عالم إيراني ينتقد سياسة بلاده تجاه حل القضية الفلسطينية

الدولة الواحدة.. مبدأ حل القضية الفلسطينية لدى إيران

يوسف بنده

"ضرورة التمييز بين الشعب اليهودي والدولة والأيديولوجية الصهيونية.. ولهذه المسألة أهمية كبرى من وجهة نظر علم الاجتماع الإعلامي"


انتقد عالم الاجتماع الإيراني، علي ميرزا محمدي، السياسة المتناقضة تجاه حل القضية الفلسطينية ومعالجتها على المستوى الإعلامي في بلاده.

ونشر محمدي مقالًا في صحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية، اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024، تحت عنوان: “الأبعاد المهملة في سياستنا تجاه إسرائيل”، مشيرًا إلى تناقض السياسة الإعلامية مع مقترح حل الدولة الواحدة وعيش الأديان جميعًا تحت مظلة دولة واحدة.

يهود إيران 3

يهود إيران ضد الصهيونية

حل الدولة الواحدة

في مقابل حل الدولتين الذي تقترحه المنطقة العربية، دولة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين على حدود ما قبل 1967، يشير عالم الاجتماع الإيراني إلى أن الحل الذي اقترحته إيران يعتمد على حل الدولة الواحدة، على أساس الاستفتاء الذي اقترحه المرشد الأعلى، علي خامنئي، قبل سنوات في قمة عدم الانحياز.

وأوضح ميرزا محمدي: “ينبغي إجراء استفتاء لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود والفلسطينيين الذين نزحوا وأصبحوا لاجئين في بلدان أخرى، ويجب تشكيل النظام المستقبلي الذي يحكم الأراضي المحتلة من خلال الرجوع إلى الأصوات العامة”.

علي ميرزا محمدي

عالم الاجتماع الإيراني علي ميرزا محمدي

دولة غير عنصرية

استطرد عالم الاجتماع الإيراني في مقاله: “وفقًا لهذه الخطة، فإن تدمير الشعب اليهودي الذي يعيش في الأراضي المحتلة ليس مقصودًا بأي شكل من الأشكال؛ بل أساس خطة حل القضية، تشكيل حكومة بناء على رغبات جميع شعوب هذه الأرض، بغض النظر عن الدين واللغة والعرق”.

وبعبارة أكثر وضوحًا، تعارض إيران الطبيعة العنصرية والأيديولوجية لإسرائيل، التي تقوم على تجاهل حقوق الأديان والأجناس واللغات الأخرى، والتهجير القسري واغتصاب الأراضي.

يهود إيران 2

يهود إيران ضد الصهيونية

انتقاد الحكومة لا الشعب

انتقد عالم الاجتماع ميرزا محمدي السياسة الإعلامية لنظام بلاده التي لا تفرق بين اليهود والحكومة الصهيونية، وهو ما لا ينسجم مع خطة حل الدولة الواحدة، من أجل عيش اليهود والمسلمين والمسيحيين تحت سقف دولة واحدة.

وأشار الإيراني محمدي، إلى أن إسرائيل عندما تخاطب إيران، فإنها تفصل بين السلطة والشعب، وهو ما يجعل البعض يتعاطف مع الدولة الإسرائيلية، موضحًا أن التمييز بين الشعب اليهودي الذي يعيش في إسرائيل والدولة والأيديولوجية الصهيونية ليس قويًا، ولهذه المسألة أهمية كبرى من وجهة نظر علم الاجتماع الإعلامي.

يهود إيران 5

يهود إيران ضد الصهيونية

طبيعة ديمقراطية للحل

أوضح ميرزا محمدي، أنه يجب تأكيد طبيعة الديمقراطية لخطة حل القضية الفلسطينية، ويجب أن يظهر السلوك الإعلامي أن رغبة الجمهورية الإسلامية لا تقوم على الطرد العنيف للشعب اليهودي الذي يعيش في الأراضي المحتلة، بل على الاستفتاء كوسيلة ديمقراطية تضمن الحقوق، لجميع المجموعات العرقية بغض النظر عن القيود العرقية والدينية واللغوية.

وأوضح عالم الاجتماع الإيراني، أن الفشل في تفسير خطة إيران بشأن قضية إسرائيل قد غرس في أذهان اليهود الذين يعيشون في الأراضي المحتلة أن تدمير إسرائيل يعني تدمير سكانها اليهود. وأن هذه السياسة ساعدت السلطة الإسرائيلية على ترويج سياسة العداء للسامية ومظلومية اليهود.

وأضاف قائلًا: “الحقيقة أن الخطة المقترحة لإجراء استفتاء في الأراضي المحتلة لم يتم تقديمها بشكل صحيح رغم تسجيلها في الأمم المتحدة، ولم يتمكن نظامنا الدبلوماسي من تقديم هذه الخطة على أساس ديمقراطي إلى العالم”.

ربما يعجبك أيضا