المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.. بين التضليل والحقيقة

جاسم محمد

هل أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية معامل بيولوجية سرية في أوكرانيا لتطوير أسلحة بيولوجية؟


هل تكون هذه النظريات جزءًا من “التضليل” للتغطية على الخطط المحتملة للجيش الروسي، لاستخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في أوكرانيا”؟ يأتي هذا الخبر والحرب الروسية الأوكرانية تدخل أسبوعها الثالث، ولا يزال مصيرها مجهولًا ونتائجها غامضة حتى الآن.

اعتراف أمريكا

اعترفت السلطات الأمريكية في وقت سابق بأن أوكرانيا تستضيف “منشآت أبحاث بيولوجية” و“معامل بيولوجية أمريكية” في أوكرانيا؟ معربة عن مخاوفها من إمكانية وضعها تحت سيطرة القوات الروسية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية 9 مارس الحالي 2022 أن المعامل البيولوجية الممولة من أمريكا الموجودة في أوكرانيا تجري تجارب على عينات من فيروس كورونا الخفافيش.

أعلنت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في تغريدة 7 مارس 2022 أن واشنطن تعمل مع أوكرانيا لمنع وقوع منشآت الأبحاث البيولوجية في أيدي روسيا. وتقول مسؤولة أمريكية: بوتين سينهي حرب أوكرانيا عندما يدرك خطرها عليه. ويذكر موقع Le Courrier des Stratèges وجود 11 مختبرًا بيولوجيًّا في أوكرانيا مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، تعمل مع مسببات الأمراض الخطيرة جدًّا.

مسببات الأمراض من الطيور والخفافيش في أوكرانيا 

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليج نيكولينكوم: “وفقًا للوثائق فإن الجانب الأمريكي يخطط لإجراء عمل دراسة على مسببات الأمراض من الطيور والخفافيش والزواحف في أوكرانيا في عام 2022، مع انتقال إضافي لدراسة إمكانية حمل حمى الخنازير الإفريقية والجمرة الخبيثة”.

وقال لواء الدفاع إيجور كوناشينكوف: كانت المرافق تدرس الانتشار المحتمل لمسببات الأمراض عبر الطيور البرية التي تهاجر بين روسيا وأوكرانيا ودول أخرى في المنطقة. وأضاف أن “الغرض من هذا هو إنشاء آلية للانتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة، ما يشير إلى احتمالية اللجوء إلى استخدام الحرب البيولوجية مع تصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية”.

المختبرات البيولوجية في أوكرانيا 

يوجد أكثر من 4 آلاف مختبر ميكروبيولوجي مسجل في أوكرانيا، اثنان منها فقط مصرَّح لهما بالعمل مع الكائنات الحية الدقيقة من المجموعة المسببة للأمراض الأولى، و402 معمل تعمل مع الكائنات الدقيقة من المجموعة المسببة للأمراض الثانية، ومسموح للباقي بالعمل مع الكائنات الحية الدقيقة من المجموعات المسببة للأمراض الثالثة والرابعة، لذا فإن المعامل البيولوجية خط بوتين الأحمر وسر التحرك العسكري.

وفقًا لتقرير المراجعة السنوية للحكومة الأمريكية لمعاهدات الحد من الأسلحة ومنع انتشارها لعام 2021 وتناوله موقع National Review فإن المعهد المركزي الثامن والأربعين للبحث العلمي، كيروف، والمعهد المركزي الثامن والأربعين للبحوث العلمية، سيرجيف بوساد، والمعهد المركزي للبحوث العلمية، يكاترينبورج، هي منشآت تابعة لوزارة الدفاع الروسية مرتبطة ببرنامج الأسلحة البيولوجية السوفييتي والروسي، وتتعارض مع الأمن القومي لأمريكا.

اتهامات لمركز “ريتشارد لوجار” بجورجيا 

الاتهامات الروسية لم تقتصر على أوكرانيا، فتوجد اتهامات مماثلة حول مركز ريتشارد لوجار لأبحاث الصحة العامة الممول من الولايات المتحدة الأمريكية في تبليسي، جورجيا، والتي انتشرت خلال إدارة ترامب أيضًا. واتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بإدارة مختبر أسلحة بيولوجية في جورجيا، وكان المختبر في جورجيا جزءًا من شبكة من المختبرات الأمريكية بالقرب من حدود روسيا والصين.

لكن الولايات المتحدة الأريكية أيضًا نفت تلك الاتهامات، ذلك أن موسكو تتهم واشنطن بالإعداد لحرب بيولوجية على حدودها الجنوبية. وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالية تصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية واتساع نطاقها الدولي. لأن تلك الاتهامات المتبادلة قد تسفر يومًا ما عن وجود آليات جديدة للحرب غير الآلة العسكرية التقليدية.

الكائنات المسببة للأمراض والحرب في أوكرانيا تهدد الأمن الدولي  

بات ضروريًّا وجود تصنيف للكائنات المسببة للأمراض، وفقًا للبيانات المتاحة لا توجد مختبرات في أوكرانيا تفي بمتطلبات “BSL-4” ومع ذلك فإن أحد المختبرات التي لديها تصريح للعمل مع الكائنات الحية الدقيقة للمجموعة الأولى المسببة للأمراض قد خضع مؤخرًا لمراجعة دولية كمختبر “BSL-3” وتلقى تقييمًا إيجابيًّا أوليًّا، وفقًا لتقرير صادر باللغة الإنجليزية بعنوان “أمن المختبرات الحيوية في أوكرانيا أصبح مشكلة” موقع National Review.

وتمثل الحرب في أوكرانيا تهديدًا للأمن الدولي، وذلك لكثرة عدد المعامل والمختبرات البيولوجية. وتعد أوكرانيا من أكثر الدول التي تضم مفاعلات نووية. وتتزايد المخاطر في ظل حملات “التضليل” ما بين أطراف الصراع، ما يتطلب وجود خطوط اتصال ساخنة بين دفاعات روسيا وأوكرانيا والغرب، لتأمين حماية المعامل البيولوجية والمنشأت النووية، بإشراف منظمتي الطاقة الدولية والصحة الدولية، لتجنب أي كوارث محتملة.

 

ربما يعجبك أيضا