علاقات وثيقة وأهداف مشتركة.. تفاصيل زيارة مدير «سي آي إيه» للمغرب

محمد النحاس

يسلط اللقاء الأمني بين أمريكا والمغرب في العاصمة المغربية، الرباط، الضوء على تزايد التعاون الثنائي بين الجانبين، فما أبعاد هذا التعاون؟


التقى رئيس المديرية العامة للأمن الوطني المغربي (المخابرات الداخلية) عبداللطيف الحموشي، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز.

والتقى مدير الـ(سي آي إيه) نظيره المغربي في الرباط، أول من أمس الجمعة 7 إبريل 2023. وتشهد علاقات البلدين تعاونًا متزايدًا على مستويات عدة، خاصةً الأمنية، إضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصادية التي تزداد يومًا بعد آخر، فما تفاصيل اللقاء الثنائي؟ 

تعزيز التعاون الاستراتيجي

يأتي اللقاء الذي جرى في العاصمة المغربية، الرباط، بين المسؤولين الأمنيين رفيعي المستوى لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب في مجالي الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وفقًا لما نقل موقع (موركو وورلد نيوز) الإخباري.

وكان الاجتماع فرصة لمتابعة تنفيذ نتائج زيارة العمل للحموشي، للولايات المتحدة الأمريكية، يومي 13 و14 يونيو 2022، والتقى خلالها مسؤولين من الاستخبارات الوطنية الأمريكية، ومن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لما نقل موقع (ميدل إيست أونلاين). 

تقييم المخاطر الأمنية المشتركة

استعرض الجانبان التهديدات المشتركة، والتحديات الأمنية الناشئة عن الوضع المتوتر في عدة مناطق بالعالم، بالإضافة إلى التهديدات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، خاصةً في منطقتي الساحل والصحراء الكبرى، وفق ما نقل “موروكو وورلد نيوز”. 

وبحسب البيان المشترك، فإن هذه الزيارة تؤكد “صلابة وعمق التعاون الاستراتيجي والتنسيق في مجالات الأمن والاستخبارات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفًا أنها تظهر الإرادة المشتركة لكلا الطرفين لتعزيز هذا التعاون على نحو أكبر، وزيادة التنسيق المشترك. 

ما سبب التقارب المغربي الأمريكي؟ 

الشهر الماضي، التقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظيره المغربي ناصر بوريطة، في الولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة عدة مسائل إقليمية بالمنطقة، ما يسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين الجانبين المتزايدة يومًا بعد آخر.

 وبحسب الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، سارة عبدالسلام، فقد اتجهت الولايات المتحدة نحو تفعيل العوامل الجيو اقتصادية في سياستها الخارجية، وهو ما ظهر في منطقة شمال إفريقيا بحكم أنها الوجهة الاستثمارية لرأس المال الأمريكي في القرن الحالي، في ظل المتغيرات الجيوسياسية مؤخرًا. 

وفي حديث سابق مع شبكة رؤية الإخبارية، شددت عبدالسلام، على دور الأبعاد اللوجيستية، في توثيق العلاقة بين الرباط وواشنطن، نظرًا إلى الحدود البحرية وطرق المواصلات وطرق التجارة، وهكذا تبرز محورية منطقة شمال المتوسط الذي يمثل المغرب إحدى حلقاته المهمة بالنسبة لواشنطن.

زيارات متكررة بين الرباط وواشنطن

زار الرباط الشهر الماضي، وفد من الكونجرس الأمريكي، وشدد الوفد على عمق العلاقات بين الجانبين، خاصةً في الجوانب العسكرية والدفاعية والاقتصادية وكذلك القضايا الأمنية.

وإضافة إلى هذا، ذهب إلى المغرب وفد أمريكي آخر من مجلس الشيوخ، مطلع العام الحالي، وشدد رئيس الوفد السيناتور جيمس لانكفورد، على أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع المغرب، وزار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المغرب أيضًا، مارس 2022.

وقد شدد بلينكن، خلال الزيارة، على دعم واشنطن برامج الإصلاح الطموح للمملكة، وفي ذات الشهر زارت نائبته، ويندي شيرمان الرباط، وفي مايو من ذات العام زارت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند المغرب، وركّزت المشاورات على الجهود الدبلوماسية لإرساء السلام بالمنطقة، وتطرقت إلى التعاون الأمني.

اقرأ أيضًا: «شراكة عميقة».. لماذا يزور وزير الخارجية المغربي واشنطن؟

ربما يعجبك أيضا