علماء يحلون لغز تجديد السحالي ذيولها.. فرصة جديدة لعلاج هشاشة العظام

بسام عباس
تجديد السحالي لذيولها

فكك باحثون لغز تجديد السحالي لذيولها، وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى ابتكار علاج جديد لالتهاب المفاصل لدى البشر.


هروبًا من الحيوانات المفترسة، تستطيع السحالي التخلص من ذيولها، التي تنمو مرة أخرى، إلا أن عظام الذيل المتجدد تُستبدل بغضروف أكثر ليونة.

وحدّد باحثون في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، الخلايا الرئيسة المشاركة في تجديد الغضاريف، آملين أن يمهد اكتشافهم الطريق لإعادة بناء الغضاريف المتضررة من هشاشة العظام، المرض التنكسي الذي لا علاج له حاليًا.

اقرأ أيضًا: سحالي «الأنول».. إلهام وبارقة أمل لتصميم رئة اصطناعية جديدة

هشاشة العظام

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره يوم أمس الخميس 10 أغسطس 2023، أن فريق البحث الأمريكي نشر أول وصف تفصيلي للتفاعل بين نوعين من الخلايا، التي تمكن السحالي من تجديد ذيولها في مجلة Nature Communications، هذا الأسبوع.

وأضاف أن هشاشة العظام تصيب 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة وحدها. لافتًا إلى أن السحالي، من بين الفقاريات العليا، الوحيدة القادرة على تجديد الغضاريف، ما يجعلها أقرب الأقارب للثدييات، التي يمكن أن تتجدد. وفي المقابل، لا يستطيع البشر إصلاح الغضاريف، التي تضررت، بمجرد بلوغهم سن الرشد.

اقرأ أيضًا: دراسة: الإفراط في استهلاك الكافيين قد يُعرضك لهشاشة العظام

تأثير التغيرات في النشاط الجيني

قال الأستاذ المساعد في جراحة العظام وبيولوجيا الخلايا الجذعية الطب التجديدي، توماس لوزيتو، إن السحالي لديها القدرة على تجديد الغضاريف، لأنها تستطيع تجديد كميات كبيرة من الغضاريف، التي لا تتحول إلى عظام، ويحدونا الأمل في إيجاد طريقة لترجمة هذه العملية عند البشر.”

وأفاد الموقع العلمي أن فريق البحث وجد أن الخلايا الليفية، التي تساعد في بناء الأنسجة، وهي نوع من الخلايا الحرجة المسؤولة عن بناء الغضروف، تتأثر بالتغيرات في نشاط الجينات، ما يساعدها في بناء الغضاريف. واكتشف كذلك خلايا مناعية تسمى “الأوتار الحاجزة” تعمل على تثبيط التندب، ما يسمح بحدوث عملية التجديد.

اقرأ أيضًا: جلود السحالي تفك شفرة الجوع لدى الإنسان

تحفيز تجديد الغضاريف

أشار فريق البحث إلى أن هذين النوعين من الخلايا يعملان معًا لوضع الأساس لبداية عملية التجدد، موضحًا أن الاختلاف الرئيس بين البشر والسحالي، هو أن الأنسجة البشرية تميل إلى التندب، الذي يمنع الأنسجة من التجدد.

وتمكن الباحثون من تحفيز تجديد الغضاريف في أطراف السحالي، التي لا تنمو مرة أخرى. آملين نجاح تجاربهم في تحفيز بناء الغضاريف في الثدييات، بدءًا من فئران التجارب، باستخدام التقنيات التي استخدموها في تحفيز أطراف السحالي.

ربما يعجبك أيضا