عقوبات على النظام المالي .. العقوبات الأمريكية تشتد على إيران

يوسف بنده

رؤية

في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أفاد إليوت أبرامز، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، في مقابلة مع “سي إن إن”، بأن الولايات المتحدة ستزيد من ضغوطها على إيران في الأيام والأسابيع المقبلة.

وحسب تقرير قناة إيران إنترنشنال، فقد قال الدبلوماسي الأمريكي: “لم تكن الضغوط بهذا الحجم من قبل، وسنواصل القيام بذلك، وكما سترون، سنزيدها في الأيام والأسابيع المقبلة”.

وأضاف أبرامز أنه بغض النظر عمن سيصبح رئيسًا بعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فإن الإيرانيين سيكونون مستعدين للتفاوض على صفقة جديدة، لأنهم “لن يستطيعوا الاستمرار لمدة 4 سنوات أخرى”.

وأكد رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية أن “الضغط الأقصى كان له تأثير عميق على إيران”؛ مشيرًا إلى تردي الاقتصاد الإيراني وارتفاع أسعار العملة والدولار في طهران، بسبب هذه العقوبات.

وشدد أبرامز على أن العقوبات السابقة ليست مثل ما لدينا الآن. هذه الأنواع من الضغوط لم تكن موجودة قط.

هذا، وكانت الولايات المتحدة كانت قد أعلنت يوم 19 سبتمبر/ أيلول 2020، على لسان وزير خارجيتها، مايك بومبيو، عودة جميع العقوبات على إيران، “الدولة الراعية للإرهاب ومعاداة السامية”، مضيفًا أن “العقوبات تشمل التمديد الدائم لحظر الأسلحة”.

وأضاف بومبيو أن بلاده لن تتردد في فرض العقوبات.. “ونتوقع من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتثال الكامل بالتزاماتها”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي: “بفضل إعادة فرض العقوبات، فإن إيران ملزمة الآن بوقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة المتعلقة بالماء الثقيل”.

وفي غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الأمريكي، بأن بلاده “تتعهد بمعاقبة من ينتهك العقوبات” على إيران، محذرًا من تداعيات فشل الأمم المتحدة في اتخاذ قرار بتطبيق العقوبات، وذلك لأن نظام إيران “أكبر تهديد للسلام في العالم”، وأن إعادة فرض العقوبات “ستجعل العالم أكثر أمنا”.

عقوبات على النظام المالي بأكمله

وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين مطّلعين، تعتزم الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على النظام المالي الإيراني بأكمله، اليوم الخميس 8 أكتوبر/ تشرين الأول، والتي بموجبها ستُفرض عقوبات على جميع البنوك الإيرانية وسيتم قطع وصولها إلى النظام المالي العالمي.

وتأتي هذه الخطوة وسط معارضة شديدة من الاتحاد الأوروبي، حيث يرى الأوروبيون أن فرض مثل هذه العقوبات سيمنع دخول الاحتياجات الإنسانية إلى إيران، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الطبية.

في المقابل، يعتقد مؤيدو العقوبات أن هذه الخطوة ستزيد من عُزلة النظام الإيراني وتعيده إلى طاولة المفاوضات، كما يقولون إن وزارة الخزانة الأمريكية يمكن أن ترسل رسائل إلى شركات مختلفة تسمح ببيع بعض العناصر لإيران، للتقليل من الآثار الإنسانية للعقوبات، لكن في الوقت نفسه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن شكوكه حول فعالية هذه الطريقة.

كما يعتقد مؤيدو العقوبات الجديدة أيضًا أن هذه الخطوة ستجعل تكلفة التعامل مع النظام الإيراني باهظة بالنسبة للشركات في جميع أنحاء العالم.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن اقتراح مقاطعة النظام المالي الإيراني بالكامل تم تقديمه في البداية من قبل المسؤولين الإسرائيليين ومجموعة من الجمهوريين ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

وبحسب التقرير، فإنه مع فرض هذه العقوبات، من المتوقع أن تنخفض قيمة العملة الإيرانية أكثر، وستشتد أزمة السيولة داخل إيران، كما أنه من المتوقع أيضًا أن تعتبر طهران القرار الأمريكي بمثابة استفزاز خطير، إلا أن وزارة العدل ووزارة الخارجية رفضتا التعليق في هذا الصدد.

من ناحية أخرى، أعلن إليوت أبرامز، الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، في مقابلة مع “سي إن إن”، يوم الثلاثاء، أن سياسة الولايات المتحدة للضغط الأقصى على إيران ستتكثف في الأيام والأسابيع المقبلة.

وقال “أبرامز”: “العقوبات السابقة ليست مثل ما لدينا الآن. إن هذه الضغوط ليس لها مثيل من قبل.”

إيران تواصل دورها العدائي

قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، إن ” إيران لا تزال تواصل زعزعة استقرار المنطقة”، ولكن الولايات المتحدة في شراكة مع دول المنطقة لردع أي سلوك عدواني من قبل طهران.

وحسب تقرير قناة العربية، فقد أضاف، في حوار تم بثه على شبكة الإنترنت مع مركز الإمارات للدراسات والأبحاث، أن “إيران تواصل دورها العدائي”، وهو ما جعل دول الخليج تتحضر في وضع دفاعي”.

وأكد ماكنزي أن أمن المنطقة لا يعتمد على الولايات المتحدة فقط، حيث يوجد شركاء على استعداد لمواجهة أي تحركات عدوانية.

وأوضح أن الولايات المتحدة لديها مصالح أساسية في المنطقة، وهي الحفاظ على أمن الشرق الأوسط، وتأمين حرية الملاحة وتدفق النفط، إذ إن سعر واحتياطات النفط يعتمدان على هذا الأمر.

وتوفر السفن والطائرات الأمريكية في منطقة الخليج المراقبة والتطمينات لحماية المصالح الأمريكية، ومصالح الدول الشركاء في المنطقة.

وكشف ماكنزي أنه يتم العمل حالياً على تعزيز الدفاعات الصاروخية المضادة للصواريخ الباليستية لدول الخليج.

ربما يعجبك أيضا