طوارئ في إيران بعد استقالة ظريف.. وأمريكا: واجهة لمافيا دينية فاسدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أثارت استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والبرلمانية والدبلوماسية الإيرانية، عقب إعلانه عنها، مساء أمس الإثنين، وسط تكهنات عدة بشأن أسباب الاستقالة وتوقيتها، خصوصا في ظل الدور الكبير الذي لعبه ظريف في السياسة الخارجية لبلاده.

“الاستقالة والرد”

وزير الخارجية الإيراني أعلن بشكل مفاجئ -عبر حسابه على إنستجرام- عن استقالته في تدوينة مقتضبة، قائلا: “أنا ممتن للشعب الإيراني العزيز الشجاع والسلطات المحترمة، على مدار الـ67 شهرا الماضيين، وأعتذر بشدة لعدم قدرتي على مواصلة خدمتي وعلى كل أوجه القصور خلال فترة الخدمة”.

الاستقالة المفاجئة لمهندس الاتفاق النووي الإيراني، ردت عليها الرئاسة الإيرانية بعد سويعات قليلة من إعلان ظريف، مؤكدة رفضها للاستقالة.

أكد مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني -في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، عبر صفحته على “إنستجرام”- استقالة وزير الخارجية، مشيرا إلى إن روحاني لن يقبلها، مردفا: “ظريف اضطلع بعمله بشجاعة وسيظل يفعل ذلك، ولن يكون وحده، ونحن -الحكومة- سندعمه جميعا”.

ظريف شغل منصب وزير الخارجية في أغسطس  2013 بعدما حقق روحاني فوزا كاسحا في انتخابات الرئاسة بناء على وعود بانفتاح إيران على العالم الخارجي.

“الجدل مستمر”

ومنذ إعلان الاستقالة أثيرت العديد من التكهنات عن أسبابها وتوقيتها، ونقلت وكالة فارس -شبه الرسمية- عن مصدر مطلع في الخارجية قوله: إن سبب استقالة ظريف هو عدم التنسيق معه في مكتب الرئيس روحاني بشأن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران أمس، مكملا: “وفقا لمعلوماتي هناك احتمال كبير أن يعود ظريف عن استقالته ويستأنف نشاطه في وزارة الخارجية”.

وقالت مراسلة موقع ألف الإخباري الإيراني، إنه بناء على آخر الأخبار، سيكون تدخل المرشد الأعلى الطريق الوحيد لإقناع ظريف بالعدول عن قرار الاستقالة، وإذا لم يتم ذلك فما علينا إلا أن نعتبر استقالة ظريف أمرا واقعا وحتمية.

ولم تكن الأنباء الواردة “كافية”، خصوصا بعد تصريحات ظريف في آخر حوار مقابلة له قبل الاستقالة مع صحيفة “جمهوري إسلامي”، والتي قال فيها: إن البعض يوجه الانتقاد له لأنه يطرح آراءه ووجهات نظره على المرشد الأعلى، متابعا: “أهم معيار في عملي هو تطبيق أوامر المرشد”.

وتساءل، قائلا: “لماذا تدينون الرئيس روحاني بدلا من أن تدينوا ترامب؟ وماذا حصدتم من انتقادكم لسياستنا الخارجية؟”.

وذكر ظريف في مقابلة نشرتها صحيفة الجمهورية الإسلامية، اليوم الثلاثاء، إن الصراع بين الأحزاب والفصائل في إيران له تأثير “السم القاتل” على السياسة الخارجية، مكملا: “يتعين علينا أولا أن نبعد سياستنا الخارجية عن قضية صراع الأحزاب والفصائل… السم القاتل بالنسبة للسياسة الخارجية هو أن تصبح قضية صراع أحزاب وفصائل”.

ورأى متابعون للشأن الإيران، أن سبب الاستقالة أن ظريف كان محط انتقاد دائم من جانب المتشددين بسبب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوض بشأنه، وسياسة التقارب الحكومية مع الغرب، فيما أشار آخرين إلى أن إبعاده عن اجتماع مع الرئيس السوري، أمس؛ السبب، مؤكدين أن الاستقالة قد تعني نهاية سريعة للاتفاق النووي الذي كان سببا في رفع العقوبات عن إيران مقابل تقليص برنامجها النووي.

“طوارئ في البرلمان”

البرلمان الإيراني تفاعل سريعا مع الأزمة، حيث أصدر نواب من الإصلاحيين في البرلمان بيانا دعوا فيه للحيلولة دون قبول استقالة ظريف والإبقاء عليه وزيرا للخارجية.

نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن عضو في البرلمان قوله إن عددا كبيرا من أعضاء البرلمان وقعوا خطابا موجها للرئيس حسن روحاني الثلاثاء للمطالبة ببقاء وزير الخارجية في منصبه.

وقال علي نجفي خوشرودي -المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان لوكالة الجمهورية الإسلامية- إنه وقع الخطاب ويجمع توقيعات إضافية.

وأعلنت لجنة الأمن والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، اجتماعا طارئا اليوم لمناقشة الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، بعدما تم الكشف عن السبب الرئيس الذي أدى إليها.

“أمريكا تعقب”

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، علق على استقالة ظريف  عبر حسابه على تويتر، قائلا: “لقد علمنا باستقالة ظريف، وسنرى إذا استمرت، ولكن على أي حال، هو و(الرئيس الإيراني) حسن روحاني مجرد واجهة لمافيا دينية فاسدة”.

وأضاف بومبيو: “نحن نعلم أن (المرشد الإيراني الأعلى) علي خامنئي هو من يتخذ كل القرارات النهائية”، مستطردا: “سياستنا لن تتغير، على النظام الإيراني أن يتصرف كدولة عادية ويحترم شعبه”.

وعبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء عن سعادته باستقالة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف.

وقال نتنياهو في حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة: “رحل ظريف.. إلي حيث ألقت.. ما دُمتُ أنا هنا فلن تمتلك إيران أسلحة نووية”.

ربما يعجبك أيضا