خبير يشرح لـ«رؤية» كيف تسببت التغيرات المناخية في انتشار الأمراض؟

ياسمين سعد
التغيرات المناخية والأوبئة

تسببت التغيرات المناخية ليس فقط في تغيير الخريطة جغرافيًا، فهي تغير من خريطة الأمراض أيضًا، فكيف أسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجراثيم؟ وما هو مستقبل صحة الكوكب؟ تعرَّف على التفاصيل


أثرت التغيرات المناخية على كوكب الأرض، ليس فقط على درجات الحرارة وأحوال الطقس شديد التقلب، ولكن نتج عن كل ذلك أيضًا بيئة خصبة لانتشار عديد من الأمراض.

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، الدكتور إسلام عنان، الذي أكد ظهور عديد من الأمراض الجديدة، بجانب انتشار أمراض بعينها أكثر من غيرها بسبب تأثير التغيرات المناخية.

زيادة نسبة الإصابة

أوضح دكتور عنان ظهور 9 أمراض جديدة تنتقل عن طريق الناموس بأمريكا، هذا بجانب زيادة احتمالية الإصابة بمرض الملاريا 66%، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يزيد عدد الأشخاص المصابين بالملاريا بواقع 14% في عام 2050.

تأثير التغيرات المناخية على انتشار الأمراض

تأثرت بعض المناطق حول العالم ببعض الفيروسات التي لم تكن معتادة عليها، فشرح عنان إصابة عديد من الأشخاص في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بأمراض حمى غرب النيل، وفيروس زيكا والحمى الصفراء وحمى الضنك، وهو الشيء الذي لم يكن يحدث في السابق في هذه المناطق.

تأثر الأطعمة

يقول أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة: “تأثرت بعض الأطعمة بالتغيرات المناخية، فأصبحت تصيب من يتناولها بالأمراض، مثل انتشار عدوى السلامونيلا الموجودة في البيض واللحمة، هذا بجانب ظهور بكتيريا في المحار الذي يتناول بكثرة في آلاسكا، فهذه البكتيريا لم تكن موجودة في السابق، ولكن بعد أن زادت درجة حرارة المياه إلى 15 بدلًا من 14، تغيرت طبيعة المحار”.

التغيرات المناخية تسبب انتشار الأمراض

التغيرات المناخية تسبب انتشار الأمراض

وشرح عنان أنه يوجد احتمالية كبيرة في انتشار نوع جديد من الجدري في آلاسكا اسمه AlaskaPox بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أنه في حالة زيادة درجة حرارة الأرض درجة واحدة أخرى، فستزيد احتمالية انتشار الطاعون في قارة آسيا 50%.

هجرة الحيوانات

كشف عنان عن الأسباب التي أسهمت في ظهور وانتشار هذه الأمراض قائلًا: “كل حيوان وكل حشرة مثل الناموس والقراد كان يعيش في المنطقة الحرارية المناسبة له، ولكن بعد التغيرات المناخية، هاجروا لينقلوا معهم فيروساتهم إلى أماكن جديدة، مثل ناموسة الملاريا، التي هاجرت لتنشر المرض في أماكن جديدة لم تكن موجودة بها سابقًا”.

وأضاف: “انتقال الحيوانات إلى مناطق أخرى جعلها تعدي حيوانات وكائنات أخرى بأنواع من الفيروسات لم تكن معتادة عليها، مما خلق ما يسمى بالقفزات الفيروسية، فأصبح الفيروس أشرس مما كان عليه في الماضي، وارتفاع درجة الحرارة يزيد من فترة الإصابة بأعراض الفيروس”.

هروب الفئران

صرح عنان بأن التصحر وإزالة الغابات، جعل الكائنات تهاجر إلى أماكن أخرى والذي نتج عنه انتشار مرض الإيبولا، مشيرًا إلى أنه يوجد توقع بظهور مرض الطاعون في المستقبل نتيجة لعدم تحمل الفئران لدرجة حرارة الجو، وهروبها لتسكن المدن والمنازل.

ونوه عنان بأهمية تكاتف دول العالم للحد من أثار التغيرات المناخية، لأن تأثيرها على الصحة يتطور باستمرار، وفي حالة زيادتها أي درجة أخرى سنتنشر الأمراض بين البشر بما لن يحمد عقباه.

ربما يعجبك أيضا