ظريف في دمشق.. طهران تسعى إلى إحياء مسار آستانة؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

في إطار التحولات التي تجري على الساحة السورية؛ تناور إيران من جديد؛ لتكون صاحبة إدارة الدفة في هذا البلد المتقطع أوصاله منذ إندلاع الحرب الأهلية.

فالمزاج الروسي متعكر من ناحية الرئيس السوري، بشار الأسد، حيث شنت وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية هجوماً لاذعاً على النظام السوري، ووصفت رئيسه بشار الأسد بأنه ضعيف ولا يتحكم في الوضع في البلاد فيما مسؤولوه يعيثون فسادا. وهذه الوكالة، التي يملكها الملياردير يفجيني بريجوجين المقرب من فلاديمير بوتين والمعروف باسم “طباخ الكرملين”، قالت: إن الفساد الذي يستشري في الحكومة السورية يعيق التعاون بين موسكو ودمشق.

كذلك، تعزز تركيا من تواجدها العسكري داخل محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وسط تحركات من قبل الجيش السوري والقوات الروسية لمواجهة المليشيات المسلحة المدعومة من تركيا وقطر، ووسط مساعي تركيا للقضاء على تواجد الأكراد قرب حدودها.

وفي وسط هذه الأوضاع، قام وزير الخارجية الایراني، محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، ومعه وفد رفيع، بزيارة إلى دمشق. التقى فيها بالرئيس السوري، ومسؤولي الخارجية الخارجية السورية.

ويعتبر هذا أول لقاء يجمع ظريف والأسد منذ عام بدمشق، وتأتي هذه الزيارة بعدما زار وزير خارجية سوريا وليد المعلم ووزير الدفاع علي عبدالله أيوب إيران في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 الماضي.

كانت زيارة ظريف كما قالت وزارة الخارجية الإيرانية مقررة في مارس/ آذار الماضي، وألغيت بسبب كورونا، وحسب الوزارة فإن زيارات ظريف الخارجية ستقتصر على الرحلات “المصيرية والمهمة” هذه الفترة.

من أجل إحياء آستانة

تسعى طهران إلى إحياء محادثات أستانة للسلام في سوريا، وهي محادثات جرت بين ممثلي الدولة السورية وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية برعاية إيران وروسيا وتركيا والمبعوث الأممي إلى سوريا. وقد انطلقت في العاصمة الكازاخستانية “أستانة” في 23 و24 يناير 2017.

فقد كشفت صحيفة “الوطن أونلاين” السورية، أن زيارة ظريف تهدف إلى “التشاور مع المسؤولين السوريين قبل الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الدول الضامنة لعملية أستانة (روسيا – إيران – تركيا) الأربعاء المقبل، عبر الفيديو كونفرانس”.

وتعتبر الدول الثلاثة تلك، هي صاحبة إدارة الأزمة على الأرض في سوريا في الوقت الحالي. ولذلك ما تهدف إليه طهران، هو العودة إلى محادثات أستانة؛ ليس من أجل إنقاذ سوريا، ولكن من أجل رفع الخلاف وتقاسم المصالح بين هذه الدول الثلاث داخل سوريا.

ففي الرابع من مارس الماضي، قال ظريف، إن مسار “أستانة”؛ الآلية الوحيدة التي أدت إلى خفض العنف، وساهمت في تعزيز الاستقرار في سوريا. وطالب بضرورة عقد الاجتماع المقبل لمباحثات “أستانة” في طهران، في أسرع وقت ممكن وبأعلى المستويات.

وفي مارس/ آذار الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وتركيا في العاصمة الكازاخستانية حيث اتفق البلدان على وقف إطلاق النار للحد من التوترات في إدلب. ومع ذلك استمر القتال في محافظة إدلب على الرغم من انتشار كورونا، حيث يعمل الجيش التركي على تعزيز قواته في المنطقة. وقد تطورت الخلافات الجديدة بين تركيا وروسيا، وتم تعليق مسألة صياغة دستور سوري جديد تقريبًا.

وفي حديث مع “آرمان ملي” الإيرانية، قال صباح زنكنه، المحلل السياسي للقضايا الإقليمية، يجب على إيران أن تلعب دور الوساطة بين تركيا وسوريا، وبمساعدة القوة السياسية الروسية، لكي تفتح مسارًا بخلاف الصراع العسكري في العلاقات بين البلدين، بهدف إعادة جميع الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات.

وتحاول إيران أيضًا من خلال هذا التحرك، تعزيز موقعها داخل سوريا، في ظل مؤشرات على تغيير روسيا لاستراتيجيتها في سوريا مع تذبذب سيطرة النظام على بعض المناطق التي استعادها، مثل درعا، بالإضافة إلى إدراك موسكو أن دعمها للأسد في المرحلة المقبلة سيصطدم بتوجهات المجتمع الدولي.

ربما يعجبك أيضا