طفرة تقنية رغم العقوبات.. الصين تبدأ تصنيع رقائق 7 نانومترات

رنا أسامة

استغرقت المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، المملوكة للصين، عامين فقط لتتمكن من تصنيع رقاقات بتقنية 7 نانومترات حتى من دون استخدام معدات وتقنيات غربية أكثر تقدمًا.


أفادت شركة أبحاث مقرها في كندا، بأن المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات “إس إم آي سي”، المملوكة للصين، حققت طفرة تكنولوجية هائلة، تضعها على قدم المساواة مع عمالقة صناعة الرقائق.

جاء ذلك في مذكرة بحثية أصدرتها شركة “تك إنسايتس”، أمس الاثنين 30 أغسطس 2022، بعد شهر من تقرير أفادت خلاله بأن المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات بدأت في تصنيع رقائق 7 نانومترات، وفق ما ذكرته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية.

نضج تقني

خلص محللون في المذكرة البحثية المحدثة، إلى إن “إس إم آي سي” حققت بالفعل نضجًا تقنيًّا، وفقًا لمقياس “الخلايا القياسية” الذي يقيم اللبنات الأساسية في تصميمات شرائح الرقاقات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمكن الشركة الصينية من منافسة المسابك الرائدة في العالم، مثل شركة تايوان المحدودة لصناعة أشباه الموصلات (تي إس إم سي) وسامسونج للإلكترونيات وإنتل.

بيد أن “اس إم آي سي”، المدرجة على القائمة السوداء للتجارة الأمريكية وتواجه قيودًا إضافية على استيراد المعدات المتطورة، رفضت التعليق على نتائج المذكرة البحثية، في وقت تخلو فيه البيانات المالية للشركة المدرجة في هونج كونج، من أي إشارة إلى رقاقات مُصنعة بتقنية 7 نانومترات.

رقائق 7 نانومترات.. خطوة ممكنة تقنيًّا

يراقب محللو صناعة الرقائق، التقدم التكنولوجي لعملاق الرقاقات الإلكترونية الصيني، بغية التعرف على تداعيات عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها على الصين، وما إذا كانت ستحطم آمالها في تحقيق اكتفاء ذاتي بصناعة أشباه الموصلات، التي تمثل نقطة تنافس بين واشنطن وبكين.

لكن يرى خبراء، حسب “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، أنه من الممكن تقنيًّا لشركة “إس إم آي سي” أن تنتج رقائق 7 نانومترات، بأنظمة الطباعة الحجرية فوق البنفسجية الحالية، تحت قيادة الرئيس التنفيذي المشارك، ليانج مونج سونج، وهو خبير في صناعة أشباه الموصلات عمل في السابق مسؤولًا تنفيذيًّا بشركة تايوان المحدودة “تي إس إم سي”.

اسم ام اي سي

رياح معاكسة

تواجه الصين رياحًا معاكسة قوية للحاق بركب تكنولوجيا صناعة الرقائق، خاصة بعد توقيع البيت الأبيض قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم، بهدف ردع شركات مثل “تي إم سي” و”سامسونج” و”إنتل” عن الاستثمار في صناعة الرقائق المتقدمة، بما في ذلك المصنعة بتقنية 7 نانومترات بالصين القارية.

وفي الوقت نفسه، تضغط واشنطن على الحكومة الهولندية لمنع شركة “إيه إس إم إل” القابضة، التي تتمتع بمكانة احتكارية في سوق تصنيع الرقائق المتقدمة، من البيع إلى مسابك صينية، بما في ذلك “إس إم آي سي”.

ووفق المذكرة البحثية، استغرقت المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات عامين فقط لتتمكن من تصنيع رقاقات بتقنية 7 نانومترات، حتى من دون استخدام معدات وتقنيات غربية أكثر تقدمًا. وبالمقارنة، استغرقت شركتا تايوان المحدودة، وسامسونج للإلكترونيات، 3 و5 أعوام، على التوالي، للوصول إلى المستوى نفسه.

تشابه صيني تايواني

أشارت أحدث نتائج شركة “تك إنسايتس”، التي تتخذ من أوتاوا مقرًا لها، إلى أن “إس إم آي سي” الصينية طبقت عديدًا من خيارات تكامل العمليات التي نشرتها “تي إم سي” التايوانية، بالنظر إلى أوجه التشابه في تقنيات العمليات والتصاميم والابتكارات بين رقاقات 7 نانومترات لكليهما.

وأدرجت وزارة التجارة الأمريكية “اس إم آي سي” بقائمتها السوداء في ديسمبر 2020. وقالت الشركة حينها إن العقوبات التي تمنعها من شراء تقنيات أمريكية المنشأ ستعيق تطويرها لرقائق أقل من 10 نانومترات، التي تستخدم في معالجات متقدمة لهواتف ذكية وأجهزة حاسوبية، وحولت تركيزها إلى تصنيع رقائق بتقنية 28 نانومترًا.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت الشركة استثمارها 7.5 مليار دولار في تطوير خط إنتاج رقائق جديد، بقياس 12 بوصة، في المركز الصناعي الشمالي بمدينة تيانجين.

ربما يعجبك أيضا