لماذا لن يصبح جدري القرود وباءً؟ وهل يتشابه مع الجدري المائي؟

ياسمين سعد
جدري القرود

يشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة إلى وجود فارق كبير بين جدري القرود والجديري المائي وأن لهما تطعيمات مختلفة.


أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود، واكتشاف 106 أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة خارج البلدان التي ينتشر فيها عادة.

ومع تزايد حالات الإصابة وإعلان دولة الإمارات ظهور أول إصابة على أراضيها، تزايدت الأسئلة عن طبيعة المرض، هل يتشابه مع الجديري المائي، وهل من أصيب بنوع منه لن يصاب بالآخر؟ كل هذا وأكثر نجيب عنه في السطور التالية.

جدري القرود ليس وباء عالميًّا

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، الذي قال إن جدري القرود، وجدري الجمال وجدري البقر هي أنواع ضعيفة من عائلة الجدري الذي كان يعدّ مرضًا قاتلًا في السابق، وقدر العلماء أنه مسؤول عن وفاة 300 شخص على مر التاريخ.

وأوضح عنان أن منظمة الصحة العالمية تصنف أمراضًا معينة على أنها أوبئة عالمية، وفق عدة عوامل منها معامل الانتشار، مشيرًا إلى أن معامل انتشار جدري القرود في السابق كان 1، أي أن المصاب يتسبب في عدوى شخص واحد فقط، لكن زاد ذلك حاليًّا وأصبح المصاب يتسبب في عدوى 2 آخرين، ولكنه توقع أن يعود المعامل مع الوقت إلى 1 مرة أخرى.

نسبة وفيات قليلة

أشار عنان إلى أن السبب الثاني الذي يدفع منظمة الصحة العالمية لإدراج أي مرض كوباء هو معامل الوفيات، موضحًا أن نسبة وفيات مرض جدري القرود خلال الـ50 سنة الماضية من الصعب أن تجعل منه وباءًا، خصوصًا أن الوفيات يمكن أن تصل لصفر إذا كانت الصحة العامة للشخص المصاب جيدة، وحصل على العلاج في المستشفى بسرعة.

ويقول عنان إن أكبر انتشار لجدري القرود حدث في الولايات المتحدة عام 2003، ولم يصنف كوباء وقتها، وبلغت عدد الإصابات 70 حالة فقط”.

جدري القرود

وأضاف: “يخلط الناس بين موطن المرض والإصابة به في دول أخرى خارج هذا الموطن، فإفريقيا الموطن الأساس للمرض، ولكن من الممكن أن يسافر الحيوان المصاب إلى دول أخرى، ومن الممكن أيضا أن يسافر الإنسان المصاب من دولة إلى أخرى فينشر المرض، كما حدث مع المصاب الذي سافر من نيجيريا إلى بريطانيا، وتسبب في عدوى العديد من الأشخاص هناك”.

هل يحصن تطعيم الجديري المائي من جديري القرود؟

أشار عنان إلى وجود فارق كبير بين جدري القرود والجديري المائي، موضحًا أنهما من عائلتين مختلفتين من الفيروسات ولهما تطعيمات مختلفة، ومن أصيب بالجديري المائي يمكن إصابته بجدري القرود، مشيرًا إلى أن آخر تطعيم من الممكن أن يحمي الناس بـ85% من الإصابة بالأخير توقف عام 1980، أي أن من لديهم حماية من الإصابة بجدري القرود حاليًّا تخطوا الـ40 عامًا.

ويعتبر الأطفال وضعيفي المناعة وكبار السن فوق 70 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة به، وهذا بجانب الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول الأدوية المضادة للفيروسات.

كيف يجري تشخيص الإصابة بجدري القرود؟

شرح عنان أعراض الإصابة قائلا: “بعد فترة حضانة الفيروس تبدأ الأعراض في الظهور، أولًا بارتفاع في درجة الحرارة، ووهن في العضلات، وصداع، وحدوث تورم في الغدد الليمفاوية أحيانًا، ثم تظهر بعد ذلك الحويصلات والبثور المليئة بالصديد، أو ما يسمى بالطفح الجلدي المميز لمرض الجدري، خصوصًا على الوجه واليدين والقدمين”.

جدري القرود

وشدد عنان على أن هذه الأعراض تختفي بعد 3 أسابيع تقريبًا إذا توفرت العناية الجيدة بالمريض، وأضاف: “نعلم إصابة الأشخاص بالمرض بناءً على تشخيص مبدأي إكلينيكي بالأعراض، ثم الذهاب إلى المعمل لعمل PCR او  antigen test ، وبعض الكواشف الأخرى لعزل الفيروس، إذا احتاجنا لذلك”.

إجراءات احترازية بأمريكا

تعاقدت الولايات المتحدة على تصنيع 300 مليون جرعة من لقاح جدري القرود، وعن ذلك قال عنان: “هما ماشيين بمبدأ اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي، فهم لا يريدون تكرار سيناريو انتشار فيروس كورونا، ولهذا اتخذوا هذا الإجراء الاحترازي بتوفير لقاحات تفاديا لأي موقف قد يحدث في المستقبل”.

وعن تحور الفيروس، قال عنان إنه فيروس لا يشبه فيروس كورونا، فالعائلة الفيروسية لكورونا سريعة التحور على عكس العائلة الفيروسية لجدري القرود، التي لا تتحور على نحو سريع.

هل ارتداء الكمامة يمنع الإصابة ؟

أكد عنان على أن جدري القرود مرض سريع الاحتواء، وعلاجه يستغرق أسبوعين فقط، وأكثر مدة لعلاجه تبلغ 6 أسابيع، موضحًا أن النظافة الحل الأول والأسرع لتجنب الإصابة به، لأن انتقاله من شخص لآخر صعب للغاية، ولذلك تعد النظافة الشخصية باستمرار مهمة جدا للوقاية منه.

أما عن ارتداء الكمامة كنوع من أنواع الوقاية، كما حدث في التعامل مع فيروس كورونا، فقال عنان إن ارتداء الكمامة شيئًا مهمًا عند التعامل مع المرضى المصابين بجدري القرود، باعتباره مرضًا ينتقل عبر سوائل الجهاز التنفسي.

ربما يعجبك أيضا