار إلى أن السنوار كان يشكو من ألم في مؤخرة رقبته،فقال طبيب الأسنان لزملائه إن هناك خطأ ما في دماغه، ربما بسبب سكتة دماغية أو خراج كان بحاجة للذهاب إلى المستشفى، على وجه السرعة.

جرى نقله إلى مركز سوروكا الطبي القريب، حيث أجرى الأطباء عملية جراحية طارئة لإزالة ورم خبيث وعنيف في المخ، قاتل إذا ترك دون علاج. وقال الدكتور بيتون: “لو لم يتم إجراء عملية جراحية له، لمات”.

26sinnwar detist prisoncell vkpm superJumbo

وبعد بضعة أيام، زار الدكتور بيتون السنوار في المستشفى، بصحبة ضابط السجن الذي تم إرساله للتحقق من الترتيبات الأمنية. لقد عثروا على السجين في السرير، موصولاً بالشاشات وجهاز وريدي، لكنه مستيقظ. وطلب السنوار من الضابط أن يشكر طبيب الأسنان.

يتذكر الدكتور بيتون قائلاً: “طلب منه السنوار أن يشرح لي ماذا يعني في الإسلام أنني أنقذت حياته. كان من المهم بالنسبة له أن أفهم مدى أهمية ذلك في الإسلام، وأنه مدين لي بحياته”.

ربما يعجبك أيضا