قصة طالبات مصريات يواجهن التغيرات المناخية بخرسانة ذاتية الإنارة

ياسمين سعد
مشروع خرسانة مضيئة

الاختلاف في مشروعنا عمّا تم في الأبحاث السابقة هو قوة تحمل خرسانتنا، كما أننا وضعنا كيماويات معينة زودت الإنارة، ودمجنا هذه الكيماويات داخل الخرسانة نفسها، مما يجعل خرسانتنا مستدامة أكثر من غيرها لأنها ستتحمل عوامل التغيرات المناخية والتقلبات الجوية


في ظل معاناة العالم من التغيرات المناخية ودعوات استخدام الطاقة النظيفة، فكرت 4 طالبات مصريات في تصميم مشروع تخرج يساعد العالم على مواجهة أزمة.

قدمت طالبات كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في القاهرة اختراعًا جديدًا أبهر رواد السوشيال ميديا مؤخرًا، وجذب عديد الشركات الخاصة لبحث إمكانية تصنيعه وطرحه في الأسواق المصرية والعالمية قريبًا، وهو مشروع خرسانة لرصف الطرق ذاتية الإنارة. فما القصة؟

يحد من استهلاك الكهرباء

منة سليمان، إحدى طالبات قسم التشييد بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية، والقائمات على المشروع، كشفت لـ”شبكة رؤية الإخبارية” تفاصيل المشروع، قائلةً: “نعمل أنا وزميلاتي ميار خيري، وزينب عبدالعزيز، وفاطمة النفالي، في هندسة التشييد، وتوجب علينا التفكير في مشروع له علاقة بمواد البناء، على أن تكون المواد صديقة للبيئة”.

وأضافت: “بعد مراجعة احتياجات السوق المحلي والعالمي، وجدنا أن الاتجاه الحالي هو الاهتمام بسلامة الطرق وأمانها، ففكرنا في تصميم خرسانة ذاتية الإنارة، لأنه مشروع مفيد ليس فقط في الأماكن التي لا يوجد بها إنارة، بل في المناطق الموجود بها إنارة أيضًا للحد من استخدام الكهرباء”.

مشروع خرسانة مضيئة

يقاوم التغيرات المناخية

أوضحت طالبة كلية الهندسة، أن أزمة التغيرات المناخية ألزمتهن استخدام الطاقة النظيفة المتجددة، وعدم الاعتماد على استخدام الطاقة المنتهية، مشيرة إلى أن المشروع يعمل بالطاقة الشمسية، فتمتص الخرسانة الشمس نهارًا، ثم تضيء بأنوارها ليلًا الطرق بإنارة طبيعية.

صرّحت بأن التوّصل للمنتج النهائي للمشروع استغرق ما يقرب من 3 أشهر، وهي مدة العمل على مشروع التخرج مضاف إليها فترة أخرى، استغرقنها في الترتيبات الخاصة بعرض منتجهن في مؤتمر بأمريكا خلال يناير الماضي، متابعةً: “الفكرة لاقت ترحابًا من الجمهور خلال عرضها بالمؤتمر، ومُنحنا بعض النصائح تمكننا من جعل المنتج متداول في الأسواق”.

مشروع خرسانة مضيئة

الاستفادة من التجارب السابقة

أضافت منة: “البحث العلمي يكمل بعضه بعضًا، فقبل تنفيذ مشروعنا اضطلعنا على الدراسات السابقة وطورنا الأبحاث وأضفنا إليها، ومن سيأتي بعدنا سيكمل ما فعلناه”، موضحةً أنهن أنتجن نماذج ناجحة لمشروعهن عكس الباحثين السابقين، وأن عديد الشركات الخاصة تواصلت معهن لإنتاج المشروع على نطاق واسع وبيعه في الأسواق المصرية.

وتابعت: “الاختلاف في مشروعنا عن الأبحاث السابقة هو قوة تحمل خرسانتنا، بالإضافة إلى وضعنا كيماويات معينة بالخرسانة زادت الإنارة ولم نضفها فوق الخرسانة كما جرى في الأبحاث السابقة، ما يجعل منتجنا أكثر استدامة من غيره لتحمله عوامل التغيرات المناخية والتقلبات الجوية، وأي احتكاك مثل احتكاك السيارات لأنها موجودة في الشارع، ولكن غيرها لن يتحمل ذلك وسيهلك بسرعة”.

مشروع خرسانة مضيئة

مشروع مصري خالص

كشفت منة أنهن نفذن المشروع بمواد كيميائية متوفرة في الأسواق المصرية، وأن هدفهن كان تصميم مشروع محلّي الصنع، حتى يكون موفرًا في التكاليف، وقابلًا للتنفيذ في حال تصنيعه، مبينةً أنهن لم يتوصلن حتى الآن لاتفاق مع أي من الشركات لسعيهن لتجربة المشروع بأنفسهن، وأنهن جربن المشروع داخل معمل الجامعة فقط حتى الآن.

وتابعت طالبة قسم التشييد بكلية الهندسة: “نحتاج الآن تكثيف البحث وإجراء مزيد التجارب في الشوارع للتأكد من جاهزية المنتج للبيع، من أنه جاهزاً للبيع”. مشددة على إصرارهن على أن يكون المشروع محلي الصنع بمواصفات عالمية ليخرج من المصانع المصرية، وعدم بيعه خارج مصر كما يردد رواد السوشيال ميديا بأن التجارب الجديدة دائمًا تباع خارج مصر.

ربما يعجبك أيضا