لمقاومة التغيرات المناخية.. مصر تتوسع في زراعة القمح المعدل وراثيًّا

رنا الجميعي
دكتور سعيد سليمان أستاذ الزراعة بجامعة الزقازيق

تعمل بعض الجهات المصرية منها برنامج تحصيل وراثي القمح بجامعة الزقازيق على تحسين أصناف القمح، ونجح البرنامج مؤخرًا في حصاد قمح عرابي 1881.


يعتبر القمح أحد أهم الحبوب في مصر، وتعمل بعض الجهات الرسمية على تحسين أصنافه لمقاومة التغيرات المناخية، وزيادة المحصول.

ويشارك الدكتور سعيد سليمان، منذ العام 2011، في برنامج تحصيل وراثي للقمح تابع لجامعة الزقازيق، بهدف إنتاج أصناف جديدة تقاوم العوامل المناخية، ويذكر في حواره لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن البرنامج يعتمد على ما يسمى التربية بالطفرات.

التربية بالطفرات

تعتمد التربية بالطفرات على تعديل أصناف القمح والأرز، ومؤخرًا نشر سليمان عبر صفحته على موقع فيسبوك نجاح تجربة صنف معدّل من القمح باسم “عرابي 1881″، ويشرح أستاذ الزراعة أبرز صفات ذلك الصنف قائلاً: “مقاوم للصدأ، وهو مرض فطري يصيب القمح بحسب التغيرات الجوية، وأتى هذا العام بسبب الرياح القادمة من السودان “.

نجاح حصاد قمح عرابي 1881 في مزرعة الصالحية الجديدة

ونجح حصاد قمح عرابي 1881 هذا العام في الوصول إلى 20 أردب للفدان، أي 3 أطنان، واستخدم الريّ بالرّش في زراعته على الأراضي الرملية في مزرعة الصالحية الجديدة، أما الأراضي الطينية فجرى الري فيها بالغمر. ويتحدث سليمان عن الصنف المعدل “عرابي 1881″، قائلًا: “طورناه في العام 2019، وحصلنا على براءة اختراعه، وهو مقاوم لمرض الصدأ”.

سبب إطلاق اسم عرابي على القمح المعدل

منذ بداية البرنامج في 2011 طور سليمان العديد من أصناف القمح، منها “عرابي 52” و”عرابي 73″، ويتميز الأول بحسب أستاذ الزراعة، بأن عمر زراعته يصل إلى 125 يومًا، أي أقل من الأصناف العادية التي تحتاج إلى 155 يومًا، ويعتمد على مياه الأمطار فقط، في حين تحتاج الأصناف العادية بجانب مياه المطر إلى مياه تكميلية.

أضاف أن “عرابي 52” زُرع عام 2018، ووصل المحصول حينها إلى 10 إردب للفدان، مشيرًا إلى أن الصنفين مقاومان للجفاف والملوحة. وعن سبب إطلاق اسم الزعيم التاريخي، أحمد عرابي، قال: “عرابي زعيم الفلاحين وشعار جامعة الزقازيق، وكذلك اختيرت سنوات مهمة في تاريخ مصر مثل 1952 عام ثورة يونيو، و1881 عام الثورة العرابية، وحرب أكتوبر عام 1973”.

نجاح حصاد قمح عرابي 1881 في مزرعة الصالحية الجديدة

التوسع في زراعة القمح المعدل وراثيًّا

تواصلت بعض الجهات مع الدكتور سليمان بعد نجاح محصول عرابي 1881 للتوسع في زراعته خلال العام المقبل، وللعمل على حل المشكلات المتعلقة بالمحصول، ويؤدي سليمان دوره كباحث منذ أواخر الثمانينيات، محاولًا حل مشكلات المحصول الذي يعد أساسيًّا في غذاء المصريين.

ويتحدث سليمان عن دوره: “على الباحث دومًا متابعة التغيرات المناخية، ومحاولة تطوير أصناف القمح والأرز لتقاوم تلك التغيرات، لذا لا بد أن يكون برنامج التحصيل الوراثي متجددًا طيلة الوقت”، وكان آخر صنف استحدثه البرنامج هو عرابي 56.

ربما يعجبك أيضا