أساتذة فلك يشرحون لـ«رؤية» تفاصيل صور ناسا التاريخية

ياسمين سعد

تليسكوب جيمس ويب التقط صورً كونية برهنت على أن الكون أعمق مما كان يعتقد العلماء، بجانب اكتشافه عددًا كبيرًا جدًا من المجموعات النجمية..وفي الموضوع التالي يشرح الخبراء لـ"رؤية" طبيعة هذه الصور، وما الذي نشاهده خلالها.


ما زالت اكتشافات تليسكوب جيمس ويب تبهر العالم، فبعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول صورة كونية التقطها التليسكوب أمس الاثنين، أطلقت ناسا المزيد من الصور منذ ساعات قليلة.

وعلّق الملايين حول العالم على شدة وضوح ونقاء الصور الكونية، خصوصًا أنها المرة الأولى في التاريخ التي يٌرى فيها صورًا تعتبر الأقرب لفجر الكون، وحافة الفضاء. وتواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع عدد من الخبراء لإبراز أهمية تلك الصور، وما تمثله من نقلة في مجال استكشاف الفضاء.

أول صورة كونية

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور جاد القاضي، الذي أشار في بداية حديثه إلى تليسكوب هابل، موضحًا نجاحه الكبير في اكتشاف الفضاء الخارجي خلال فترة الثمانينات، ولكنه أصبح مع مرور الوقت بحاجة إلى تطوير كبير.

ويقول القاضي: “تعاونت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية مع وكالة أوروبية وأخرى كندية لتصنيع تليسكوب بإمكانيات أكبر تواكب العصر، وهو تليسكوب جيمس ويب الذي التقطت به الصور الكونية، وأطلق هذ التليسكوب إلى الفضاء في ديسمبر الماضي بأحدث التكنولوجيات المتاحة”.

صورة دقيقة للمجرات

صورة دقيقة للمجرات

أسئلة نحتاج إجابتها

شدد القاضي على أهمية الحدث، مشيرًا إلى أن الدلالة على ذلك هو إعلان الرئيس الأمريكي بنفسه التقاط تليسكوب جيمس ويب للصور الكونية التي برهنت على أن الكون أعمق مما كان يعتقد العلماء، بجانب اكتشافه عددًا كبيرًا جدًا من المجموعات النجمية التي تُرى حاليًّا للمرة الأولى.

وأوضح القاضي أن الهدف من إطلاق جيمس ويب إلى الفضاء والتقاطه هذه الصور، هو اكتشاف إذا ما كان يوجد كائنات فضائية من عدمه، وهل يوجد بالفعل أطباق طائرة؟ وهل يوجد أي نوع من أنواع الحياة خارج كوكب الأرض؟ هل يوجد ظروف مناخية وجوية تسمح بحياة الانسان خارج كوكبنا؟ مشيرًا إلى أن “جيمس ويب” يبحث عن إجابات لجميع هذه الأسئلة.

بوابة كونية

بوابة كونية

حساب عمر الكون

حساب عمر الكون هدف آخر لتليسكوب جيمس ويب، وصرّح القاضي بأن العلماء قدّروا عمر الكون بـ4.5 مليار سنة، قائلين إننا نعيش في منتصف عمر الكون، ولكن أثبتت الصورة الكونية التي التقطها جيمس ويب، أن أعماق الكون عمرها 13 مليار سنة، إذن نحن لم نتخط منتصف عمر الكون بعد.

وتواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، الدكتور أشرف تادرس، الذي قال: “قلنا منذ وقت إطلاق تليسكوب جيمس ويب إننا سنرى من خلاله أشياءً لن نتوقع رؤيتها، وبالفعل شاهدنا ذلك من خلال الصور التي التقطها التليسكوب للكون في غاية النقاء والوضوح، وذلك يرجع لتقنية الأشعة تحت الحمراء”.

عنقود من المجرات

شرح تادرس طريقة عمل “جيمس ويب”، قائلًا إن الأشعة تحت الحمراء التي يعمل التليسكوب وفقًا لها، أشعة دقيقة جدًا تشعر بحرارة النجوم مهما كانت مسافة بعدها عن الأرض، وحتى إذا كانت مستترة وراء سحب كونية، مشيرًا إلى أن هذه هي أهمية تليسكوب جيمس ويب الذي يعدّ واحدًا من أهم الصناعات الهندسية التي صممت في تاريخ البشرية بالنسبة لمجال الفضاء.

وأوضح أستاذ الفلك ماهية الصور التي نُشرت أمس الاثنين، قائلًا: “الصور الأولى المجمعة تبين حجم الكون، معظم ما يظهر بالصورة هو حشد مجري، أي مجموعة عنقودية من المجرات موجودة في مساحة صغيرة جدًا من السماء، ولم نكن لنرى هذه المجرات لولا دقة جيمس ويب الذي يعمل في درجة حرارة منخفضة جدًا تصل إلى 1.5 مليون كيلو متر في مدار متوسط بين الأرض والشمس”.

ولادة النجوم داخل السحب الكونية

ولادة النجوم داخل السحب الكونية

ولادة نجم جديد

وعن الصور التي نشرتها وكالة ناسا الفضائية اليوم الثلاثاء، قال تادرس: “الصور الجديدة تركز على 5 مجرات بعينها، وتظهر الصور شكل المجرات بكل وضوح، إضافة لوجود سديم به درجات من الألوان، وكأنها صورة لبوابة كونية نعبر من خلالها إلى السماء”.

وأضاف “شاهدنا صورة أخرى لحشد نجمي على مستوى المجرة، يتخلله سحب كونية وكأنها هضاب، فالنجوم تتكون داخل هذه السحب الكونية، وكأننا نرى ولادة نجم جديدة داخل هذه السحب”.

ربما يعجبك أيضا