لماذا تتكرر العواصف الترابية الشديدة في العراق؟

ياسمين سعد
عواصف ترابية تضرب العراق

شهد العراق اختناقات بين المواطنين وقرارات بغلق المواني البحرية وتعطيل الامتحانات، وهذا كله ناتج عن شدة العاصفة الترابية بسبب التغيرات المناخية.


شهد العراق، صباح أمس الاثنين 23 مايو 2022، موجة عواصف ترابية شديدة، أجبرت السلطات على تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة بغداد ومناطق متفرقة من البلاد.

واستثنى البيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، الدوائر الصحية والأمنية والخدمية من هذا قرار تعطيل الدوام، الذي يعكس شدة وقوة العواصف التي تضرب البلاد، وفق ما يرى خبراء الطقس والمناخ، فما أسباب تكرار تلك العواصف مؤخرًا؟

9 عواصف ترابية

بهذه العاصفة، يرتفع عدد العواصف الرملية التي شهدها العراق خلال نحو شهر ونصف الشهر فقط إلى 9، وهو شيء لم تعهده البلاد في تاريخها، ويعتقد خبراء الأرصاد الجوية، أن العاصفة الأخيرة هي الأعنف.

وقال الخبير الزراعي والمستشار السابق في مجلس النواب، عادل المختار، لوكالة الأنباء العراقية، إن البلاد تتعرض بين الحين والآخر لتأثيرات العاصفة الإفريقية الحمراء، التي تضرب دول الجزائر وليبيا والصحراء الغربية ومصر ودول الخليج، ثم دخلت العراق من مختلف الاتجاهات.

وأوضح أن هذه العاصفة عبارة عن كتلة هوائية باردة تندمج مع كتلة دافئة، وتهبط الأولى للأسفل وتدفع الكتلة الحارة للأعلى لتأخذ الغبار المصاحب، ويكون على ارتفاع 6 آلاف قدم تقريبًا، وهذا ما يسمى بالعاصفة الحمراء، مشيرًا إلى أن سرعتها تتراوح بين 50 إلى 100 كيلو متر، ومن الضروري الحذر من تأثيراتها في الجهاز التنفسي.

عاصفة ترابية بالعراق

ما أسباب العاصفة الحمراء؟

قال المختار لوكالة الأنباء العراقية، إنه لا يمكن الحدّ من قوة العاصفة الحمراء لأنها تأتي من عدة دول، مشيرًا إلى أن سببها المباشر هو ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغيّر المناخي الذي تسبب في قلة الأمطار، وزيادة المساحات التي لا تحتوي على غطاء نباتي بسبب الجفاف.

وأشار إلى أن العواصف بالعراق وفي ظل الظروف الجوية الحالية قد تحدث كل 10 أيام، ومن الممكن أن تقل الفترة أو تزيد تبعًا لعوامل الكتل الهوائية وسرعة الرياح، موضحًا أنه وبحسب المعلومات الموجودة فإن العواصف الترابية من الممكن أن تتوقف نهاية شهر يوليو تقريبًا، ومن ثم تعود مرة أخرى في سبتمبر.

العواصف أصبحت أكثر حدة

تواصلت “شبكة رؤية الإخبارية” مع مدير مركز التنبؤات والإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية المصرية، محمود شاهين، الذي أوضح أن العواصف الترابية القادمة من شبه الجزيرة العربية لطالما كانت موجودة، وأن التغيرات المناخية هي ما زاد من تكرارها وجعلها أكثر قسوة وعنفًا.

ويقول شاهين إن العواصف الترابية في العراق تكررت مرتين أو ثلاث خلال العشرة أيام الماضية، وهذا شيء غير معتاد هناك، خصوصًا أن العواصف أصبحت أكثر حدة بقدر غير مسبوق، ما أوقع حالات اختناق للعديد من المواطنين، ودفع لاتخاذ قرارات بغلق المواني البحرية، وتعطيل الامتحانات.

العاصفة الترابية في شوارع العراق

مصر آمنة من عواصف شبه الجزيرة العربية

يشدد شاهين على أن مصر آمنة من هذه العواصف الحادة، موضحًا أن موقعها الجغرافي بعيدًا عن الكتل الهوائية الآتية من شبه الجزيرة العربية، وما زالت تستقبل الكتل الهوائية الآتية من جنوب أوروبا، لذلك لم ولن تتأثر بهبوب العواصف في العراق.

وفيما يخص تكرار العواصف الترابية بهذا النحو في العراق خلال الفترة المقبلة، يرى شاهين أنه من الوارد جدًا أن تتكرر هذه العواصف الشديدة خلال الفترة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا