علماء يحذرون من كارثة حال استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي

سلط باحثون من جامعة نورث وسترن الضوء على التحدي الكبير الذي يواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في علم الأمراض الطبية، لافتين إلى صعوبة التحليل الدقيق لعينات الأنسجة عندما تحتوي على ملوثات من مصادر أخرى.

ومشكلة تلوث الأنسجة، رغم أنها معروفة لدى علماء الأمراض البشرية، إلا أنها تشكل أزمة خطيرة لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي غالبًا ما تطور في بيئات مثالية وخاضعة للرقابة.

أخطاء جسيمة

قال موقع Study Finds، في تقرير نشره الأربعاء 24 يناير 2024، إن فريقًا من كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأمريكية أجرى دراسة حذرت من حدوث كارثة إذا ما استخدم الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي وتشخيص الأمراض.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي تدرب على التمييز بين الأمراض المختلفة في بيئة صناعية نظيفة للغاية، ولكن في الحياة الواقعية سيواجه الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من المواد التي لم يتدرب عليها، وعندها تحدث أخطاء جسيمة في التشخيص.

وأوضح أن الدراسة تضمنت تدريب 3 نماذج من الذكاء الاصطناعي لتحديد حالات معينة في عينات أنسجة المشيمة، مثل تلف الأوعية الدموية، وتقدير عمر الحمل، وعند التعرض لكميات صغيرة من الأنسجة الملوثة، ركزت نماذج الذكاء الاصطناعي على هذه الملوثات، ما أدى إلى أخطاء تشخيصية.

عندما يفحص البشر الأنسجة على الشرائح، يمكنهم فقط النظر إلى مجال محدود داخل المجهر، ثم الانتقال إلى مجال جديد

قابلية التضليل

ذكر الموقع أن هذا البحث هو الأول من نوعه في كيفية تأثير تلوث الأنسجة على نماذج التعلم الآلي في علم الأمراض، وفي حين أن علماء الأمراض البشرية، الذين قد يراجعون ما يصل إلى 100 شريحة يوميًا، مدربون على التغاضي عن مثل هذه الملوثات، أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي قابلية للتضليل والتشخيص الخطأ.

ورغم هذه التحديات، يظل فريق البحث متفائلًا بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي في علم الأمراض، لا سيما في علم أمراض الفترة المحيطة بالولادة، إذ يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي المضمنة بالمعرفة المتخصصة مساعدة علماء الأمراض في جميع أنحاء البلاد، ما سيحسن سرعة ودقة عملهم.