على الطريقة الليبية.. بالمرتزقة والمساعدات أردوغان يدبر الشر لليمن

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا يزال وهم إحياء الدولة العثمانية، يسيطر على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فكما أعلن أن الأتراك يتواجدون في ليبيا وسوريا، من أجل حقهم، وحق إخوانهم في المستقبل، وأنهم يتواجدون في جغرافيتهم احترامًا لإرث الأجداد، لتبرير مخططاته الشريرة في تخريب العالم العربي.

سيناريو ليبيا

وبعد أن نجح في تدمير ليبيا وحرق أرضها وشعبها عبر حلفائه من خونة الأوطان، يسعى أردوغان لتكرار السيناريو الليبي في اليمن.

ويهدف أردوغان من وراء السيطرة على اليمن أن يضع يده على موارد وثروات محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، وتواصل تركيا العبث في اليمن، وذلك في محاولتها لإنقاذ جماعة الإخوان هناك، وتأمين موطئ قدم لها على الضفة الشرقية للبحر الأحمر وفي خليج عدن.

ويعتبر حزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان العالمي في اليمن، “حصان طروادة” الذي يستخدمه أردوغان كأداة تركية للتغلغل داخل المجتمع اليمني والسيطرة على مقدراته تمامًا كما حدث مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

ووفق ما قاله مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في مقابلة مع إحدى الفضائيات المصرية، فإن “هناك غرفة عمليات تم تأسيسها في أنقرة طلبت من الفصائل السورية، التي تجند مرتزقة، 300 مجند من كل فصيل مقابل 5 آلاف دولار للفرد، لإرسالهم لليمن لدعم حزب الإصلاح”.

مساعدات مشبوهة

النظام التركي كعادته دائمًا قبل التدخل العسكري يحاول اختراق البلاد عبر بوابة المساعدات كما فعل قبل تدخله في الشأن الليبي والسوري والعراقي وهذا ما فعله في اليمن، وزعت جمعية الهلال الأحمر التركي، ما سمته سلات غذائية على نازحين وأسر فقيرة في ثلاث محافظات يمنية وهي محافظة شبوة وألفًا في مدينة سيئون بوادي حضرموت ومثلها بمحافظة مأرب، كما أطلقت خلال رمضان، ثلاث حملات، تتضمن توزيع سلات غذائية على نازحين وفقراء وجرحى حرب وذوي إعاقة بمحافظات عدن وحضرموت، ومأرب، وتعز.

وبحجة هذه المساعدات أرسلت تركيا العشرات من ضباط الاستخبارات تحت لافتة “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية ووصل بعضهم إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ شحن الحدودي في محافظة المهرة بعد أن حصلوا على تسهيلات من وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري ومحافظ المهرة السابق راجح باكريت.

في مقال نُشر في مارس الماضي، تطرق الباحث السوري والمتخصص في الشؤون التركية والكردية خورشيد دلي، إلى الدعم العسكري والمالي والإعلامي الذي تقدمه أنقرة لجماعة الإصلاح في اليمن.

وقال دلي: إن أنقرة تواصل انتشارها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح من خلال هيئة الإغاثة التركية (IHH)، إذ إن الدعم الإنساني أصبح ستارا للتدخل التركي عبر عناوين إقامة مستشفيات ومدارس وتقديم المعونات الغذائية.

وتشير المعلومات إلى أن الزيارات التي يقوم بها الضباط الأتراك لبعض المحافظات التي يسيطر عليها إخوان اليمن، لتحويلها إلى منطقة للتدخل التركي في سيناريو شبيه بالتدخل التركي في ليبيا عن طريق العاصمة طرابلس.

على مدار السنوات الماضية نفذ “الهلال التركي” و”تيكا”، أنشطة مشبوهة في محافظات عدن والضالع وتعز، بواسطة شركاء محليين وهميين بهدف عدم لفت الأنظار إليها، كما قامت المنظمات التركية، باستئجار مقرات لها في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات، بهدف إدارة تلك الأنشطة المشبوهة، والتغلغل في المجتمع اليمني.

بوابة المرتزقة

المقلق في الأمر أن الرئيس التركي تخلى عن دور الذراع ويحاول أن يكون طرفًا أساسيًا للسيطرة على اليمن من خلال مواجهة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وسعيه لدعم نظام الملالي الإيراني، من خلال تقديم الدعم السياسي والمعنوي والعسكري إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي تدعمها طهران بصورة واضحة، بهدف السيطرة على نظام الحكم في اليمن.

أكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية، نجيب غلاب، أن هناك حاجة ملحة لإعلان عربي رسمي وشعبي ضد التدخلات الإيرانية والتركية.

كما دعا إلى تعبئة وطنية شاملة ضد وكلاء الدولتين، في إشارة للحوثي والإصلاح، معتبرًا أنهما “رأس حربة استعمار من النوع الحاقد المتغطرس الذي يستعبد جماعات دينية جشعة غارقة في خرافة الولاية والخلافة”.

وأشار غلاب، في سلسلة تغريدات عبر موقع التدوينات المصغرة “تويتر”، إلى أن “تركيا تتحرك في المناطق الهشة وأداتهم الإخوان”.


ورأى المسؤول اليمني، أن التواجد التركي في ليبيا وقطر والصومال ومساعيه المحمومة في اليمن، يجعل تركيا عمليا تدير حرب كإيران ضد العرب”.


وكلف أردوغان أجهزة الاستخبارات التركية، وعدنان تانري فيردي رئيس شركة صادات التركية للاستشارات الدفاعية الدولية، بتجهيز مقاتلين مرتزقة بغية إرسالهم إلى اليمن للقتال مع الجماعات المُتشددة هناك، وذلك مقابل مبالغ مالية ضخمة ومغريات كثيرة.

وبالفعل، بدأ سماسرة المرتزقة والعناصر الجهادية في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، بالترويج لدى الفصائل السورية الموالية لتركيا، بأن من يريد أن يقاتل في اليمن فإن أردوغان جاهز لتجنيدهم، يشار إلى أن الرئيس التركي أدخل أكثر من 10500 جندي تركي للسيطرة الكاملة والمباشرة على المنطقة الممتدة من جسر الشغور وحتى جرابلس في سوريا لتعويض “انقراض” المقاتلين السوريين المُحتمل هناك.

وتعتبر المعسكرات التي يؤسسها الإخوان في اليمن كمعسكرات تعز التي يقودها الإخواني حمود المخلافي، امتدادًا لتأثير تركيا المتنامي في البلاد من خلال أدواتها الإخوانية وعملائها المحليين الذين يسعون للسيطرة على السواحل اليمنية وباب المندب.

ربما يعجبك أيضا