طموح وتحديات.. هل يحل الحوثي محل نصرالله في المحور الإيراني؟

محمد النحاس
الحوثي ونصرالله

زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يُعتبر من الشخصيات القيادية التي تميزت بالتقليد الكبير لأسلوب حسن نصر الله، سواء في الخطب السياسية أو في إدارة الصراع، ما قد يعكس رغبة الحوثي في الاستفادة من نموذج "حزب الله" لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الساحة الإقليمية.


بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 سبتمبر 2024 والضربات التي تلقاها الحزب مؤخرًا تبرز تساؤلات حول مستقبل المحور الإيراني.  

ويزيد من تعقيد الموقف، أن مقتل نصرالله ليس حادثًا معزولاً بل يأتي في سياق تعرض حزب الله لضربات قوية طالت كامل هيكل القيادة وكشفت عن ثغرات أمنية خطيرة، وفي حين كان يعد الحزب “جوهرة التاج” في المشروع الإيراني في المنطقة، فإن هذه المكانة داخل المحور قد تتراجع لصالح مجموعات أخرى. 

نصرالله ودور محوري

شكل اغتيال نصر الله شكل موجعة ليس فقط على مستوى حزب الله، بل على مستوى الهيكلية الاستراتيجية للمحور الإيراني ككل.

وقاد نصر الله الحزب لمدة تزيد عن ثلاثين عامًا، وكان يُعتبر زعيمًا قويًا ومؤثرًا في كافة الصراعات التي خاضها المحور الإيراني في المنطقة، من لبنان إلى سوريا والعراق.

وبعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 2020، تضاعف تأثير نصر الله، حيث كان يحظى بثقة كبيرة من طهران لقيادة المعارك السياسية والعسكرية في المنطقة.

ثغرات خطيرة

الضربات التي تلقاها حزب الله على مدار الفترة الماضية، كشفت عن حجم الاختراقات الأمنية التي تعرض لها الحزب. 

ورغم ما يُعرف به الحزب من تنظيم دقيق وخبرة قتالية طويلة الأمد، إلا أن اختراقه على هذا النحو يشير إلى ضعف أمني قد يُترجم إلى تراجع في قدرته على تنفيذ هجمات نوعية مستقبلاً، ما يضعف توازن القوى لصالح إسرائيل.

الحوثي.. بديل محتمل؟

مع تراجع دور “حزب الله”، يُنظر إلى جماعة الحوثي اليمنية كأحد البدائل المحتملة في المحور الإيراني حيث استفادوا من الدعم الإيراني على مدار سنوات، لا سيما في مجالات التسليح والتدريب، باتوا لاعبًا أساسيًا في البحر الأحمر والمحيط الهندي. 

وقد يجد الحوثيون أنفسهم في موقع يؤهلهم للعب دور أكثر بروزًا داخل شبكة وكلاء إيران في المنطقة، وقد تسعى الجماعة إلى توسيع نفوذها خارج الحدود اليمنية، من خلال التحالف مع مجموعات مسلحة أخرى مرتبطة بإيران في المنطقة.

ومؤخرًا تبنت الجماعة استراتيجية هجومية في المنطقة، من خلال استهداف سفن الشحن الدولية بالطائرات المسيرة والصواريخ، بزعم دعم القضية الفلسطينية.

طموحات الحوثي

زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يُعتبر من الشخصيات القيادية التي تميزت بالتقليد الكبير لأسلوب حسن نصر الله، سواء في الخطب السياسية أو في إدارة الصراع، ما قد يعكس رغبة الحوثي في الاستفادة من نموذج “حزب الله” لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الساحة الإقليمية.

لكن يواجه الحوثيون تحديات كبيرة، أبرزها العوائق الجغرافية، فاليمن يبعد آلاف الكيلومترات عن إسرائيل، مسرح الصراع المباشر، وهو ما يحد من قدرتهم على التأثير المباشر في الصراع كما أن الجماعة تفتقر إلى الخبرة السياسية والعسكرية التي كان يمتلكها نصر الله، خاصة في إدارة التحالفات الدولية والإقليمية.

ما إمكانية ملء الفراغ؟

رغم التحديات، قد تسعى إيران إلى تحويل الحوثيين إلى مركز جديد للمحور الإيراني، خصوصًا في ظل التراجع المحتمل لـ”حزب الله”.

 طهران قد تدعم الحوثيين بأسلحة متطورة، مثل الصواريخ الفرط صوتية والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، لتعزيز قدرتهم على تنفيذ هجمات بعيدة المدى، وربما استخدام اليمن كمنصة لإطلاق هجمات ضد إسرائيل أو ضد المصالح الغربية في المنطقة.

لكن يفتقر الحوثيون إلى النفوذ السياسي الواسع الذي كان يتمتع به نصر الله، خاصة في دول مثل سوريا والعراق، كما أن دورهم المرتبط بإيران يجعلهم هدفًا للعقوبات الدولية، الأمر الذي من شأنه إضعاف قدرة الجماعة اليمينية على الحصول على مكانة أرفع في المحور الإيراني.

ربما يعجبك أيضا