الذكاء الاصطناعي.. الإمارات تتقدم نحو الريادة العالميّة 

الإمارات في صدارة «كبار اللاعبين» في مجال الذكاء الاصطناعي

محمد النحاس
طريق واعد للإمارات نحو الريادة العالميّة في مجال الذكاء الاصطناعي 

يمكن القول أن خوض غمار مجال الذكاء الاصطناعي والمجالات المرتبطة به، ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق، حيث أن مضمار يزخر بمنافسة عالمية محتدمة، ما يعبر عن قدرة إماراتية استثنائية، وقدرة على توظيف الموارد المتاحة، والتطوير، والاستثمار في بنية تحتية شديدة التعقيد، وتطوير البحث العلمي، واجتذاب كبرى الشركات العالمية. 


لا تزال دولة الإمارات، تشقُ طريقها الواعد لكي تصبح “قوةً عالمية كُبرى” في مجال الذكاء الاصطناعي عبر جملة من الآليات والاستراتيجيات. 

وتعزز الإمارات شراكاتها الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية، إذ تٌبرم اتفاقيات التعاون، وتعزز الشراكات الثنائية، بهدف تحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل كذلك على الصعيد الدولي، وقد عكس ذلك تصدرها المستمر لتغطيات وسائل الإعلام الدولية.

صفقة ضخمة.. البداية فقط 

قال وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي عمر سلطان العلماء، لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن الصفقة الأخيرة مع مايكروسوفت والتي ضخت بموجبها استثمارات بلغت 1.5 مليار دولار في الشركة الإماراتية الرائدة G42، في مجال الذكاء الاصطناعي، لم تكن سوى بداية التعاون بين البلدين (الإمارات والولايات المتحدة).

وكان عملاق التكنولوجيا الأمريكي “مايكروسوفت” قد أعلنت في 16 أبريل الماضي، استثمار 1.5 مليار دولار في G42 بأبوظبي.

و أدت هذه الصفقة، والتي أعقبت أشهر من المفاوضات بين المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين، لتعزيز مستوى التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية، فقد قال العلماء: “الآن سوف ترون نتائج هذا الزواج -إذا جاز لي استخدام هذه الكلمة- بين كل من G42 ومايكروسوفت، وأيضًا بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة”. 

نحو الريادة العالمية

أكد وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي: “هذه التكنولوجيا الرائدة، في أحدث التقنيات، تتطلب التنسيق مع اللاعبين الأمريكيين ويجب أن تكون هناك تطمينات تُقدم للولايات المتحدة”.

ووفق فاينانشال تايمز، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة عززت من توجهها تجاه مجال الذكاء الاصطناعي بهدف الريادة عالميًّا في هذا المجال، بالإضافة إلى تنويع مصادر الاقتصاد، لمصادر غير نفطيّة.  

كما أسست أبو ظبي شركة الاستثمار التكنولوجي “MGX” بالتعاون مع مبادلة وشركة “G42” كشركاء مؤسسين. 

ومن المتوقع أن تصل قيمة شركة “MGX” التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إلى مليارات الدولارات.

طريق واعد للإمارات نحو الريادة العالميّة في مجال الذكاء الاصطناعي 

طريق واعد للإمارات نحو الريادة العالميّة في مجال الذكاء الاصطناعي

تطبيقات عمليّة

كانت MGX قد أجرت محادثات مع “OpenAI” حول مشاريع تطوير الرقائق الخاصة بها، وقد قاد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان المناقشات بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

وإجمالاً، تعمل دولة الإمارات على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسة مثل الرعاية الصحية والدفاع وغيرها. 

وتؤمن الإمارات، وفق الصحيفة البريطانية، بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد مؤسساتها على أن تصبح أكثر كفاءة وفعالية.

من جهتها، قالت شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” إن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ساعد في تحقيق وفر في التكاليف بمقدار 500 مليون دولار العام الماضي عن طريق زيادة الطاقة الإنتاجية وجعل العمليات أقل تعقيدًا. 

الإمارات بين كبار اللاعبين

يمكن القول إن خوض غمار مجال الذكاء الاصطناعي والمجالات المرتبطة به، ليس بالأمر الهيّن على الإطلاق، إذ أنه مضمار يزخر بمنافسة عالمية محتدمة، ما يعبر عن قدرة إماراتية استثنائية، وقدرة على توظيف الموارد المتاحة، والتطوير، والاستثمار في بنية تحتية شديدة التعقيد، وتطوير البحث العلمي، واجتذاب كبرى الشركات العالمية. 

وقد تمكنت الإمارات من إثبات جدارتها واجتذاب استثمارات، في سوق يتنافس به دول مثل، المملكة المتحدة وفرنسا ودول آسيوية، وتتمتع الإمارات بقدرات مالية تُمكنها من حيازة الصدارة على العديد المنافسين.

كما قامت الإمارات بتخزين الرقائق اللازمة لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة، ويُقدر العلماء أن الدولة قد تراكمت لديها مخزون متراكم من شأنه أن يخدم احتياجاتها لمدة عامين، وفق تقرير فاينانشال تايمز.

والنماذج اللغوية الكبيرة (Large Language Models) هي نماذج ذكاء اصطناعي تٌدرب على كميات  هائلة من البيانات النصية باستخدام تقنيات التعلم العميق، ويتطلب تشغيلها أجهزة فائقة وعدد كبيرة من الرقائق المتطورة.

تفوّق لافت

في مايو الماضي، أصدر معهد الابتكار التكنولوجي في دولة الإمارات الإصدار الثاني من نموذجه اللغوي الكبير باسم فالكون 2. وهي مجموعة جديدة تضم نسختين متطورتين؛ فالكون 2 11 بي، نموذج لغوي كبير أكثر كفاءة ومدرب على 5.5 تريليون رمز توكن وبـ11 مليار عامل متغير، والنسخة الثانية فالكون 2 11 بي (في أل أم)، الذي يتميز بقدرات “الرؤية إلى اللغة” والتي تتيح بدورها إمكانية تحويل المدخلات المرئية إلى مُخرجات نصية بكل فعالية. 

وذكر معهد الابتكار التكنولوجي أن خبراء من خارج المعهد قيّموا “فالكون 2″بأنه تفوّق على نماذج شركتي جوجل، وميتا.

كما أنشأ المجلس شركة  “AI71” في نوفمبر 2023 لتطوير نماذج ترتكز على بيانات الحكومة الإماراتية في ما يتعلق بالنظام الصحي والمنظومة القضائي.

ماذا عن المستقبل؟

نقلت الصحيفة البريطانية عن، الأمين العام للمجلس، فيصل البناي، أن البيانات الحكومية تمنح الإمارات “ميزة جوهرية في هذا المجال، إذ يوجد عدد قليل من اللاعبين الذين يمتلكون الكثير من البيانات”.

 كما افتتحت أبوظبي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة مخصصة للذكاء الاصطناعي في العالم، في عام 2019.

من جهتها، تخطط دبي لزيادة سعات مراكز البيانات الخاصة بها لاستضافة الحوسبة السحابية اللازمة لإمكانات الذكاء الاصطناعي.

وقال وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي، عمر بن سلطان العلماء: “هناك إيمان على جميع مستويات القيادة في الإمارات، بأن الذكاء الاصطناعي هو التقنية التي سنركز عليها”، مشددًا على أن “القرارات التي نتخذها اليوم سوف تُشكل ما ستكون عليه الإمارات للأجيال القادمة”.

ربما يعجبك أيضا