الجزائر تستعد لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر أنبوب الصحراء

ضياء غنيم
مذكرة أنبوب الصحراء تعزز علاقات الجزائر بأوروبا

وقَّعت الجزائر مع كل من نيجيريا والنيجر، أمس الخميس 28 يوليو 2022، مذكرة تفاهم لتدشين خط الغاز العابر للصحراء.

جاء التوقيع بعد 20 عامًا من المفاوضات لمد أنبوب الصحراء من نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر، ما يعزز إسهام الجزائر في تصدير الغاز إلى أوروبا التي مخاوف من قطع الإمدادات الروسية نهائيًّا، فضلًا عن توفير الغاز لكل من تشاد ومالي.

أنبوب الصحراء يبصر النور قريبًا

استضافت الجزائر العاصمة مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ووزير الدولة النيجيري للموارد البترولية، تيميبري سيلفا، ووزير البترول والطاقة والطاقات المتجددة في النيجر، ماهامان ساني محمدو، واتفقت البلدان الثلاثة على تفعيل العمل بالخط وإنهائه في أقرب وقت، حسب صحيفة الشروق الجزائرية.

صدَّرت الجزائر إلى أوروبا في 2021 نحو 54 مليار متر مكعب، ويعزز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء طاقة التصدير بنحو 30 مليار متر مكعب سنويًّا من واري النيجيرية إلى شبكة خطوط الغاز بالجزائر والمتصلة بأسواق التصدير عبر إيطاليا (وإسبانيا في حال عودة العلاقات إلى طبيعتها)، حسب موقع سكاي نيوز عربية.

أزمة أوكرانيا تدعم أنبوب الصحراء

قادت الأزمة الأوكرانية ومخاوف قطع الغاز الروسي الاتحاد الأوروبي للضغط على نيجيريا للإسراع بتنفيذ مشروع أنبوب الصحراء، المتوقع أن يصل طوله 4 آلاف و128 كيلومترًا، منها ألفان و310 كيلومترات في الأراضي الجزائرية، حسب قناة الشرق للأخبار.

بدأت المحادثات بشأن المشروع في 2002، واستأنفت في فبراير 2022، بالتوازي مع مشروع الغاز الساحل المار بالمغرب، إلا أن ترجيح كفة أنبوب الصحراء ينبع من جدوى المشروع، فتكلفته تبلغ نحو 13 مليار دولار، مقابل 25 مليار دولار للخط الساحلي المقترح، فضلًا عن العوائق اللوجستية والأمنية التي تعترض الأخير من مروره بنحو 13 دولة يشهد بعضها اضطرابات أمنية.

الجزائر شريك موثوق لأوروبا

عززت دبلوماسية الغاز من موثوقية الجزائر لدى السوق الأوروبية، حسب تلفزيون “الشرق”، على الرغم من توتر العلاقات مع إسبانيا، فعلى الرغم من تعليق معاهدة الصداقة التزمت سوناطراك الجزائرية باتفاقاتها السابقة مع مدريد ولم تقطع الإمدادات عنها.

جاء التطور الأهم بتوقيع اتفاق بين شركة سوناطراك الجزائرية وشركات إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية وأوكسيدنتال الأمريكية في 19 يوليو 2022، يشمل ضخ 4 مليارات دولار لمضاعفة إنتاج الغاز بالجزائر، عبر خط ترانسميد.

إيطاليا في قلب الشراكة الجزائرية الأوروبية

في المقابل أعاد الرئيس تبون رسم علاقات بلاده مع الحلفاء الأوروبيين، عبر زيادة حصة إيطاليا من الغاز وتحويل روما إلى الشريك الأوحد في نقل الغاز إلى القارة العجوز، حيث تضاعف صادرات الغاز لروما، العام الحالي، 113%، حسب موقع الطاقة.

وتعزو صحيفة الشروق محورية “الاصطفاف الجزائري-الإيطالي” إلى التطابق في الموقف السياسي بين البلدين، ومن ثم تعول الجزائر عليها في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع أوروبا، بالتوازي مع عودة التقارب مع الجانب الفرنسي.

ربما يعجبك أيضا