طوكيو تدرس إمداد واشنطن بالذخيرة لدعم أوكرانيا.. نهج جديد أم ضغوط غربية؟

محمد النحاس

تستهلك أوكرانيا كميات هائلة من الذخيرة شهريًا، والتي تمدها بها دول غربية على رأسها الولايات المتحدة، فكيف تعوَض واشنطن نقص مخزونها الاستراتيجي؟


تجري اليابان محادثات مع الولايات المتحدة، لتزويدها بقذائف مدفعية لتعزيز مخزونها الاستراتيجي، في ظل تكثيف واشنطن مساعدتها إلى أوكرانيا.

وتشن كييف هجومها المضاد ضد القوات الروسية، وتجري المساعي الغربية على قدمٍ وساق من أجل تزويد أوكرانيا بمزيدٍ من الذخيرة. وأرسلت واشنطن وحدها منذ اندلاع القتال العام الماضي، مليوني قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم.

اليابان تدرس

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع حزمة جديدة من الدعم العسكري لأوكرانيا، وتشمل قذائف مدفعية من عيار 155 ملم. وتسعى واشنطن في الوقت الحالي لمواصلة دعم كييف، مع محاولة الحفاظ على مخزونها الاستراتيجي من الذخيرة.

في هذا الصدد، قالت مصادر مطلعة إن اليابان تدرس تزويد الولايات المتحدة بقذائف مدفعية من عيار 155 ملم، بموجب اتفاق أمني مبرم عام 2016 بين البلدين يسمح بتبادل الذخيرة، لكن ليس من الواضح بعد عدد القذائف التي تقدمها طوكيو.

وبحسب مسؤولي البنتاجون، تستهلك أوكرانيا في الشهر الواحد نحو 90 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم، وفق ما نقل تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

في وقت سابق من الشهر الحالي، أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، محادثات مع وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، في طوكيو، وفي أعقاب اجتماع المسؤولين البارزين، أشاد أوستن بالدعم العسكري الذي قدمته اليابان إلى أوكرانيا.

نهج جديد لليابان

أواخر العام الماضي، أعلنت اليابان استراتيجيتها للأمن القومي، التي تضمنت جنوحًا تجاه “العسكرة”، وتعهدت بزيادة إنفاقها الدفاعي على مدار خمس سنوات ليصل لـ2% من ناتجها الإجمالي المحلي، في حيود عن النهج الذي التزمته لعقود مع ازدياد المخاطر الإقليمية، واحتدام التنافس الدولي.

اقرأ أيضًا| استراتيجية الأمن القومي الياباني.. تحول تاريخي في العقيدة العسكرية

وأشادت واشنطن بهذا النهج الجديد، وترغب الأخيرة في تؤدي طوكيو دورًا أمنيًا بارزًا  على الصعيد الإقليمي في ظل تصاعد النفوذ العسكري الصيني يومًا بعد آخر، وحثَّ الأمريكيون اليابان على تطوير علاقاتها بحلف شمال الأطلسي (ناتو).

مناقشات مع واشنطن

من جانبها، قالت وزارة الدفاع اليابانية إنها لم تتخذ أي قرار نهائي لتزويد الولايات المتحدة أو أوكرانيا بقذائف مدفعية، موضحةً أنها تجري مناقشات متنوعة من واشنطن، دون أن تفصح عن طبيعة هذه المناقشات.

وبحسب البنتاجون، تواصل الولايات المتحدة العمل مع اليابان وأكثر من 50 دولة في جميع أنحاء العالم لتقديم الدعم لأوكرانيا، وفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية.

مساعدات عسكرية غير مميتة

قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية في اليابان، رام إيمانويل، في وقت سابق، إن واشنطن تعمل مع الحلفاء لمساعدة أوكرانيا، لأنه “على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، استنفدت القاعدة الصناعية العسكرية الأمريكية مخزوناتها”، حسب وول ستريت جورنال.

منذ أن اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 من فبراير لعام 2022، قدمت اليابان مساعدات عسكرية “غير مميتة” مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص وغيرها، لكنها تذرعت بالقيود التي ينص عليها دستورها حتى تمتنع عن إرسال أسلحة وذخائر، وهو موضوع شائك سياسيًّا في اليابان.

حذر سياسي

تشير استطلاعات الرأي إلى أنه على الرغم من تزايد أعداد الداعمين لتعزيز قدرات جيش الدفاع الياباني العسكرية، فهم أكثر حذرًا، عندما يتعلق الأمر بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة مايو الماضي في هيروشيما، لم يضغط الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، علانيةً على طوكيو بشأن إرسال أسلحة، فعندما سُئل خلال مؤتمر صحفي عمَّا إذا كان يريد من اليابان أن تغير من نهجها في ما يتعلق بقواعد تصديرها للأسلحة، أجاب: “أود أن تساعدنا كل الدول القادرة على ذلك”، غير أنه استدرك “لكنني مدرك وجود بعض التعقيدات التشريعية والدستورية”.

اقرأ أيضًا| اليابان: يجب مواصلة العقوبات على روسيا

ربما يعجبك أيضا