طقوس عربية للاحتفال بأعياد الربيع.. اختلفت المسميات والبهجة واحدة

شيرين صبحي

يشبه هذا اليوم مهرجان يشارك فيه الجميع بتلوين البيض، وتناول الأسماك المملحة، وهي أطعمة ارتبطت عند الفراعنة بمعاني الخصب والحياة.


“شم النسيم”، “النوروز”، “عيد الأم الكبرى”.. مسميات مختلفة لأعياد الربيع، الذي تختلف الدول العربية في طريقة الاحتفال به، ويتفقون على الفرحة بقدومه.

الأسماك والزهور والحلويات والبيض الملون هم ملوك هذا اليوم الذي تتعدد طقوسه وتتنوع الاحتفالات به التي تعود إلى أزمنة ضاربة في التاريخ، بوصفه رمزًا لتجدد الحياة والخلود، فيخرج الناس إلى زيارة المتنزهات والحدائق، والذهاب إلى الريف أو الحقول.

عيد ضارب في أصول التاريخ

1 1435084

زيارة المتنزهات أهم طقوس الاحتفال بعيد الربيع

يحتفل المصريون بعيد الربيع، الذي يطلقون عليه اسم “شم النسيم”، بدءًا من عام ‏2700‏ قبل الميلاد في عهد الفراعنة، في الأسرة الثالثة، واشتقت تسمية “شم النسيم” من الكلمة الفرعونية “شمو”، التي ترمز لبعث الحياة، ولاحقًا أضيف إليها كلمة “النسيم” لاعتدال الجو في هذا التوقيت.

يشبه هذا اليوم المهرجان الذي يشارك فيه الجميع بتلوين البيض، وتناول الأنواع المختلفة من الأسماك على رأسها “الفسيخ” و”الرنجة” و”السردين”، وغيرها من الأسماك المملحة. وهي أطعمة ارتبطت عند الفراعنة بمعاني الخصب والحياة.

الاحتفال في الجبال والغابات

نصائح مهمة قبل شراء الفسيخ والرنجة 3

الأسماك المملحة وجبة مفضلة في عيد الربيع

“عيد الربيع” أحد أهم الأعياد التقليدية المحلية في الجزائر، ويعرف في منطقة الهضاب العليا بـ”مغرس”، وباللفظ الأمازيغي “ثافسوث”، وتعني تفتح الأزهار وإثمار الأشجار، وتحرص العائلات الجزائرية على إحيائه بتقاليد تتسم بالفرحة، في ولايتي سطيف وبرج بوعريريج، تخرج العائلات للاحتفال في الجبال والغابات، وتصنع ربات البيوت الحلوى المشهورة المسماة “المبرجة” وهو خبز معجون بالتمر.

البعض يشترون السمك أو اللحم لشوائه في الغابة، إضافة إلى حمل قفة تسمى بـ “الطلاعة” مصنوعة من “الدوم” تحتوي على البرتقال والحلويات المتنوعة، وتحضر الأمهات البيض المسلوق، ويوزعه الأب على الأولاد، مع تخصيص نصيب من الأكلات للبنت المتزوجة والأبناء الذين يؤدون واجب الخدمة الوطنية، وفقًا لصحيفة “البيان“.

النوروز.. احتفالات اليوم الجديد

342114Image1 1180x677 d

احتفالات الأكراد بعيد النوروز

يجتمع العراقيون على الاحتفال بعيد الربيع ويطلقون عليه “عيد النوروز”، أي اليوم الجديد أو الضوء الجديد، وتختص العراق في احتفالاتها بالكعك والحلوى العراقية والصالونات الثقافية، ويمثل رأس السنة الكردية الجديدة، بشمال العراق، ويحظى بخصوصيته عند الأكراد، إذ تعطل مؤسسات إقليم كردستان العراق ثلاثة أيام. ويرتبط “نوروز” بالتقويم الطبيعي وانتهاء الشتاء فلكيًّا، إيذانًا بحلول الاعتدال الربيعي.

كان أول احتفال رسمي بالنوروز سنة 1933، إذ أشعل “حسين حزني موركرياني” النار فوق قلعة أربيل، وفي السليمانية أحيا الشاعر بيره مرد ذكرى نوروز لأول مرة.

عشتار وأعياد الخصوبة

3181270

تمثال للألهة عشتار

ارتبط الاحتفال بعيد الربيع في سوريا بأسطورة قديمة حول عشتار ومحبوبها دوموزين. وعشتار في الأسطورة هي الأم والأرض والطبيعة، تتزين بكل أنواع الزهر، وكذلك بالقمر وصدف البحر.

وتقول الأسطورة إن عشتار آلهة الأنوثة تتمكن من تخليص تموز إله الذكورة من العالم السفلي، ليعود إلى الحياة ويخصب عشتار ويجلب إلى الأرض الربيع والخضرة.

عيد الأم الكبرى

الرابع من إبريل حسب التقويم الشرقي الموافق في السابع عشر من إبريل حسب التقويم الغربي، يطلق عليه عيد الزهوريات أو عيد الرابع في سوريا، وفقًا لتلفزيون “الخبر“. وتتعدد أعياد الربيع السوري، لكن عيد الأم السورية الكبري، هو ما يوافق عيد شم النسيم، وكان يرمز إلي الأم الكبري “عشتار” بأنها الكاهنة المقدسة أو إحدى العذراوات أو الملكة، ثم صارت شجرة الصنوبر التي يزينونها.

العيد الثاني للربيع في سوريا هو عيد رأس السنة ويبدأ الاحتفال به من 25 مارس ويبلغ ذروة الاحتفال في العشرة الأوائل من إبريل برقص “الدبكة”، إضافة إلي زيارة مقامات الأولياء والقديسين.

اكتشاف الطبيعة تونس

تقترن الاحتفالات في تونس، بالطبيعة والذهاب للجبال والضيعات، وتكثر الرحلات في فصل الربيع، لاكتشاف مشاهد الطبيعة، وألوانها ولوحاتها.

وتوضح الأديبة هيام فرشيشي، في تصريحات إلى وكالة “سبوتنيك“، أن الاحتفالات تكون بسيطة جدًّا في تونس، إذ تقتصر على التجمعات العائلية وإعداد بعض الأكلات في الحدائق.

فطائر الملوي ووجبات الكاسكرود

maxresdefault 9

فطائر الملوي

يحتفل المغاربة بعيد الربيع في المتنزهات والحقول الزراعية حتى المساء بالمأكولات والشاي المغربي. ويتضمن الاحتفال الخروج والتنزه في “عطلة الربيع” أو ما يسمونه “بالنزاهة في أيام الربيع”، والتي تختلف من منطقة أو مدينة إلى أخرى.

واعتاد المغاربة على تناول وجبات بعينها في تنزهات الربيع، وتوضح الناشطة المجتمعية بالمغرب مريم حنين، في تصريحات إلى وكالة “سبوتنيك“، أبرزها “الطاجين المغربي” الممتلئ باللحم، والذي يطهى على الفحم في الغابة، وكذلك “فطائر الملوي ووجبات الكاسكرود”، مع المشروبات الباردة المعتادة في التنزهات.

ربما يعجبك أيضا