عروض الـ«الجمعة البيضاء».. حقيقة أم وهم؟!

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مقبلون على يوم يعتبر من أكثر الأيام نشاطا في حركة البيع على الإنترنت والتجارة الإلكترونية، وهي الجمعة السوداء والتي تقوم بشكل رئيسي في أمريكا وانتقلت إلى بعض الدول حول العالم، وما زال عدد الدول التي تتبنى مصطلح «الجمعة السوداء» يزداد عاما بعد آخر.

لماذا سميت الجمعة السوداء؟

الجمعة السوداء هي آخر جمعة تأتي في شهر نوفمبر من كل عام، حيث تقوم الشركات الموزعة في مجال التسوق الإلكتروني، بعرض منتجاتها بأسعار مخفضة مقارنة بالسعر الأصلي.

يعود أصل هذه التسمية إلى ستينيات القرن الماضي حيث بدأت شرطة فيلادلفيا بتسميته بهذا الاسم لكثرة خروج الناس فيه للتسوق وكثرة الحوادث الناتجة في ذلك اليوم، ما منع الضباط من الحصول على إجازات وأجبرهم على العمل لعدد ساعات أطول.

بحسب «ديلي تلغراف» فإن سبب التسمية يعود إلى الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1869، عندما انهار سوق الذهب الأمريكي، وسمي هذا الانهيار، الذي بدأ يوم جمعة، بالجمعة السوداء، ما دفع خبيرا المال الأمريكيان جيم فيسك وجاي غولد لإعلان إفلاسهما بعد شرائهما كمية كبيرة من الذهب «طمعا» في تحقيق أرباح كبيرة.

أيضاً، وفي وقت كانت السجلات التجارية تُكتبه فيه باليد، كانت الأرباح تُكتب باللون الأسود، بينما تُكتب الخسائر باللون الأحمر. فدل «السواد» على الأرباح التي تحققها الشركات بسبب الإقبال الهائل على الشراء.

البيضاء أم السوداء !

في بلادنا العربية، يطلق عليها «الجمعة البيضاء» نظرا للخصوصية الدينية لهذا اليوم المقدس عند المسلمين، حيث يقبل المواطنون على شراء السلع والمنتجات، وتزدحم المعارض والمتاجر بملايين المتسوقين رغبة في الحصول على السلعة بأقل سعر لها.

كورونا يصّعب المهمة

غير أن «البلاك فراي داي» هذا العام ستكون بدون شك مختلفة عن مثيلاتها في الأعوام السابقة، بسبب جائحة كورونا التي فرضت إجراءات وقائية بما فيها التباعد الاجتماعي للوقاية من خطر الإصابة بالفيروس، في وقت تزدحم به المتاجر بالزبائن.

لذلك ستواجه المتاجر مهمة صعبة في هذا اليوم، بمحاولة استغلال المناسبة «اقتصاديا»وتحقيق أرباح كبيرة، وبين محاولة الحفاظ على صحة المتسوقين، إذ أعلنت المتاجر خططا وقائية تشمل التباعد الاجتماعي واستخدام أدوات التعقيم في محاولة لطمأنة المواطنين.

مع ذلك يتوقع «جون كينيوس» المختص في مجال الشحن التجاري، ألا تكون هذه الجمعة، بنفس درجة النجاح الاقتصادي المتعود عليه في الأعوام السابقة، مع عدم قدرته الجزم بقدرة شركات التسوق الإلكتروني على تعويض التسوق الشخصي لكثير من المواطنين.

رواج إلكتروني

تشير التوقعات إلى زيادة في معدل المبيعات بنسبة 336% في المتوسط وزيادة في معدل زيارة المستخدمين للمتاجر الإلكترونية.

وبحسب موقع «فوربس» فإن أكثر المنتجات مبيعا، هي شاشات التلفاز والأجهزة اللوحية، والأجهزة الإلكترونية والأثاث المنزلي فضلا عن الملابس والأحذية وكل ما يتعلق بالموضة.

حقيقة أم وهم !

«كثير من الناس لا يدركون حقيقة التلاعب في الأسعار في الجمعة البيضاء».. هكذا يفاجئ أحد المحللين الاقتصاديين، المواطنين، بأنهم يتعرضون للنصب والاحتيال من قبل الشركات، وذلك من خلال التلاعب في السعر الأولي قبيل الجمعة البيضاء بفترة قصيرة.

في نوفمبر 2012 صحيفة «وول ستريت جورنال» عملت على مراقبة 1743 منتجا يتم بيعهم عبر شبكة الإنترنت، ولاحظت أن خمس هذه المنتجات تقريبا تم رفع أسعارها بنسبة 8 % قبل الجمعة البيضاء، ومنتجات أخرى مثل الألعاب والأدوات ارتفعت بنسبة 23%. وهو ما أكدته دراسة قامت بها المؤسسة البريطانية المختصة بأبحاث المستهلك «ويتش».

في عام 2018 راقبت المؤسسة أسعار 83 منتجا معروضا بخصومات في البلاك فرايداي، للتأكد من حقيقة الخصومات في هذا اليوم، وتوصلت إلى أن 95% من المنتجات كانت متاحة بنفس السعر أو أقل في الشهور الست بعد انتهاء البلاك فراي داي، ما يعني أن المستهلك «مضحوك عليه».

ربما يعجبك أيضا