عبر بوابة الجنوب.. الإرهاب يضرب فرنسا مجدداً

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

بعد فترة هدوء نسبي، عاد خطر “داعش” إلى الواجهة من جديد ليضرب القارة العجوز ويدق أبواب فرنسا، ولكن هذه المرة عبر بوابة الجنوب، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى و16 مصاباً.

حادث وإن لم يكن كبيراً لكنه أعاد شبح التهديدات الأمنية وخطر الإرهاب إلى فرنسا، الذي اعتبره رئيسها إيمانويل ماكرون لا يزال مرتفعا في البلاد.

شبح الإرهاب يعود مجدداً

مهاجم نفذ ثلاثة اعتداءات قتل خلالها ثلاثة أشخاص وأصاب شرطيا واحتجز رهائن في أحد المتاجر ببلدة تريب جنوب فرنسا، قبل أن يتم إطلاق سراح الرهائن، وقتل المهاجم.

وزير الداخلية جيرار كولوم، أكد -من موقع الحادث- مقتل منفذ الهجوم بأن التهديد لا يزال موجوداً في كافة أنحاء فرنسا، وأن منفذ الهجوم كان قد خطط ونفذ بمفرده ولم يكن لديه شركاء.

وسائل إعلام فرنسية تحدثت عن مبايعة منفذ الهجوم ويدعى “رضوان” مغربي الأصل ويبلغ من العمر 26 عاماً لـ”داعش” ومطالبته بالإفراج عن صلاح عبد السلام أحد المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس عام 2015 التي نسبت إلى التنظيم.

فرنسا.. هجمات دموية

يعيد الحادث إلى الأذهان صورة سلسلة هجمات كانت قد هزت فرنسا منذ عام 2015 والتي تبنى داعش السواد الأعظم منها والتي جعلت البلاد في حالة تأهب قصوى منذ ذلك الحين.

تعرضت فرنسا خلال العامين الماضيين للعديد من الهجمات التي أراقت الدماء وأزهقت الأرواح، أبرزها هجوم بالأسلحة النارية على صحيفة ” شارلي إيبدو ” في الخامس من يناير 2015 والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً من بينهم مدير المجلة وعدداً من كبار رساميها وشرطيان.

وفي الحادي والعشرين من أغسطس 2015 أطلق مسلح النار داخل محطة قطارات وانتهى الحادث دون وقوع ضحايا. أما أكبر الهجمات التي شهدتها باريس فوقعت في الثالث عشر من نوفمبر 2015 أسفرت عن مقتل نحو 130 شخصاً في هجمات عدة أكبرها كان على مسرح باتاكلان وتبنى العملية تنظيم داعش.

في يوليو 2016 اقتحما مسلحان كنيسة في منطقة نورماندي واحتجزا خمسة رهائن وذبحا كاهن الكنيسة.

وخلال الاحتفال بذكرى يوم الباستيل في الرابع عشر من يوليو 2016 قتل 84 شخصاً في مدينة نيس بعدما اقتحم شخص الحشود بشاحنته الكبيرة وعرفت تلك الهجمات بـ”هجمات نيس”.

وفي العام 2017 أصيب جندي فرنسي بجروح خطيرة أمام متحف اللوفر في هجوم بسكين، قبل أن يقتل شرطي آخر في شارع الشانزليزيه في العاصمة باريس في عملية إطلاق نار.

التطرف.. آفة تهدد الغرب

الهجوم يعيد إلى الأذهان الهجمات الإرهابية في دول الغرب ويجدد النقاش بشأن آفة التطرف، فمنذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 شددت فرنسا ودولاً أخرى من إجراءاتها الأمنية، إلا أن الإرهاب ظل حاضراً في مناسبات عدة.

هجمات بروكسل في 2016 الأكثر دموية في تاريخ بلجيكا بعدما قتل أكثر من 30 شخصاً في ثلاثة تفجيرات انتحارية تبناها داعش استهدفت مطار بروكسل ومحطة مترو أنفاق.

وإلى الأراضي الأمريكية امتد التطرف في يونيو 2016 لملهى ليلي بمدينة أورلاندو حيث قتل نحو 50 شخصاً بعدما أطلق مسلحاً النار عشوائياً، وكان قد أعلن مبايعته لداعش.

في اسطنبول ومع مطلع العام الماضي تعرضت المدينة لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 40 شخصاً خلال احتفالهم بعيد رأس السنة.

وفي بريطانيا أدى تفجير انتحاري في مايو الماضي إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً أغلبيتهم مراهقون وذلك خلال حفل موسيقي في مدينة مانشستر.

عملية دهس أخرى شهدتها مدينة برشلونة أغسطس الماضي قتل 13 شخصاً وأصيب 130 آخربن في هجوم هو الأدمى في إسبانيا منذ هجمات مدريد في 2004.
 

ربما يعجبك أيضا