يد صناعية تعيد الأمل لأصحاب الإصابات الحركية.. ومخترعها يكشف لـ«رؤية» التفاصيل

ياسمين سعد
باهي النسر براءة اختراع

اخترع شاب مصري يدًا صناعية تساهم في تسريع عمليات إعادة تأهيل أصحاب الإصابات الحركية بمصر، فما قصة هذا الاختراع وكيف يعمل؟


ابتكر شاب مصري يدًا صناعية تساعد في تأهيل ذوي الإصابات الحركية على العودة إلى حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن.

وتواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع المهندس باهي النسر الذي شرح لنا تفاصيل الاختراع الذي يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأهميته التي أهلته للحصول على جائزة بمعرض جنيف الدولي للاختراعات.

هندسة الميكاترونكس

أحب باهي النسر الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، العلوم منذ أن كان طالبًا، فقرر دراسة هندسة الميكاترونكس، وهو حقل هندسي يجمع بين الهندسة الميكانيكية والكهربائية، والحاسوب والإلكترونيات، وبعد التخرج، عمل النسر على تأسيسي شركة “نيوريب” أول شركة في أفريقيا والشرق الأوسط تعمل في مجال تصنيع روبوتات إعادة التأهيل.

وكانت أول اختراعات باهي خلال أزمة انتشار جائحة فيروس كورونا، فيقول: “نجحت في ابتكار جهاز يحدّ من انتشار وباء كورونا، وهو جهاز أوتوماتيكي يعمل دون تلامس لقياس درجة حرارة جسم الإنسان عن بعد، وتعقيم اليدين دون ملامسة”.

وأضاف: “الجهاز به حامل مناسب ونظام تنبيه للحالات المشكوك في إصابتها بفيروس كورونا، ويتميز بقدرته على قياس درجة الحرارة بدقة عالية، حتى مسافة 50 سم، نظرًا لتزويده بأحدث التكنولوجيات، وحصل الجهاز على تمويل من مؤسسة البحث والتطوير المدنية الأمريكية، وكان المحارب الأول ضد كورونا في مصر”.

باهي النسر خلال التكريم

باهي النسر خلال التكريم

إعادة تأهيل حركي

لطالما حلم باهي مع فريقه بشركة “نيوريب” بمساعدة جميع من يعانون الإصابات الحركية، للعودة إلى حياتهم الطبيعية مرة أخرى في أسرع وقت، خصوصًا في ظل تعرض أكثر من مليوني مصري سنويًا لإصابات حركية، ينتج عنها إصابات دائمة بسبب عدم تأهيلها بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب عبر طبيب مختص.

ورصد باهي وزملاؤه العديد من التحديات التي تواجه أصحاب الإصابات الحركية، منها تغيير المريض للأطباء باستمرار، خوفًا من عدم الشفاء، وعلى الجانب الآخر يبذل الطبيب مجهودًا كبيرًا لللوصول مع المريض لنتائج ملموسة خلال وقت قصير، حتى يحافظ على أمل الشفاء الذي قد يفقد المريض سريعًا، خصوصًا مع التكلفة الباهظة للعلاج الطبيعي التي قد تدفع المئات إلى تخلي عن العلاج..

تفاصيل الروبوت الجديد

عمل باهي مع زملائه على المشروع لنحو 4 سنوات، وساهموا في توطين صناعة روبوتات إعادة التأهيل، وطوّروا التكنولوجيا بابتكار جهاز لإعادة تأهيل لليد، يقدم للأطباء أحدث الإمكانيات بسعر قليل، حتى لا يضغط على المرضى، وفي نفس الوقت يسرّع الجهاز الجديد عملية الشفاء، فيحفز المريض على الاستمرار في الحصول على جلسات العلاج الطبيعي حتى التعافي.

والجهاز الجديد عبارة عن روبوت يرتديه المريض، ثم يبدأ الطبيب باستخدام التطبيق في تسجيل حالة المريض، ويختار له البرنامج المناسب لطبيعة الإصابة ومستواها، وفي النهاية يطبق تمارين إعادة التأهيل بدقة عالية، وأوضح باهي أن المريض يستطيع متابعة تطور حالته، لأنه يرى البيانات مكتوبة أمامه لتحفيزه في أثناء تأدية التمارين.

عقبات ونجاح

جذب اختراع اليد الصناعية أنظار أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، فرشحت باهي لتمثيل مصر بمعرض جينيف الدولي للاختراعات،  في عام 2019، لينافس أكبر الشركات في العالم، ويفوز بالميدالية الفضية في المجال الطبي.

وعلى الرغم من هذا النجاح الكبير، فإن باهي وفريقه واجهوا بعض العقبات في طريقهم، كان منها الحصول على التمويل لبحث وتطوير المشروع، بجانب تكوين فريق من المختصين القادرين على إنجاح المشروع بالقدر المناسب.

باهي النسر بعد التكريم

باهي النسر بعد التكريم

التجارب السريرية

انتهى فريق باهي من تصميم الجهاز الجديد، وحاليًّا يستعدون للتجارب السريرية التي ستطبق على مرضى المستشفيات الجامعية، ليصبح متاحًا لاستخدام الجميع بعدها.

ويرى باهي أن مجال الاختراع في مصر في تطور مستمر، قائلًا: “اختراعنا يعد نقطة تفوق كبيرة للوطن العربي، لأنه نافس اختراعات المنافسين المباشرين في أمريكا، والصين، والنمسا، وسويسرا وتفوق عليهم”.

رسال إلى شباب المخترعين

وعن نصيحته للشباب الذين يسعون للاختراع، يقول باهي: “عندما يفشل المخترع يصل إلى نقطة البداية لاختراع جيد، فطريق الاختراع طويل وصعب، ولكنه ليس مستحيلًا، يحتاج فقط الصبر والاجتهاد والإيمان بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا، أما من انتهى من إنجاز اختراعه، فعليه الاهتمام بتسجيل الحقوق الملكية الفكرية، وتسويقه جيدًا”.

وعن الاختراعات المستقبلية، فأشار باهي إلى أنه وفريقه يصممون حاليًا روبوتًا جديدًا مهمته هي إعادة تأهيل للطرف العلوي على نحو كامل.

ربما يعجبك أيضا