مستشار برنامج المناخ العالمي لـ«رؤية»: حرائق لندن ليست انقلابًا مناخيًا

ياسمين سعد
حرائق لندن

ما نراه حاليًا في لندن هو ارتفاع معتاد في درجات الحرارة، ولكنه بالتأكيد ليس انقلابًا مناخيًا، هكذا قال الخبير البيئي مجدي علام، فما السبب إذن وراء حرائق لندن؟ الإجابة في السطور التالية.


سجلت بريطانيا رقما قياسيا لأعلى درجة حرارة في تاريخها، بقراءة بلغت 40.2 درجة مئوية، ما تسبب في اشتعال نحو 10 حرائق في مناطق متفرقة من المملكة المتحدة.

وقال عمدة، لندن صادق خان، إن خدمة الإطفاء في لندن شهدت يوم الثلاثاء 19 يونيو 2022، أكثر أيامها ازدحامًا منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب محاولات السيطرة على أكثر من حريق في وقت قياسي وفي ظل ظروف مناخية صعبة، وفق موقع بي بي سي، فما السبب وراء حرائق لندن؟

وقف وسائل النقل

أثرت درجات الحرارة المرتفعة في بريطانيا على وسائل النقل، فأوقف سلاح الجو الملكي رحلات الطيران في قاعدة برايز نورتون العسكرية بسبب ذوبان المدرج، وأوقفت السكك الحديدية خدماتها بسبب التواء القضبان الحديدية، وفشل الكابلات العلوية للقطارات.

ورغم أن أمس، الأربعاء، كان أكثر برودة من سابقه، إلا أن مكتب الأرصاد الجوية حذر من هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية، قد تؤدي إلى اضطراب في شرق وجنوب شرق إنجلترا مساء اليوم الخميس.

حرائق لندن بسبب أزمة التغيرات المناخية

حرائق لندن بسبب أزمة التغيرات المناخية

حرائق لندن طبيعية

مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، أوضح لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن ما تشهده المملكة المتحدة حاليًا جزء من طقس فصل الصيف بعد تأثره بالتغيرات المناخية، والدليل على ذلك نشوب حرائق في مناطق متفرقة من العالم، أبرزها في الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا.

أشار علام إلى أن هذه الحرائق تنشب بطريقة طبيعية بسبب أزمة التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة، وتزايد الجفاف في بعض المناطق، ما يلهب ورق الشجر الجاف جدًا بالغابات فيشتعل، مشددًا على أن تأثير التغيرات المناخية في فصل الصيف أصبح أشد على أوروبا من قارة أفريقيا ذات المناخ الحار.

أوروبا تجاوزت مناخ أفريقيا

أضاف علام: “نشبت حرائق العام الماضي في بعض المناطق حول العالم وهذا العام أيضًا، فحرارة سطح الأرض زادت، ما يجعل الحرارة التي تعيشها المملكة المتحدة طبيعية، فنحن نتحدث الآن عن تزايد في درجة حرارة الطقس من 30 إلى 40 درجة، وليس عن زيادة درجة حرارة سطح الأرض، ويوجد فارق كبير بينهما، لذلك لا داع للخوف”.

وبين علام أن مناخ أوروبا اختلف لأنها أصبحت أكثر حرارة من بعض الدول الإفريقية المعروفة بحرارتها المرتفعة، فمثلًا لم تصل درجة الحرارة في الكويت حتى الآن إلى 50 درجة مئوية، رغم تسجيلها تلك الدرجة خلال العام الماضي، بل على العكس أصبحت بعض مناطق الخليج غير حارة إلى الحد الذي وصلت إليه المملكة المتحدة حاليًا.

ليس انقلابًا مناخيًا

ذكر مستشار برنامج المناخ العالمي، أن العالم لم يدخل بعد في مرحلة الانقلاب المناخي، مكملًا: “ما نراه حاليًا في لندن ارتفاع معتاد في درجات الحرارة، وليس انقلابًا مناخيًا، فالانقلاب المناخي سيكون طقس يمتاز بوجود السيول والأعاصير فقط، وسيصبح طقسًا يصعب على الإنسان تحمله”.

وأوصى علام سكان العالم بعدم الخروج وقت الظهيرة، لأن هذا الوقت يشهد تسجيل أعلى درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن ما يحدث من تغيرات مناخية يعد ناقوس خطر للمستقبل، ويجب فورًا الحد من استخدام الوقود، متوقعًا استمرار درجات الحرارة في الارتفاع حتى نهاية شهر أغسطس المقبل.

ربما يعجبك أيضا