عدوى قاتلة تنتشر في اليابان.. ماذا نعرف حتى الآن؟

متلازمة الصدمة السامة العقدية.. وباء جديد؟

محمد النحاس

بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشمل الأعراض الأولى لمتلازمة الصدمة السامة العقدية عادةً الحمى والقشعريرة، وآلام العضلات، والغثيان/القيء.


متلازمة الصدمة السامة العقدية هي عدوى بكتيرية نادرة، لكنها خطيرة يمكن أن تتطور عندما تنتشر البكتيريا إلى الأنسجة العميقة ومجرى الدم.

تسبب العدوى بكتيريا المكورات العقدية المقيحة، التي تُعرف أحيانًا بالعقدية، من المجموعة (أ) وإجمالاً تعد البكتيريا المُسبب الأكثر شيوعًا للأمراض من هذه المجموعة؛ وبإمكان هذا الميكروب العيش على جلد الإنسان ما يسبب مجموعة من الأمراض، بحسب موقع (Ifl science) المعني بنشر المقالات العلمية.

ما سبب الإصابة؟

تتسبب البكتيريا العقدية المقيحة في “القوباء” أو التهاب الحلق العقدي، والحمى القرمزية، وتسبب أمراضًا أكثر خطورة مثل التهاب النسيج الخلوي (عدوى الجلد العميقة)، “مرض أكل اللحم” المعروف بالتهاب اللفافة الناخر، أو متلازمة الصدمة السامة العقدية، التي تزايد الإصابات في اليابان.

وبحسب محررة الموقع العلمي “لورا سيمونز”، يمكن لأي شخص أن يصاب بمتلازمة الصدمة السامة العقدية، وفي حوالي نصف الحالات لا يكون واضحًا كيف دخلت البكتيريا إلى الجسم في المقام الأول، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة، مثل إصابات الجلد، الجروح الجراحية، العدوى الحديثة بفيروس الجدري المائي التي تسبب تقرحات مفتوحة، واستخدام السدادات القطنية.

ما هو الوضع في اليابان؟

أفادت السلطات اليابانية في مارس الماضي، أنها شهدت زيادة في الحالات، كما توحي الأرقام الرسمية أن حالات الإصابة بعدوى بكتيرية القاتلة وصلت إلى مستويات كبيرة، لكن لم يتمكن الخبراء من تحديد سبب هذا الارتفاع.

وبحسب السلطات المختصة، “كان هناك 409 حالات من متلازمة الصدمة السامة العقدية الناجمة عن العقدية من المجموعة (أ) طوال عام 2023، و335 حالة، في الأسابيع الـ11 الأولى من عام 2024”.

وزاد عدد حالات متلازمة الصدمة السامة العقدية الناجمة عن العقدية من المجموعة (أ) منذ يوليو 2023، خاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا”، وحتى الثاني من يونيو  سجلت وزارة الصحة اليابانية 977 حالة إصابة بمتلازمة الصدمة السامة العقدية.

ما أبرز الأعراض؟ 

قال الأستاذ المتخصص في الأمراض المعدية، كين كيكوتشي، لصحيفة “Japan Times” بمعدل الإصابات الحالي يمكن أن يصل عدد الحالات في اليابان إلى 2500 هذا العام، مع معدل وفيات يبلغ 30%”.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تشمل الأعراض الأولى لمتلازمة الصدمة السامة العقدية عادةً الحمى والقشعريرة، وآلام العضلات، والغثيان/القيء. ويمكن أن يتطور المرض بعد ذلك بسرعة كبيرة، لذلك من المهم أن يسارع لزيارة الطبيب أي شخص يشتبه في إصابته بالعدوى.

وفي غضون 24-48 ساعة، تبدأ أعراض مهددة للحياة مثل انخفاض ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، وفشل الأعضاء في التطور.

وحتى مع العلاج، تكون ثلاث من كل 10 حالات من متلازمة الصدمة السامة العقدية قاتلة. قد يحتاج الناجون إلى عمليات بتر لإزالة الأنسجة المصابة بالأطراف.

هل يمكن منع الإصابة؟ 

حسب تصريحات الدكتورة سيلين جوندر، وهي محررة صحة في KFF Health News، لشبكة (CBS News) الأمريكية، جدري الماء والإنفلونزا هما من عوامل الخطر للإصابة الشديدة بالعقدية من المجموعة (أ)، فإن التطعيم ضد فيروس الجدري المائي والإنفلونزا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة الشديدة بالعقدية من المجموعة أ”.

ويزيد استخدام الكحول بشكل مفرط واستخدام الأدوية القابلة للحقن أيضًا من عوامل الخطر؛ لذلك فإن السعي للعلاج من الإدمان يمكن أن يساعد في التخفيف من ذلك، وإجمالاً لا يمكن الجزم تمامًا بسبب العدوى على وجه الدقة.

تفسير آخر

قال الباحث في جامعة جونز هوبكنز، الدكتور، آمش آدالجا، لـ Healthline، وهو موقع طبي معني بشؤون الصحة العامة: “إحدى النظريات حول تزايد حالات متلازمة الصدمة السامة العقدية الآن هو تأثير الارتداد بعد رفع قيود COVID-19؛ حيث أدى انخفاض انتشار البكتيريا خلال سنوات الجائحة لضعف أنظمة المناعة تجاه التعامل مع العدوى”.

وبغض النظر عن سبب زيادة الحالات، من المهم أن ندرك أعراض العدوى وأن تسعى للعلاج قبل أن تتفاقم الأمور.

النظافة الجيدة للجروح أمر في غاية الأهمية، إذا أصبت  بجرح أو خدش، تأكد من تنظيف المنطقة ومراقبة أي احمرار أو تورم أو ألم متزايد. وبشكل عام فإن معرفة الأعراض يمكن أن تساعد على اكتشاف متلازمة الصدمة السامة العقدية المحتملة، وكذلك المضاعفات الخطيرة الأخرى للعدوى مثل “تعفن الدم”.

ربما يعجبك أيضا