دراسات: التغيرات المناخية تحدد الحالة المزاجية للإنسان

رؤية
التغيرات المناخية

أثرت التغيرات المناخية على الحالة المزاجية للإنسان، فأصبحت سعادته وكآبته مرتبطة باستقرار درجات الحرارة، فما هي هذه التغيرات وكيف نتأقلم معها؟


تؤثر التغيرات المناخية على حياتنا اليومية، ليس فقط زراعيًّا واقتصاديًّا، ولكنها تؤثر على مزاج الفرد ونفسيته أيضًا، وذلك وفقًا لأكثر من دراسة علمية.

ذكر موقع Health Line إحدى الدراسات التي شارك بها 497 مراهقًا وأمهاتهم، والتي كشفت عن تصنيف مزاج الشخص وتأثره بالطقس وفقًا إلى 4 فئات، لكل فئة منهم حالة مزاجية خاصة تتمثل في ترابط حالة الجسد بالطقس.

تأثر بحالة الطقس

وجدت الدراسة أن التصنيف الأول هم عشاق الصيف الذين يتحسن مزاجهم في الجو المشمس الدافئ، أما التصنيف الثاني فهم كارهوه الذين يشعرون بالكآبة في هذا الطقس، والعكس صحيح لمحبي الشتاء وهم التصنيف الثالث، فلا يتأثرون بالأيام الممطرة ولا ببرودة الجو، أما كارهوه فينخفض مزاجهم في تلك الأيام وهم التصنيف الرابع في فئات المتأثرين بالطقس.

اقرأ أيضًا: «جيه بي مورجان»: على منتقدي استضافة الإمارات «COP28» التوقف

تتحدد طاقة الإنسان بناءً على الطقس، فعلى سبيل المثال يعطي الطقس البارد للجسم إشارة بالثبات والاستقرار، ما يجعل الجسم طاقته أقل في الشتاء، حيث يعزز الدفء طاقة الجسم، ولكن ذلك يحدث عندما تكون درجة حرارة الجو 21 درجة مئوية فقط، ومع ازدياد درجة الحرارة يبدأ الجسم في الهروب من الحر، ثم الشعور بالإرهاق.

التغيرات المناخية

التغيرات المناخية

الساعة البيولوجية

أشار موقع Health Line إلى تأثير ضوء الشمس على الساعة البيولوجية للإنسان، فهو يعطي للجسم إشارة للبقاء مستيقظًا، وعلى العكس يشعر الإنسان بالحاجة إلى الراحة عندما يعم الظلام، لذلك ربما يشعر الإنسان بالضيق أكثر من المعتاد في الأيام الممطرة التي يكون فيها فترة تعرضه للضوء قليلة.

وذكرت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران عام 2019 أن انخفاض الضغط الجوي أثر مباشرة على نواة بالدماغ تتحكم بالتوازن والإدراك، وهذه النواة موجودة لدى البشر أيضًا، ولهذا اقترح العلماء أن الإنسان يشعر بالتوتر قبل أي عاصفة، نتيجة نشاط هذه النواة التي تتأثر بانخفاض الضغط الجوي.

غضب وعدوانية

لا يصاب الإنسان بالتوتر عند انخفاض درجات الحرارة فقط، بل يتأثر مزاجه أيضًا عند ارتفاع درجات الحرارة، فوفقًا لدراسة أجريت في عام 2018، يوجد علاقة وثيقة بين ارتفاع درجات الحرارة وبين ميل الناس إلى الغضب والتصرف بعدوانية.

اقرأ أيضًا: دراسة حديثة تكشف عن تأثير تغير المناخ في الطقس المتطرف

ولكن عندما يكون الطقس دافئًا، فإنه يساعد على تعزيز الذاكرة، ويشعر الإنسان بأنه أكثر تسامحًا مع ظروفه ومع الآخرين، ويحدث هذا التأثير عندما يتعرض الإنسان لشمس اليوم الدافئ وليس عندما يعيش اليوم المشمس داخل المنزل.

زيادة الانتحار

من ناحية أخرى أوضح الخبراء زيادة نسبة الانتحار خلال فصل الربيع وبداية فصل الصيف، وأرجعوا ذلك إلى تأثير الطقس المشمس الحار على الصحة العقلية لبعض الأشخاص، خاصة من يعانون من مرض اضطراب ثنائي القطب، فهم يتعرضون لنوبات مزاجية حادة.

إضافة إلى أن تزايد حبوب اللقاح في فصل الربيع يتسبب في التهاب في الدماغ، ويفاقم أمراض الصحة العقلية، وفي حين أن الطقس لن يكون السبب الأساسي في إقبال الأشخاص على الانتحار، إلا أنه يعد عاملًا محفزًا بالتأكيد من وجهة نظر العلماء.

ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على الحالة المزاجية

ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على الحالة المزاجية

مراجعة الطبيب

نصح الخبراء من يشعرون بتغيرات مزاجية حادة نتيجة التغيرات المناخية بأن يسجلون مشاعرهم وفقًا لأحوال الطقس، ويلاحظون متى يشعرون بالضيق الشديد، ويبقون في المنزل خلال أيام الطقس السيئ الصعبة.

وأكد الخبراء ضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي مختص، إذا استمرت الحالة المزاجية السيئة لدى الشخص لأكثر من يوم، ومنعته من الحركة وممارسة حياته الطبيعية.

ربما يعجبك أيضا