“عشان وطن لا محموم”.. روح “الحوت” تعود إلى ساحات السودان

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي 

“عشان الصبح ما يروح عشان الحزن ما يجرح.. يلا نغني للفكرة يلا نغني عشان بكره للبلد الصبح ذكرى”.. بعد ست سنوات من وفاته، ما زال فنان الشباب محمود عبد العزيز رمزًا مؤثرًا في مختلف مدن السودان، وهو أحد أكثر المطربين شعبية.

الملقب بـ”الحوت”، دمج في أغانيه بين موسيقى البوب والفلكلور الأفريقي، وأصبح رمزا قويا لسودان مختلف، عُرِف باسم “معبود الشباب” للسودان، والآن ينزل جماهيره الذين يطلقون على أنفسهم “الحواتة” كناية عن محبوبهم “الحوت” إلى الشوارع، وبرزوا في طليعة الاحتجاجات الأخيرة ضد نظام الرئيس عمر البشير مطالبين بإنهائه.

“يصحو على حلم راجع يكتبو في الفضاء الشاسع.. يحلموا بوطن واسع.. أقمار الضواحي النور”، وتقول صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير لمراسلتها زينب محمد صالح، إن الجماعة الثقافية والخيرية التي أنشأها المغني قبل وفاته والمعروفة باسم “أقمار الضواحي” نسبة إلى أحد أغانيه، هي من دفعت بإشراك جماهير “الحوت” في المظاهرات، واعتقل وقتل بعض من أعضائها خلال حملة القمع التي شنتها الحكومة.

وتقول الصحيفة، إن أحد الذين قُتلوا في مظاهرة في أم درمان، شاب يدعى صالح صالح البالغ من العمر 25 عاما، وكان يحمل صورا للمغني الراحل، خلال تظاهره كانت دعت إليها “أقمار الضواحي” بدلاً من الاحتفال بذكرى وفاة عبد العزيز، ويقول شقيق صالح ويدعى مهند: “لسنا سياسيين على الإطلاق، نحن حتى لا نفهم السياسة”، لكن حركت الاحتجاجات جاءت بعد الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي أدت إلى استياء شعبي كبير.

“وطن واحد وطن شاسع وطن واسع.. لا محزون ولا مهموم لا مسجون ولا محموم”.. على الرغم من التهديد بالعنف والاعتقال، قالت جماعة “أقمار الضواحي”، إنها ستواصل المشاركة في الاحتجاجات، حيث تستخدم تطبيق “تليجرام” للتواصل بين أعضائها لتفادي المراقبة من قبل الحكومة التي حجبت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.

وحسب “الجارديان”، لم يكن العديد من مؤيدي “أقمار الضواحي” سياسيين بشكل علني، فإن أهمية عبد العزيز كإيقونة مستمرة – ليس أقلها في الاحتجاجات – هي أكثر دقة، وتؤثر على جيل شاب في السودان، وشارك محبيه في الاحتجاجات رافعين أيديهم بحركة “عبدالعزيز” التي تقضي برفع اليدين متخالفتين على هيئة “مقص” وهي ترمز للصمود الذي تغنى له بـ”أبقوا الصمود”.

كان محمود عبد العزيز دائما مع الناس وكان صريحا بشأن قضاياهم، يقول محمد بابكير، رئيس “أقمار الضواحي”: “الكثير من أغانيه تدور حول قضايا الناس، تلك الإبداعات خلقت له قاعدة جماهيرية، ومعجبين أبدعوا بدورهم في إطلاق الألقاب عليه، فيسمونه بـ”حوتة والحوت وقائد الأسطول”، ومن ثم “الفنان الإنسان”، لدوره الإنساني الذي كان يقوم به تجاه فئات المجتمع السوداني المختلفة.

ومهما ضاقت الأحوال أكيد قلم الظلم مكسور”، استمر أتباع عبد العزيز في الانضمام إلى الاحتجاجات، وتقول ريم عثمان (21 عامًا) طالبة وعضوة في “أقمار الضواحي”، في الماضي كنت أشاهد الاحتجاجات على التلفزيون، لكننا وصلنا الآن إلى نقطة صعبة للغاية، ونفتقر إلى الحقوق الأساسية في كل شيء، “إذا لم تنجح ثورتنا، فسوف أغادر السودان”.

ربما يعجبك أيضا