طبيب نفسي يفسر لماذا طغت ثقافة «التريند».. وكيف نتخلص منها؟

ياسمين سعد

يتابع الناس يوميًا التريند بشغف كبير، وأصبح لدينا إعلاميين وبرامج متخصصة في صنع التريند ومتابعته، فلماذا وكيف يصنع الناس التريند، وكيف يؤثر في المجتمع؟ طبيب نفسي يجيب..


تصدرت تصريحات بعض المشاهير حديث منصات التواصل الاجتماعي، الفترة الماضية، بعضه كان خارجًا عن المألوف، وأخرى وصفها متابعون بـ”المستفزة”.

وتنوعت تلك التصريحات بين أزمات شخصية لعدد من الشخصيات العامة، أو حديث عن مشاجرات بين مجموعة من الفنانين، أما التصريحات الأشهر والأكثر إثارة للجدل فكانت المتعلقة بالحديث عن العلاقات بين الرجل والمرأة، فلماذا انتشرت هذه الثقافة، وهل تنتهي قريبًا؟

«التريند» انهيار ثقافي

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، جمال فرويز، الذي شرح أن سبب انتشار “التريند” في المجتمعات العربية، خاصة المصري، هو الانهيار الثقافي، الذي شارك في حدوثه الإعلام بصفة رئيسة.

وأوضح أن الضيف “يطلق تصريحات الغريبة على نحو متعمد عبر البرامج التلفزيونية أو الإذاعية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تنقلها الصحافة، وتجعل منه “تريند”.

فرويز أشار إلى حقبة الستينات والسبعينات، التي عاشها صحفيون كبار مثل علي ومصطفى أمين، ومحمد حسنين هيكل، ووصفها بـ”فترة وعي وثقافة”، لافتًا إلى أن هؤلاء حرصوا على تقديم محتوى جيد للقراء، بجانب الفنانين المثقفين، أمثال يوسف وهبي، وسراج منير وغيرهم.

وقال إن هؤلاء حرصوا على الظهور الإعلامي المستنير، والتحدث عن العلم والثقافة، مشيرًا إلى أن الدعوة إلى زيادة الوعي العام لم تعد موجودة.

كيف تستغل الترند في لتسويق، ثقف نفسك 3

من صنع التريند؟

السيكوباتية تتصدر  «التريند»

يشير فرويز إلى أن بعض الشخصيات تتعمد الإدلاء بتصريحات معينة لتصدر التريند، وهي الشخصية السيكوباتية، التي تعي تمامًا ما تفعل، وتعلم أنها ستحصل على مصلحة ما، وكذلك الشخصية الهيستيرية التي تحب لفت الانتباه، مشيرًا إلى أن “السيكوباتية تغلب على مجتمعنا”.

أضاف أن البعض يعي تمامًا كيف يصنع “التريند”، ما الذي يحرك الإعلام نحو أخبار معينة، واصفًا ذلك بالذكاء، مشيرًا إلى أحد المطربين الذي علم أن الناس تضحك على أفعال معينة، فبات يكررها دائمًا أمام الشاشات لتكتب عنها الصحافة، ويتشارك مقاطعه الجمهور.

دور الإعلام في «التريند»

“المجتمع أصبح فاسد ثقافيًا” هكذا يرى فرويز الذي أشار إلى أن تركيز الإعلام على تناول حوادث القتل والطلاق وغيرها من المشكلات المجتمعية، يساهم في نشرها على أرض الواقع، محذرًا من أن توسع تلك الظاهرة قد يهدد الأمن القومي، بسبب حالة الانقسام المجتمعي التي تغذيها.

وشدد على أن الحل في أزمة التريند هو الإعلام وليس الجمهور، لأن الجمهور يميل إلى الأخبار الترفيهية، ضاربًا مثالًا بقصة رواها المونولجيست الراحل شكوكو، عندما راهن رئيس تحرير جريدة مصرية كبرى أنهما إذا نزلا إلى الشارع معًا لن يعرفه أحد، في حين سيجتمع الناس حول شكوكو.

2 68

التريند سببه الانهيار الثقافي

6 أشهر قد تكون فارقة

قال فرويز إنه يجب الانتباه لما يعرض عبر شاشة التلفاز، وحظر التصريحات الجنسية على الملأ، ثم اقتطاع الصحافة للحديث ونشر ما يلعب على مشاعر الجمهور، لأن هذا يفسد من المجتمع، على حد قوله، داعيًا إلى نشر الوعي الثقافي، والبحث عن مادة إعلامية تساعد في إصلاح المجتمع”

وطرح فرويز مدة 6 أشهر لبدء أولى خطوات الإصلاح الثقافي، والقضاء على ظاهرة “التريند”، مشيرًا إلى أن الصحافة والإعلام إذا ابتعدا عن “التريندات” المزيفة خلال تلك المدة، قد نشهد فارقًا كبيرًا بين الجمهور أخلاقيًّا ومجتمعيًّا.

ربما يعجبك أيضا