عبد القادر بن صالح.. “الرجل الثاني وأحد “الباءات الثلاث” في مواجهة غضب الجزائريين

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

يتطلع المتابعون للمشهد الجزائري إلى وضع جديد في البلاد، لا سيما بعد تنحي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وانتقال السلطة – بشكل مؤقت – إلى رئيس مجلس الأمة، عبدالقادر بن صالح، الذي يواجه رفضًا شعبيًا واسعًا باعتباره أحد رموز نظام “بوتفليقة”.

فمن هو عبد القادر بن صالح؟

هو سياسي جزائري من مواليد 1941 وكان عضوًا في حزب جبهة التحرير الوطني منذ اشتغاله بالسياسة.

وخاض بن صالح حربًا مع جيش التحرير الوطني الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وهو لم يتعد عمره الـ18 عامًا خلال الفترة بين أعوام 1954و1962، بجسب وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”.

عقب حصول الجزائر على الاستقلال من الاحتلال الفرنسي سافر إلى لبنان للدراسة ثم عاد إلى بلاده مرة أخرى وعمل كصحفي.

وانتخب صالح نائبًا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في عام 1977، ثم نجح في تولي رئاسة المجلس لمدة 17 عاما كاملة بعدما عينه بوتفليقة عضوًا في المجلس عام 2002.

ولفتت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن بن صالح يواجه عدد من الاتهامات الكبيرة بأنه مغربي الجنسية وتم تجنيسه في عام 1960، وهو ما يمنعه دستوريًا من تولي رئاسة الجمهورية ولو لفترة مؤقتة، إلا أنه نفى ذلك في 2013 مؤكدًا أن أصوله جزائرية.

ومثّل بن صالح بلاده أخيرًا في القمة العربية التي انعقدت في تونس في 31 مارس، وشغل مناصب عدة، فكان نائبًا وسفيرًا وموظفًا وزاريًا كبيرًا، ويصفه موظف في مجلس الأمة بأنه رجل دائم الابتسام إجمالًا، لكن قادر على أن يكون بغاية القسوة.

وبحسب الدستور، يخلف رئيس مجلس الأمة رئيس الجمهورية في حالات الوفاة أو الاستقالة أو المرض الخطير والمزمن.

مفاجأة غير متوقعة

خلال حضور بن صالح عمليةَ تقديم بوتفليقة لرسالة الاستقالة، إلى رئيس المجلس الدستوري طيب بلعيز، ظهرت ملامح الذهول على الرجل الهادئ والقليل الكلام، ولم تنبس شفتاه إلا بكلمات قليلة لم تنقل بالصوت في التلفزيون الحكومي وجهها إلى الرئيس المستقيل، وهو ما يوحي بأن الرجل في حالة قلق مما ينتظره في الساعات القادمة.

بن صالح المتحفظ جدًا في حياته السياسية والمتفادي للأضواء الإعلامية، سيجد نفسه هذه المرة أمام 45 مليون جزائري، ليعكر عليهم نشوة الاحتفال بالنصر السياسي المحقق؛ لأنه أحد وجوه المرحلة البوتفليقية، ورمز من الرموز المغضوب عليها، فقد صنفه الناشطون في خانة “الباءات الثلاث” وهي بن صالح عبدالقادر “رئيس البرلمان”، وبدوي نورالدين “رئيس الوزراء” وبلعيز طيب “رئيس المجلس الدستوري”، وهم مفاتيح مهمة لدى الدولة العميقة.

في المقابل يستعد الشارع الجزائري لمسيرة مليونية سابعة، اليوم الجمعة، لتجسيد شعاره “يتنحاو قاع” أي “ينزعون كلهم”، للإطاحة بحكومة بدوي، وبن صالح وبلعيز، لقطع الطريق على أي تحايل أو مناورة بين الرجلين، ولاسيما أن الدستور يتيح انتقال الرئاسة الانتقالية للبلاد، إلى رئيس المجلس الدستوري، فهل يصمد؟
 

ربما يعجبك أيضا