عالم على حافة الصراع.. متى تهاجم الصين تايوان؟

الهجوم على تايوان.. كيف تهز الحرب الاقتصاد العالمي؟

أحمد عبد الحفيظ
 الصين تايوان

تتصاعد التوترات بين الصين وتايوان يومًا بعد يوم، مما يثير التساؤلات حول متى قد تقدم الصين على مهاجمة الجزيرة التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، وأي نتائج عالمية قد تترتب على اندلاع صراع عسكري بهذه الحساسية.

ونفذت الصين مناورات ضخمة، اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، تحاكي فيها القيام بغزو شامل للجزيرة ما آثار مخاوف من اندلاع أزمة في منطقة بحر الصين الجنوبي.

الجذور التاريخية للتوتر

ترجع أزمة تايوان والصين إلى منتصف القرن العشرين، عندما هربت الحكومة الوطنية الصينية بقيادة تشيانغ كاي شيك إلى تايوان بعد انتصار الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية الصينية عام 1949.

منذ ذلك الوقت، تعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، في حين ترى تايوان نفسها كدولة مستقلة. ورغم أن الصين لم تحكم الجزيرة أبدًا منذ ذلك الحين، فإنها ترفض الاعتراف باستقلالها وتعتبر أي تحركات نحو تعزيز السيادة التايوانية خطًا أحمر.

احتمالية الهجوم الصيني

وبحسب صحيفة ساوث اتشينا مورنينج بوست في تقرير اليوم، فقد تزايدت التكهنات حول هجوم صيني محتمل على تايوان، خاصة في ظل تعزيز الرئيس الصيني شي جين بينغ القوات العسكرية في المنطقة وتعهداته المتكررة بتحقيق “الوحدة الوطنية”. ورغم الضغوط الدولية والتحذيرات الغربية، فإن الصين لا تخفي رغبتها في السيطرة على تايوان بالقوة إذا لزم الأمر.

التوقيت الدقيق لهجوم محتمل ما زال غير واضح. البعض يرى أن الصين قد تتحرك في فترة تتزايد فيها الاضطرابات العالمية، مثل الصراعات الإقليمية أو الانشغال الأمريكي الداخلي، بينما يرى آخرون أن بكين تنتظر المزيد من الفرص السياسية لتحقيق أهدافها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

الاستعدادات العسكرية

الصين تعمل باستمرار على تعزيز قدراتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي وحوله، وتستثمر بشكل هائل في التكنولوجيا العسكرية مثل الصواريخ الدقيقة والأسلحة المضادة للطائرات والسفن الحربية. وفي المقابل، تقوم تايوان بتقوية دفاعاتها، بدعم غير مباشر من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

تظهر التدريبات العسكرية التي تقوم بها الصين بالقرب من مضيق تايوان استعدادها الدائم لاستخدام القوة، وتعتبر هذه التدريبات بمثابة رسائل تحذيرية للولايات المتحدة وتايوان على حد سواء.

التجارة والاقتصاد العالمي

تايوان هي واحدة من أكبر موردي الشرائح الإلكترونية في العالم، وهي مورد رئيسي لصناعات التكنولوجيا الحيوية والرقمية. اندلاع صراع قد يؤدي إلى شلل كبير في سلاسل التوريد العالمية.

بحر الصين الجنوبي يعد ممرًا بحريًا رئيسيًا للتجارة الدولية. أي نزاع في المنطقة سيؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والبترول، مما سيفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية.

الصراع العسكري المباشر

الولايات المتحدة تعتبر تايوان حليفًا استراتيجيًا، وستواجه ضغوطًا كبيرة للتدخل عسكريًا إذا هاجمت الصين تايوان. تدخّل كهذا قد يشعل مواجهة مباشرة بين قوتين عظميين، مما يزيد من خطر اندلاع حرب عالمية.

اليابان وكوريا الجنوبية، وهما حليفتان قريبتان من الولايات المتحدة، قد تضطران للتدخل أيضًا، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.

التحالفات الدولية

الصين قد تجد نفسها معزولة على الساحة الدولية، إذ ستفرض عليها الدول الغربية عقوبات اقتصادية وعسكرية شديدة. هذا يمكن أن يدفع الصين إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا وبعض الدول الأخرى التي تتحدى النظام العالمي بقيادة الغرب.

وفي المقابل، قد تتعزز التحالفات بين الولايات المتحدة والدول الغربية في مواجهة النفوذ الصيني، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انقسام دولي أعمق.

ربما يعجبك أيضا