دراسة تجيب على سؤال: هل يؤثر الجار العنيف على حياتك؟

ياسمين سعد

هل يؤثر الجار العنيف على أسرتك؟ قد يؤثر أكثر مما تخيل، ففي هذا الموضوع نستعرض دراسة تؤكد خطورة السكن بجانب جار عنيف، ولماذا يجب أن تختار منزلًا بديلًا فورًا إذا كان يعيش بجانبك هذا الجار


هل يؤثر الجار العنيف على أسرتك؟ قد يؤثر أكثر مما تخيل، ففي هذا الموضوع نستعرض دراسة تؤكد خطورة السكن بجانب جار عنيف، ولماذا يجب أن تختار منزلًا بديلًا فورًا.

وفقًا لدراسة أجرتها الطبيبة النفسية سارة جايمس الباحثة في مركز السكان بجامعة مينيسوتا، فإن السكن في حي من الأحياء المشهورة بالعنف، يجعل الصحة النفسية للأفراد الذين يسكنون به أكثر تدهورًا من غيرهم، ما يعني أن الجيران يؤثرون على صحتنا النفسية مباشرة، هذا بحسب ما نشره موقع سايكولوجي توداي.

العنف يؤثر على نفسية الأطفال

تقول سارة لموقع سايكولوجي توداي: “كانت فكرتنا الأصلية في البحث هي مدى تأثير العنف على نفسية الأطفال، وركزنا على رؤية الطفل لاستخدام الأسلحة النارية في حوادث العنف، لأن ثلاث أرباع جرائم القتل في الولايات المتحدة الأمريكية كان سببها إطلاق النار، فرؤية مثل هذا العنف لا يزول بين ليلة وضحاها، بل يؤثر تأثيرًا مباشرًا على مستقبل الإنسان وخاصة الطفل”.

لإجراء الدراسة، استخدمت سارة وفريقها البحثي البيانات الوطنية التي سجلت وقوع حوادث العنف الناتج عنها قتل بالأسلحة النارية، فكان البحث على حياة 5000 طفل من مواليد 1998م إلى عام 2000م الذين كانوا جيرانًا لهؤلاء القتلى، لمعرفة كيف أثرت هذه الحوادث على حياتهم.

العنف يؤدي إلى العنف

اختارت الدراسة أن تبحث في جميع المنازل التي تبعد عن جرائم القتل بمسافة 500 متر، أو مسافة 6 دقائق سيرًا على الأقدام، وتابعت حياة الأطفال الذين يعيشون بها وكيف يتصرفون في منازلهم وفي المدرسة لمدة عام كامل عندما أصبحت أعمارهم 15 عامًا.

f97780ed e439 4cda 84bb ed96fb383f7a

وجدت الدراسة أن 21% فقط من الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة هم من التحقوا بالمدارس، بينما تعرض ثلث المراهقين الذين عاشوا وسط أسر فقيرة لحوادث عنف وصلت بعضها لأن تكون مميتة، في مقابل 10% من مراهقين الطبقة المتوسطة الذين تعرضوا أيضًا لحوادث عنف كانت أقل حدة.

علاقة العنف بالعِرق والمستوى الاجتماعي

أظهرت الدراسات أن هناك اختلافات عرقية كبيرة في الأحياء العنيفة، حيث تعرض نصف المراهقين من أصحاب البشرة السمراء الذين أجريت عليهم الدراسة إلى حوادث عنف مميتة، في حين تعرض لمثل هذه الحوادث ثلث المراهقين من أصل إسباني، بينما تعرض 2% فقط من المراهقين أصحاب البشرة البيضاء إلى العنف في أحيائهم الخطرة.

تقول سارة: “وجدنا أن مسألة القتل بحسب العرق متفاقمة في الأحياء التي تتسم بالعنف، فمن يعيش في أسر ذات دخل مرتفع من أصحاب البشرة السمراء ومن أصل إسباني، تعرضوا لحوادث عنف مميتة، أكثر من عدد الذين تعرضوا لحوادث العنف من أصحاب البشرة البيضاء الذين يعيشون وسط أسرة فقيرة”.

جار السوء سيؤثر على حياتك

وجد الباحثون أيضًا أن المراهقين أصحاب البشرة البيضاء وذوي الأصول الإسبانية تعرضوا لحوادث عنف مميتة بالقرب من مدارسهم، بينما تعرض المراهقين من أصحاب البشرة السمراء إلى حوادث العنف بالقرب من منازلهم، ما يدل على أن العنف تجاه أصحاب البشرة السمراء كان أكثر حدة.

خلصت الدراسة إلى أنه يجب الفصل بين السكان، لأن الجيران يؤثرون مباشرة على حياة الآخرين النفسية والعقلية، لدرجة أن اختيار الجار السيئ قد يودي بحياتهم، مشيرة إلى أن هذه مشكلة خطيرة ويجب معالجتها على الفور وخاصة في الأحياء الفقيرة.

ربما يعجبك أيضا