عشية الانتخابات.. الساحة الإسرائيلية تغلي ونتنياهو في ورطة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

المشهد الإسرائيلي يغلي على وقع الانتخابات المقبلة، غليان يدفع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من الانتهاكات والتجاوزات بحق الفلسطينيين، فالحكومة الإسرائيلية تعقد جلستها في غور الأردن، وتعلن ضم مستوطنة جديدة.

وأعلن مكتب بنيامين نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية وافقت خلال الجلسة التي عقدت في غور الأردن، على “تحويل المستوطنة العشوائية ميفوت يريحو في غور الأردن إلى مستوطنة رسمية”.

من جهة اخرى رفض البيان الختامي للاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بشكل مطلق إعلان السيادة الإسرائيلية على جميع مناطق غور الأردن، وشمال البحر الميت.

الحكومة الفلسطينية ترد

رداً على اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، في الأغوار، بعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيته ضمها للاحتلال الإسرائيلي، عقدت الحكومة الفلسطينية جلستها الأسبوعية، اليوم الإثنين، في قرية فصايل بمنطقة الأغوار.

وأشار رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور محمد شتية في مستهل اجتماع الحكومة، إلى أن “الأغوار جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الفلسطينية والحديث عن ضمها باطل، والمستوطنون غير شرعيين”.

وبحسب اتفاق أوسلو، تقسم الضفة إلى 3 مناطق: المنطقة “أ”، وتتضمّن المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق “ب” تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق “ج” فتقع تحت السيطرة الإسرائيلية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

وأكد، أن الحكومة الفلسطينية “ملتزمة بالعمل على تعزيز صمود أهل الأغوار، وعلى أن تكون الأغوار سلة خضار وفواكه فلسطين”.

وفي المنطقة “ج” توجد مستوطنات ومساحات أراضٍ واسعة، وطرق خاصة بالمستوطنين، وهي تؤدي إلى القدس المعزولة عن باقي الضفة الغربية. ومع توجه نتنياهو لضم هذه المنطقة، وتمكين المستوطنين من الشراء في كل المناطق، بات من غير الواضح كيف ستتصرف السلطة الفلسطينية تجاه تضاؤل أراضيها، وانهيار حلم إقامة الدولة في حدود 1967.

نتنياهو يسرق الأصوات 

التجاوزات الأخيرة، دفعت المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت، إلى شن هجوم على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أنه يتخذ إجراءات عملية ومواقف سياسية بالغة التطرف في إطار حملته الانتخابية، وأنه يطرح ضم الأراضي لكي يستقطب لصالحه مصوتين من المستوطنين وغلاة اليمين المتطرف.

وقال: إن الحكومة الحالية تُعد حكومة انتقالية، ولا يجوز أن تتخذ قرارات مصيرية ذات بعد استراتيجي غير ضروري وغير ملح.

ويرى حلفاء نتنياهو أن هذه الخطوة هدفها سرقة آلاف الأصوات من جمهورهم، بهدف تكبير كتلة “الليكود” في الانتخابات. لذلك شككوا في صدق نواياه.

وأكد محللون إسرائيليون، أن الانتخابات التي تجري غدا الثلاثاء ستكون “مفترق طرق”، ورجح بعضهم أن تكون نتائجها “كارثية”، في حال فشل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي يعتمد على الأحزاب الدينية وتيار الحريديم.

نتنياهو في مأزق

وبحسب الخبراء في الشأن الإسرائيلي، أصبح نتنياهو في ورطة كبيرة رغم محاولاته ومناوراته السياسية الرخيصة بهدف انتزاع الأصوات. ففي غزة تشتد وتيرة معركة “عض الأصابع”، التي تُدار بين القطاع وإسرائيل “بحسابات دقيقة”، ففي الوقت الذي حاول فيه نتنياهو كسب أصوات على حساب القطاع مهددا بشن حرب على غزة في أي لحظة، اضطر لقطع كلمته الانتخابية بفعل صاروخ أطلق من غزة وهرب من “المنصة” إلى ملجأ آمن، محاطا بحراسة شديدة، وأصبحت هذه الصورة التي تلاحق نتنياهو في حملته الانتخابية، وصفها مراقبون سياسيون وإعلاميون بـ”الإهانة الشديدة والمُذلة”، استغلها المعارضون، لانتهازه والمزاودة عليه في الانتخابات.

ورغم الصداقة الوطيدة بين نتنياهو وترامب إلا أن الأخير  يحمل معه دائماً المفاجآت، فلا أحد يستبعد أن يعقد ترامب لقاء مع الرئيس الإيراني على غرار ما حدث مع رئيس كوريا الشمالية، الأمر الذي قد يربك حسابات نتنياهو، خاصة بعد مغادرة سياسيين اثنين متشددين من أصدقائه في الحكومة الأمريكية وهما مستشار الأمن المتشدد جون بولتون والمفاوض في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات. كما قد تؤثر التقارير الإعلامية الأخيرة بشأن التجسس الإسرائيلي في واشنطن على العلاقة بين نتنياهو وترامب، الأمر الذي قد يدفع الإدارة الأمريكية للتخلي عنه خلال الانتخابات إذا ما وجدت المنافسة قوية مع الأحزاب الأخرى.

خسارة نتنياهو للانتخابات سيكون لها نتائج عكسية خطيرة عليه، إذ تهدد رئيس الوزراء ثلاث تهم بالفساد. ومن دون وجوده في منصب رئيس الوزراء يفقد حصانته القانونية وتتضاءل فرصه في حماية نفسه من الملاحقة الجنائية، كل هذه المخاوف كانت سببا وراء شراسة حملة نتنياهو من أجل إعادة انتخابه. ولهذا السبب يصعد من لهجته تجاه الميليشيات المعادية لإسرائيل مثل حزب الله وحماس.

ربما يعجبك أيضا