عراقتشي.. هل يكون فرصة بزشكيان لإصلاح سياسة إيران الخارجية؟

وزير خارجية إيران المنتظر.. معتدل بلهجة ثورية

يوسف بنده
عباس-عراقتشي

وضع الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان “التنمية في الداخل وخفض التصعيد في الخارج” شعارًا لحكومته الإصلاحية.

لكن الرئيس الذي لطالما يتحدث عن الوفاق الداخلي وعدم العمل خارج الأطر العامة التي يضعها المرشد الأعلى، علي خامنئي، ويسعى دائمًا لكسب ثقة الحرس الثوري، وجد ضالته في عباس عراقتشي مرشحًا لتولي حقيبة الخارجية.

عباس عراقتشي يدافع عن حقيبته للخارجية أمام البرلمان الإيراني الأحد 18 أغسطس 2024 3

عباس عراقتشي يدافع عن حقيبته للخارجية أمام البرلمان الإيراني

دفاع عن المقاومة

على غرار تصريحات بزشكيان التي تغازل التيار المحافظ والحرس الثوري، وقف عباس عراقتشي الذي شغل منصب كبير المفاوضين الإيرانيين إبان عهد حكومة روحاني، أمام البرلمان الإيراني أمس الأحد 18 أغسطس،  مدافعًا عن المقاومة.

وحسب تقرير وكالة مهر، قال عراقتشي: “سياسة إيران لن تترك دبلوماسية المقاومة التي نشأت من مدرسة المقاومة”.

بذلك، أراد عراقتشي أن يكسب ثقة الثوريين، الذين أرادوا أن تنتهج الخارجية سياسة “الدبلوماسية البطولية” التي رفع شعارها المرشد خامنئي، وتشكل مفهومها بشكل تطبيقي في عهد قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني،  الذي اغتالته إدارة الرئيس ترامب الأمريكية.

عباس عراقتشي يدافع عن حقيبته للخارجية أمام البرلمان الإيراني الأحد 18 أغسطس 2024 1

عباس عراقتشي

إدارة الصراع مع أمريكا

رغم أن عراقتشي قد عمل مع وزير الخارجية الإصلاحي، محمد جواد ظريف، الذي وقع على الاتفاق النووي مع الغرب عام 2015، إلا إن عراقتشي يعرف برؤيته المعارضة لرؤية ظريف، فهو يؤمن بالحوار مع الغرب، لكن يقر بصعوبة التطبيع مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولذلك قال عراقتشي أمام البرلمان، أن التقارب مع أوروبا مرهون بتغيير سلوكها وسياساتها تجاه إيران.

وبالنسبة للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال: “سياستنا هي إدارة الصراع مع الولايات المتحدة وليس انهاءه”.

أي أراد عراقتشي أن يضع نفسه خليفة لوزير الخارجية الراحل، حسين عبد اللهيان، الذي أدار الحوار مع الغرب، على أساس مبدأ غايتنا رفع العقوبات أولًا.

عباس عراقتشي يدافع عن حقيبته للخارجية أمام البرلمان الإيراني الأحد 18 أغسطس 2024 1

عباس عراقتشي يدافع عن حقيبته للخارجية أمام البرلمان الإيراني

الميدان والدبلوماسية

في ظل التصعيد الدائر بين إيران وإسرائيل، فإن يد المحافظين أعلى على الإصلاحيين، فلا صوت سوى صوت المعركة ولو حتى على مستوى الشعارات، ولذلك يقول أحمد دستمالشيان، سفير إيران السابق في لبنان، في حوار مع وكالة خبر اونلاين اليوم الاثنين 19 أغسطس، إن “عراقتشي يحظى بموافقة كبار المسؤولين في النظام ولديه معرفة كاملة بعموم وتفاصيل السياسة الخارجية، فقد عمل خلال السنوات الماضية سكرتيرًا للمجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية واكتسب معرفة كاملة بالقضايا.

ويوضح دستمالشيان أن إقرار عراقتشي بأهمية دبلوماسية الميدان، يجعله أهم شخصية في حكومة الحكومة الرابعة عشرة من تاريخ الجمهورية الإسلامية. لأنه عليه أن يحل قضايا إيران مع العالم  الخارجي، مثل الملف النووي، ومعاهدة مجموعة العمل المالي، والعلاقات مع أوروبا، والعلاقات مع دول الشرق وحتى دول الجوار.

وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الاثنين، قال النائب في البرلمان، احمد راستینه، إن ترشيح عراقتشي أكد بوضوح أن وزارة الخارجية لا تراهن على إحياء الاتفاق النووي.

ربما يعجبك أيضا