الإقلاع الهادئ.. طريقة للاستقالة النفسية دون ترك العمل

ياسمين سعد
الضغط المهني في العمل

هل سمعت يومًا عن نظرية الإقلاع الهاديء؟ إنها طريقة تجعلك تستقيل نفسيًا دون أن تستقيل من عملك على أرض الواقع، فما هي تفاصيلها؟ وهل هذه الطريقة مفيدة لصحتك العقلية؟.


الإقلاع الهادئ، مصطلح جديد انتشر على منصة تيك توك وموقع Linkedin، ويطلق على طريقة جديدة لتخفيف أعباء العمل مع عدم اضطرار الموظف إلى الاستقالة.

وتعوَّد الناس على أن يقدم الشخص استقالته حينما يشعر بالضغط، أما الطريقة التي يروج لها الإنترنت الآن فهي “الإقلاع الهادئ”، فلماذا تستقيل وأنت تستطيع إجراء الحد الأدنى من العمل، والالتزام بالوقت المحدد للعمل فقط دون أي زيادة، مع الحصول على راحة الغداء في موعدها؟

عدم الاستقالة من العمل

يقول عالم النفس لي تشامبرز إن هذه الآلية البسيطة التي يلجأ إليها بعض الأشخاص في أداء عملهم هي آلية نفسية متبعة، مثل الإقلاع التدريجي عن التدخين، الذي يكون تدريجيًّا، تجنبًا للإرهاق الذي يتبعه، مشيرًا إلى أن الموظف يحدث له ذلك أيضًا عندما يشعر بعدم تقديره من رؤسائه، أو عندما لا يحرز أي جديد في عمله، فيبدأ نفسيًّا في الانفصال التدريجي عن مهامه.

ويشرح تشامبرز لموقع هيلث لاين: “الإقلاع الهادئ عن العمل يساعد الشخص على تحسين قدرته في وضع الحدود، بالإضافة إلى أنه يعطيه مساحة أكبر للتفكير في شؤون حياته، فيتخفف تدريجيًّا من أعباء عمله وضغوط الحياة اليومية، ما يعزز رفاهيته النفسية ويكسبه طاقة متجددة”.

مزايا الإقلاع الهادئ

فيما أوضحت الطبيبة النفسية تانيا تايلور أن الإقلاع الهادئ يضمن عدم الخلط بين الحياة الشخصية والعملية، بالإضافة إلى أنه يخلق للشخص مزيدًا من الوقت لأداء عدد من الأنشطة، ويعزز قدرته على التواصل الاجتماعي مع أصدقائه، ما يجدد طاقته ويشعره بأنه لا يزال على قيد الحياة.

استقالة الاستقالة

استقالة الاستقالة

 

وأشارت تايلور إلى أن علماء النفس يرون قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء عنصرًا أساسيًّا في تحسين الصحة العقلية للفرد، موضحة أن هذا بالفعل سيعزز الإنتاجية عند الموظف، لأن التوقف عن العمل لعدة ساعات، يجعل العقل يراجع الأحداث وينشط، وتصبح لديه القدرة على حل المشكلات من وجهة نظر مختلفة.

عيوب الإقلاع الهادئ

في حين أن الإقلاع الهادئ يحسن صحة الموظف العقلية ويجنبه الشعور بالتوتر، إلا أن له مخاطره أيضًا، فقد يلاحظ رؤساء الموظف أنه لم يعد يبذل جهدًا في أداء مهامه، ذلك أنه يقلل رويدًا ضغوط العمل اليومية، ويمضي يومه وفق استراتيجية يحددها هو، ما يعرضه لخسارة منصبه ووظيفته في المستقبل.

وأوضح عالم النفس تشامبرز أن عيوب الإقلاع الهادئ تكمن أيضًا في تقليل الشعور بالرضا عند الفرد، مشيرًا إلى أن عدم مشاركة الموظف العمل مع الآخرين، وعدم تحقيقه إنجازات شخصية، سيؤثر بالسلب في صحته العقلية، فالموظف سيشعر بأنه لم يعد له دور في شركته.

مزايا وعيوب

خلص أساتذة النفس إلى أنه من يريد تجربة نظرية الإقلاع الهادئ في عمله فإن عليه الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، فهل سيصبح هذا الشخص قادرًا على قول كلمة لا لمديره، وعدم التقدم في وظيفته لفترة طويلة؟ أم أنه في مرحلة إثبات النفس ويريد أن يصل إلى منصب ما؟

وبالإضافة إلى ماسبق فإنه يجب أن يقرر الشخص ما إذا كانت حياته الشخصية متضررة بالفعل من عمله أم لا، فهو أقدر الناس إجابة عن هذا السؤال، وبناء على إجابته يعيد صياغة أدواره ومهامه الجديدة، التي يعتقد أنها الأنسب له، ويناقشها مع مديره، فقد يحصل على النتيجة المرجوة.

 

ربما يعجبك أيضا